سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
شعور عام بالرضا في البلاد عن نتائج أول انتخابات لا تقول المعارضة انها زورت . موريتانيا : الحزب الحاكم يحتفظ بسيطرته على معظم مقاعد البرلمان والمجالس البلدية
فيما حافظ الحزب الجمهوري الديموقراطي الحاكم في موريتانيا على سيطرته على معظم المقاعد في البرلمان والمجالس البلدية في الدوائر التي حسمت فيها النتائج، بدت نتائج الانتخابات انذاراً للحزب الحاكم بأنه يتعين عليه اعتماد اسلوب جديد أكثر ديموقراطية داخل صفوفه، واكثر فاعلية في الانتخابات الخالية من التزوير. وحصل الحزب الجمهوري الحاكم في الشوط الأول من الاقتراع على 70 مقعداً من صل 81، هو عدد المقاعد في الجمعية الوطنية، فيما حصل حزبان متحالفان مع السلطة على مقعد لكل منهما. ولم تحصل أحزاب المعارضة مجتمعة الا على 9 مقاعد. ومن المقرر اجراء دور آخر من الاقتراع يوم الجمعة المقبل في ثماني دوائر لم تحسم نتائج الانتخابات البرلمانية فيها. ويقع معظم هذه الدوائر في منطقة نهر السنغال الموالية تقليدياً للمعارضة على رغم تحولات طرأت أخيراً لصالح الحزب الحاكم. وعلى رغم ان الحزب الجمهوري متقدم حسب الاصوات التي حصل عليها في الشوط الأول، الا ان تحالفاً لأحزاب المعارضة قد يهدده في الاقتراع المقبل. وفعلاً دعا "تكتل القوى الديموقراطية"، وهو حزب رئيسي في المعارضة أنصاره الى التصويت في الشوط الثاني ضد الحزب الجمهوري. اما المجالس البلدية فقد حصل فيها الحزب الحاكم على اكثر من الفين ومئتي مقعد من أصل ثلاثة آلاف وأربعمئة، فيما حصل حزبان مؤيدان له على اربعمئة وواحد وثمانين مقعداً، بينما لم تحصل ثلاثة احزاب معارضة رئيسية الا على مئة وواحد وستين من المقاعد في المجالس البلدية. وسيجري ايضاً دور آخر من الاقتراع في عدد من الدوائر المهمة يوم الجمعة، منها العاصمة نواكشوط التي لم يفز اي طرف في بلدياتها التسع. ويعتبر عجز الحزب الحاكم عن الحسم في نواكشوط خلال الدور الأول، وكذلك في مدن كبيرة اخرى دليلاً على قوة المعارضة في المدن الكبرى، وهي مسألة غير جديدة. لكن الجديد هو غزو المعارضة والاحزاب المتحالفة مع السلطة للمدن والقرى الريفية التي ظلت على الدوام مناطق آمنة للحزب الحاكم. ويبرز الحضور المكثف لحزبي "الاتحاد من أجل الديموقراطية والتقدم"، و"التجمع من أجل الديموقراطية والوحدة" في المناطق الريفية، وكذلك الحضور النسبي لاحزاب المعارضة في الريف حقيقة يعتقد مراقبون ان على الحزب الجمهوري ادراكها وهي ان ما كان يتحقق في أجواء غامضة يكتنفها التزوير المكثف لم يعد ممكناً بعدما قررت السلطات اعتماد الشفافية. ويعتقد مراقبون موريتانيون ان أي انتخابات مقبلة في اجواء الثقة الجديدة ستعيد الحزب الحاكم الى وضعه الطبيعي حزباً كبيراً يوجد غيره على الساحة. ويستند هؤلاء الى انه في أجواء التزوير فقد كثيرون الثقة في أصواتهم فأصبحوا لا يصوتون اطلاقاً أو يمنحونها للأقارب في ضوء القناعة بأن هذه الاصوات لن تسهم في التغيير. اما في ضوء الشفافية فإن الأمل يعطي الناخب القوة على التصويت لمن يرى انه يصلح. وهذه هي أول انتخابات لا تقول المعارضة انها زورت. وهناك شعور عام بالرضا في موريتانيا عن هذه الانتخابات التي كانت امتحاناً لصدق نيات الرئىس معاوية ولد الطايع، الذي أعلن في وقت سابق انه سيدخل تحسينات على الديموقراطية التي ظلت مشوبة بأعمال التزوير التي دأبت الادارة على السماح للحزب الحاكم بممارستها.