لم يفت الكثر من الشباب الناشطين سابقاً في الجماعات الإسلامية المسلحة في الجزائر التعليق على ما يحدث في الولاياتالمتحدة الأميركية عقب التفجيرات التي هزتها في 11 أيلول سبتمبر الماضي. يتحفظ الكثر من شباب عناصر الجماعات الإسلامية المسلحة في الجزائر الذين شاركوا في "الجهاد" ضد الحكومة، خلال السنوات الماضية، عن ابداء مواقفهم بوضوح من التفجيرات التي هزت الولاياتالمتحدة الأميركية. وعلى رغم التقارب الكبير في مواقف هؤلاء من الضربات الأميركية على أفغانستان سيما ما يتعلق بضرب المدنيين، إلا ان غالبية من تحدثت اليهم "الحياة" من الشباب "التائب" من هذه الجماعات المسلحة يفضلون ألا تبتعد مواقفهم عن مواقف القوى السياسية الإسلامية الشرعية. يبدي م. أ. حسن وهو من بين الشباب الذين تقلدوا مهمات تنظيمية في الجيش الإسلامي للانقاذ الجناح العسكري لجبهة الانقاذ المحظورة في ولاية جيجل 330 كلم شرق العاصمة أسفه على سقوط مدنيين في ما يصفها ب"اعتداءات مجهولة"، ويضيف انه "من الصعب ان تُلصق هذه التهمة بالمسلمين لأن ذلك يتنافى مع أبسط قواعد الجهاد". وبشأن الضربات الأميركية التي استهدفت أفغانستان يفضل م.أ. حسن الإشارة في البداية أولاً الى ان "كل قوائم الأشخاص المطلوبين لم تضم أسماء من جنسية أفغانية. فضرب هذا البلد غير مبرر مبدئياً، وان كان الهدف ضرب معاقل أسامة بن لادن فإن ذلك لا يمر عبر قصف المدنيين وترويعهم"، ليخلص الى القول أن "الإرهاب ما يحدث في أفغانستان من ضرب عشوائي للمدنيين". من جانبه يرى ع. كمال وهو من الكوادر الجامعية التي عملت في صفوف جيش الانقاذ خلال السنوات الماضية في منطقة الأربعاء 20 كلم جنوب العاصمة ان التفجيرات التي هزت الولاياتالمتحدة "نتيجة طبيعية للاحتقان الذي يحدث في العالم منذ زوال المعسكر الشيوعي". ويعتقد كمال ان "الأساليب والامكانات المتوافرة للجماعات الإسلامية المسلحة لا يمكن ان ترقى الى التقنيات العالية التي استعملت في هذه التفجيرات"، ليخلص الى اتهام "الموساد" كمستفيد من هذه العمليات "حتى وان لم يكن المنفذ الحقيقي لكن له بالتأكيد صلة من جهة ما في هذه العمليات". ويؤكد ان تنظيم جيش الانقاذ "لم يكن يوماً على صلة ببن لادن لأننا تبنينا قضية وطنية". لكنه يشير الى وجود صلات للجماعة الإسلامية المسلحة مع أسامة بن لادن "كان هناك عدد من الليبيين وحتى التونسيين والمغاربة الذين كانوا في الجبل وهؤلاء لم يكونوا ليلتحقوا بالجماعة لو لم يتلقوا أوامر على مستوى عال". ليبدأ في سرد بعض ما يعتقد أنها أدلة تؤكد صلة الجماعة بتنظيم القاعدة. وفي اعتقاده ان المواجهة العسكرية في أفغانستان وبقية الدول "ستعطي المبرر للجماعات الأخرى وللشعوب لمضاعفة أحقادها"، وتابع: "هل نجح الجيش في وقف شأفة جماعة الزوابري عندما كثف العمليات العسكرية؟"، وأضاف "ان الحل يكمن في مواجهة من قام بالاعتداء وكلما توسعت العمليات العسكرية كلما كان رد الفعل سلبياً ووخيماً".