بيشاور، جبل السراج، خوجا بهاء الدين - رويترز، أ ف ب - تحدث قائد في "طالبان" عن امكان الموافقة على تسليم السلطة في كابول الى حكومة ذات قاعدة عريضة في حال وقف القصف الاميركي، فيما اعتبر "تحالف الشمال" المعارض ان الضربات الاميركية اضعفت دفاعات "طالبان" في بعض المدن، وان امكان الاستيلاء على مدينة مزار الشريف بات قريباً. ونقلت وكالة "رويترز" من بيشاور عن "قائد رفيع" في "طالبان" رفض كشف اسمه ان قوات الحركة "ستدافع عن الحكومة الحالية في كابول ما دامت تتعرض لهجوم من الخارج وان قلة من الجند فقط هي التي ستفر الى صفوف المعارضة. واضاف: "انه اذا ساعدت القوات الاميركية تحالف الشمال للسيطرة على كابول ستنسحب قوات طالبان الى الجبال لتشن حرب عصابات على الغزاة". لكنه اضاف ان معظم قادة "طالبان" لا يريدون قتال المعارضة لأنهم يعرفون قادتهم شخصياً من الحرب التي شاركوا فيها في الثمانينات ضد الاتحاد السوفياتي وانهم سيدعون الى التوصل الى حل سلمي اذا أُتيحت لهم الفرصة. واكد القائد في "طالبان" والذي تعرض مقر قيادة فوجه، وقوامه 500 فرد، للقصف الاميركي في شرق كابول الاسبوع الماضي: "هذا تفكير عدد كبير من القادة. وهناك اناس كثيرون في طالبان يتفقون مع هذا الرأي ايضاً"، مشيراً الى ان ثمة فروقاً بين القادة العسكريين المحترفين واعضاء "طالبان" المهتمين بإقامة دولة اسلامية متشددة في البلاد. وقال: "يجب وقف الهجمات لافساح الطريق امام بدء المناقشات السياسية" متوقعاً ان تدعو "طالبان" بعد ذلك الناس من شتى انحاء البلاد لحضور مؤتمر القيادة الجديدة" في موازاة ذلك، اعرب وزير الخارجية في "تحالف الشمال" عبدالله عبدالله، في حديث اى الصحافيين في خوجا بهاء الدين شمال افغانستان عن اعتقاده بأن الوهن اصاب "طالبان" بعد 19 يوماً من القصف الاميركي الجوي والهجمات البرية للمعارضة. وقال ان العمليات الحربية الحقت الضرر بقيادة "طالبان" ونظام السيطرة وان الحركة اصبح لديها مشاكل في تعزيز دفاعاتها عن بعض المدن المهمة. وقال عبدالله، بعد اجتماع مع الجنرال محمد فهيم قائد التحالف حضره قادة آخرون قرب خط المواجهة في اقليم طخار على الحدود مع طاجيكستان: "التقويم العام هو ان قوات العدو تأثرت نتيجة عملياتنا وبسبب الضربات الجوية ايضاً"، معتبراً ان مواقع المعارضة حول مدينة مزار الشريف "مقنعة". لكنه اضاف: "حتى الآن ما زالت درجة الضغط الممارس على طالبان غير كافية لضرب معنوياتهم وجعلهم يسلمون اسلحتهم ويلوذون بالفرار"، معلناً ان القادة العسكريين في المعارضة "ينتابهم شعور عارم بالاحباط المتزايد نظراً الى قلّة النتائج المحرزة من جراء الضربات" اذ "من الممكن احراز المزيد. فنظراً الى وجود تجمع كثيف لقوات طالبان على خطوط الجبهات من الممكن احراز نتائج افضل عبر قصف كثيف لهذا الخط". وكان الطيران الاميركي ينفّذ غارات على اهداف في داخل الاراضي الخاضعة لسيطرة "طالبان" غير انه بات منذ الاحد يغير يومياً على خط الجبهة شمال كابول ويدعم هجوم المعارضة في اتجاه مزار الشريف منذ الثلثاء. وفي هذا الصدد، قال قائد معارض آخر هو الجنرال محمد عطا الي يقود المعارك قرب المدينة انه يأمل في السيطرة على المدينة سريعاً. وذكر في اتصال عبر هاتف يعمل بالاقمار الاصطناعية ان الطائرات الاميركية قصفت المواقع الامامية ل"طالبان" نحو الثامنة فجر امس، و"لدينا خطة للاستيلاء على الطريق الرئيسي بين كابول ومزار الشريف الذي يمر عبر اقليمي باميان وباجلان ان شاء الله سيكون النصر حليفنا قريباً في مزار الشريف".