فيما أظهرت نتائج الجولة الثانية من الانتخابات البلدية في موريتانيا التي أجريت الجمعة ضعف نسبة المشاركة أكثر مما كانت عليه في الجولة الأولى - خصوصاً في نواكشوط التي ألغت السلطات نتائج تلك الجولة فيها - راج في العاصمة الموريتانية ان الرئيس معاوية ولد الطايع يفكر في الغاء النتائج في عموم البلاد ودعوة المعارضة الى انتخابات "نظيفة". وكما كان متوقعاً، فاز الحزب الجمهوري الديموقراطي بغالبية المقاعد في الدوائر التي خاض فيها الجولة لكن "من دون تزوير" هذه المرة. فقد أعطى الرئيس الطايع تعليمات صارمة بمنع أي نوع من التلاعب بالأصوات. ويبدو أنه تم احترام هذه التعليمات. وجرى الاقتراع في 12 بلدية من أصل 208. لكن المهم هنا هو بلدية نواكشوط التي ألغت السلطات نتائج الجولة الأولى فيها على رغم فوز الحزب الحاكم بكل المقاعد. وعللت قرارها بحدوث "تزوير". وجاءت النتيجة في الجولة الثانية بحقيقتين: الأولى تأكيد ما ذهبت إليه السلطات من أن حزبها مارس التزوير. والثانية ان سكان العاصمة قاطعوا الانتخابات. فبدل نسبة مشاركة كانت في الجولة الأولى 23 في المئة وهي نسبة ضئيلة، كانت نسبة المشاركة في الجولة الجديدة أقل وهي 16 في المئة، وذلك على رغم انه خلال الاسبوع ما بين الجولتين وخلال يوم الاقتراع ظلت فرق من الحزب الجمهوري الحاكم تزور البيوت بيتاً بيتاً لدعوة الناخبين الذين كانت تعرض على بعضهم وسيلة نقل الى مكاتب الاقتراع. وبدل فوز الحزب الحاكم في الجولة الأولى بكل المقاعد، "تنازل" في الجولة الثانية عن مقعد واحد لحزب المعارضة الوحيد الذي قبل المشاركة في انتخابات تقاطعها المعارضة، وتبدو هذه النتيجة معقولة و"عادلة" بالنظر الى حجم كل من الحزبين. ويبقى المغزى الحقيقي لالغاء نتائج الجولة الأولى في العاصمة غامضاً لحد الآن. إذ أن حصول تزوير في العاصمة ينطبق على مناطق أخرى انطلاقاً من شكاوى بعض المرشحين، وكما قال شهود عيان ل "الحياة"، فلماذا اذن نواكشوط؟ ألرفع نسبة المشاركة؟ لا. فالسلطات لم تزور في هذه الجولة والنسبة كانت أضعف منها في الجولة الملغاة - أكان الالغاء لمنح حزب المعارضة الوحيد المشارك هدية؟ لا يبدو ذلك. لأن هذا الحزب حصل على مقعد واحد هو بالضبط ما يمكنه حجمه من الحصول عليه. هل هناك نية لالغاء الانتخابات عموماً وكانت نواكشوط أداة تجريب؟ هذا ما يروج في العاصمة الموريتانية منذ اعلنت النتائج. وحسب هذه "الاشاعة"، فإن الرئيس الطايع ينوي دعوة المعارضة الى انتخابات "نظيفة" تقوم على الثقة المتبادلة و"تجربة نواكشوط" الجديدة. ويعتقد مراقبون ان ولد الطايع سينجح من خلال اجراء مثل هذا الاقتراع في ازالة الاحتقان الناجم عن سياسة "المقعد الخالي" التي تسلكها المعارضة.