} اختتمت قوات التحالف الدولي بقيادة الولاياتالمتحدة اسبوعها الاول من الغارات الجوية والصاروخية على افغانستان محققة تفوقاً ملحوظاً، وملحقة خسائر كبيرة بالبنية العسكرية ل"طالبان"، اذ تراجع اداء مضاداتها الجوية في شكل ملحوظ، اضافة الى تدمير بنية الاتصالات الهاتفية في افغانستان، واستمرار ملاحقة عناصر الكتيبة ال55 المشكلة من "الافغان العرب"، وتعد العصب العسكري لأسامة بن لادن. وأكدت صحيفة "واشنطن بوست" ان المرحلة المقبلة من العمليات ستتضمن غارات برية خاصة وتدخلاً للمروحيات. اسلام آباد، كابول، واشنطن، لندن - "الحياة"، أ ف ب، أ ب، رويترز - تردّد دوي المضادات الأرضية للطائرات في شكل متقطع في كابول صباح أمس بينما كانت طائرة حربية تحلّق فوق العاصمة الافغانية. غير ان النيران كانت ضعيفة، مما يشير الى ان الدفاعات الجوية، ربما عانت اضراراً جسيمة في الغارات الاخيرة التي استهدفت القضاء على اسامة بن لادن ومعاقبة حركة "طالبان". ولم يسمع صوت انفجار قنابل بينما كانت الطائرة تحلق فوق المدينة. وفي وقت لاحق تعرض مطار كابول، اضافة الى هوائي التلفزيون على تلة قرب وسط المدينة، ومنطقة قرغا غربها، الى قصف مركّز. وقال مسؤولون في "طالبان" ان جزءاً رئيساً من شبكة الاتصالات التي تربط كابول ببقية العالم توقف عن العمل بعد القصف الاميركي الأخير. وقطعت الغارات في ما يبدو 90 وصلة هاتفية، تديرها شركة صينية - باكستانية متصلة بمحطة ترددات فائقة القصر، في منطقة لاتاباند على بعد نحو 35 كيلومتراً شرق كابول. والاتصالات الوحيدة العاملة الان في العاصمة هي تلك التي تديرها شركة الاتصالات اللاسلكية الافغانية. والاتصالات البدائية من نقاط الضعف الرئيسة ل"طالبان". وتراقب الولاياتالمتحدة كل الاتصالات في البلاد والتي يبدو انها مقتصرة بشكل كبير على ما يسهل التقاطه من ارسال الاقمار الاصطناعية. وفي اسلام آباد، ذكرت "وكالة الانباء الاسلامية" الافغانية، ان الطائرات الاميركية قصفت المطار وأهدافاً عسكرية في مدينة قندهار الجنوبية في ساعة مبكرة أمس مما أدى الى اشتعال النيران. وقالت الوكالة من دون اشارة الى مصادر "قصفت طائرات أميركية بشدة منشآت عسكرية في الجزء الشرقي من قندهار ما تسبب في اندلاع حريق". وأضافت، من دون ان تعطي أي تفاصيل عن حجم الاضرار الاصابات، "وسقطت قنابل على احياء سكنية حول المنشآت العسكرية". وقندهار هي معقل الملا محمد عمر زعيم طالبان. وأوضح مسؤول عسكري رفيع في "طالبان" طلب عدم كشف اسمه، ان القوات الاميركية أقدمت بمشاركة القوات البريطانية على ضرب قاعدة "قشلة الجديدة" العسكرية على بعد نحو 4 كيلومترات من وسط قندهار، ولكن تعذر عليه تحديد ما اذا كانت قوات "طالبان" موجودة فيها. وقال: "عدد المصابين في الجبال مرتفع جداً، ويبدو ان الاميركيين يعتقدون بان كل قرية في الجبال هي معسكر للتدريب". وشنت الطائرات ايضاً، خمس غارات على مطار مدينة هيرات، غرب افغانستان، وجلال اباد شرقا ومزار شريف، وهي مدينة استراتيجية في الشمال تسعى المعارضة المسلحة الى استعادة السيطرة عليها. وكانت القوات التي تقودها الولاياتالمتحدة هاجمت أفغانستان ليل أول من أمس في وقت ظلت الحركة على تحديها، ورفضها للمطالب الأميركية بتسليم اسامة بن لادن. ونقلت الوكالة الافغانية عن ملا محمد عمر قوله في رسالة "ان ذنبنا هو اننا فرضنا نظاماً اسلامياً في بلادنا، وآوينا مسلماً مضطهداً لا وطن له ولا يمكنه ايجاد اي مكان له في العالم كي يجلس فيه ساعة واحدة. انتم يا مسلمي العالم الذين تراقبون بأم اعينكم الفظائع الاميركية في أفغانستان... هل يسمح لكم دينكم بالسكوت او بتأييد أميركا". وكشفت صحيفة "واشنطن بوست" أمس ان المرحلة المقبلة من التدخل الأميركي في أفغانستان، ستكون مرحلة القصف المستمر والغارات البرية الخاطفة، وتدخل المروحيات العسكرية على نطاق واسع. ونقلت الصحيفة عن خبراء عسكريين ومسؤولين في وزارة الدفاع الاميركية ان أحد أهداف هذه الاستراتيجية العسكرية، هو التأكيد على التدخل البري لملاحقة الارهابيين. وأضافت الصحيفة ان العسكريين الاميركيين، لن يتوقفوا خلال الشهر المقبل عن قصف الكتيبة ال55، وهي كتيبة شرسة تتألف في شكل أساسي من آلاف المقاتلين العرب والاجانب. وأشارت الى ان تدمير هذه الكتيبة يعتبر امراً حيوياً لسحق شبكة بن لادن. في غضون ذلك، نبه رئيس وزراء بريطانيا توني بلير بلاده أمس الى الاستعداد لسقوط قتلى وجرحى في الصراع المتزايد في افغانستان. وقالان لا وجود لاي حل سلمي على ما يبدو. وقال لصحيفة "اوبزرفر": "اذا قمت بعملية عسكرية فستكون هناك مخاطر دائماً. اننا نفعل بوضوح كل ما في وسعنا للحد من امكان سقوط قتلى وجرحى بين الرجال والنساء، عندما نرسلهم الى العمليات. يتعين عليك ان تقرر ان ما تعتقده صواباً وتدرك انها مسؤولية ضخمة جداً". واشار بلير الى ان "طالبان" وتنظيم "القاعدة" أكثر تطرفاً مما يسمح بالتفاوض معهما. وقال: "ماذا ستفعل مع هؤلاء الناس. لا يمكن التحدث معهم في شأن ذلك... انا آسف، فعليك ان تذهب وتضربهم". وكشفت وزارة الدفاع البريطانية ان شركات التأمين المرتبطة بالوزارة رفضت التأمين على حياة الجنود لان عملاً عسكرياً في أفغانستان على وشك الوقوع. وقالت ناطقة باسم الجيش: "ننصح باستمرار، عسكريينا في الحصول على بوالص خاصة للتأمين على الحياة"،.