أفادت مصادر متطابقة في الجزائر أن دوائر الأمن الوطني بدأت قبل أيام إتصالات مكثفة بجهات امنية في عدد من الدول الأوروبية، للتنسيق وتبادل المعلومات في شأن عدد من ناشطي "الجماعة الإسلامية المسلحة" الجزائرية، الذين ينتشرون في دول أوروبية. وقالت المصادر ل"الحياة" أن هذه الإتصالات التي تجري بصورة مباشرة مع عدد من المسؤولين في البعثات الديبلوماسية وعدد من مسؤولي الأجهزة الأمنية الأوروبية "حققت نتائج إيجابية وإن لم تتوج بعد بإعتقالات" في أوساط اولئك الناشطين. وتابعت ان هذه العمليات التي تتم بمقدار كبير من السرية تستهدف ما أصبح يعرف ب"الخلايا النائمة" للجماعات الإسلامية المسلحة، التي يتركز وجودها في أربع دول هي بريطانيا وألمانيا وهولندا وسويسرا. وتشير المصادر الى أن السلطات الجزائرية قدمت معلومات مهمة في شأن عدد من الناشطين الذين لم ترد أسماؤهم خلال الاعتقالات في فرنسا، إثر التفجيرات في محطة ميترو في حي سان ميشال في باريس، صيف 1995. ولاحظت المصادر وجود "نية جدية لتتبع الناشطين الجزائريين الذين لهم صلة مباشرة بتنظيم "القاعدة" والذين يعتقد أنهم ينتمون الى الجماعة الإسلامية المسلحة بقيادة عنتر الزوابري والجماعة السلفية للدعوة والقتال" بزعامة حسان حطاب. وتشير مصادر موثوق بها الى ان عدداً من الأجهزة الأمنية الأوروبية دخل في اتصالات مكثفة مع الأمن الجزائري منذ هجمات 11 أيلول، للبحث في الأخطار، خصوصاً بعد معلومات عن سلسلة من التفجيرات كان يتم التحضير لها لضرب المصالح الأميركية والبريطانية في دول أوروبية. وتعتقد السلطات الجزائرية بوجود 350 عنصراً من الجماعات المسلحة في الخارج، وحوالى ألفي عنصر آخرين يعتقد أنهم يتحركون ضمن الجماعات في الداخل، لكن هناك توقعات بأن بعضهم ربما إلتحق بالخارج، عبر شبكات التهريب عبر الحدود الليبية والمغربية والصحراء الكبرى. الى ذلك، قالت السفيرة الأميركية في العاصمة الجزائرية جانيت سندرسن أن واشنطن تعوّل على دعم الجزائر للإستفادة من خبرتها في التعامل مع ظاهرة الإرهاب.