فيما استمرت حملات الدهم والاعتقالات في صفوف الناشطين الاسلاميين في اوروبا، قبل أيام من بدء نهائيات كأس العالم في فرنسا، أصدر "أمير المنطقة الثانية" في "الجماعة الاسلامية المسلحة" حسان حطاب بياناً تبنى فيه عمليات مسلحة في الجزائر، لكنه لم يُشر الى الاعتقالات التي استهدفت انصاره في اوروبا أو المعلومات التي أفادت انه يخطط لاعمال ارهابية في فرنسا. وأكد ناطق باسم الشرطة البريطانية اسكوتلنديارد لپ"الحياة" اعتقال شخصين، من شمال افريقيا، في شمال لندن أول من أمس في إطار قانون مكافحة الارهاب. وقال انهما اعتُقلا في إطار "عملية منسقة بدقة" قامت بها، في الخامسة فجراً، قوة لمكافحة الإرهاب في اسكوتلنديارد، وان الشرطة تحقق حالياً مع الرجلين بعدما أجرت عملية تفتيش في منزليهما. وأكد ان أحدهما سبق ان اعتُقل في الحملة الواسعة التي شنتها الشرطة في 12 أيار مايو الماضي في أوساط الاسلاميين في لندن. ومعروف ان الشرطة اوقفت في تلك الحملة ثمانية أشخاص افرجت عنهم لاحقاً بكفالة باستثناء رجلين، هما حسين بن عبدالحفيظ 33 سنة وفاتح ريشاشي 30 سنة، احالتهما على محكمة بو ستريت في لندن واتهمتهما ب "تهديد الأمن القومي". ومعروف ان الصحافة البريطانية ربطت بين حملة الدهم الأولى ومعلومات عن إمكان تنفيذ عمل ارهابي خلال كأس العالم لكرة القدم في فرنسا. لكن الشرطة لم تؤكد ذلك. وإضافة الى الاعتقالات في بريطانيا، حصلت اعتقالات أخرى الشهر الماضي في خمس دول اوروبية فرنسا والمانيا وبلجيكا وايطاليا وسويسرا اسفرت عن توقيف نحو مئة شخص. وترددت معلومات أمس عن ان لدى أجهزة الأمن الجزائرية معلومات عن وصول مسؤول بارز في "الجماعة المسلحة" الى بريطانيا، وانه يُخشى انه يُعد لعمليات عنف في مونديال فرنسا. وبحسب هذه المعلومات فإن هذا الرجل المعروف باسم "محمد الافغاني"، يرأس "إمارة" منطقة في غرب الجزائر تُقسّم "الجماعة" الجزائر الى تسع مناطق على رأس كل منها "أمير". وتفيد المعلومات انه نجح في مغادرة الجزائر بجواز سفر أجنبي مزور، ووصل الى لندن حيث يُعتقد انه سيكون سهلاً عليه الانتقال منها الى باريس. وانه ظهر الشهر الماضي في أحد المساجد في شمال لندن، لكنه اختفى بعد ذلك. ولم يمكن تأكيد من هذه المعلومات من مصادر اسلامية. الى ذلك، نفى مؤيديون ل "جماعة حسان حطاب" معلومات عن انها تخطط لضرب مونديال فرنسا. وأكدوا ان هذه الجماعة التي تختلف مع "الجماعة المسلحة" بزعامة عنتر الزوابري، لم توجه بتاتاً أي تهديد الى فرنسا. وأضاف هؤلاء الذين حققت معهم أجهزة الأمن الاوروبية خلال الحملة على مؤيدي حطاب الشهر الماضي، ان لا صحة لما يقال عن خطة أعدوها لضرب المونديال. ومعروف ان الشرطة الالمانية اوقفت شخصين من جماعة حطاب، هما عادل مشاط وعمر سيقي، بناء على طلب القاضي الفرنسي جان لوي بروغيير المكلف ملفات الارهاب. وطلب بروغيير تسليمهما الى فرنسا. وأرسلت جماعة حطاب أمس الى "الحياة" بياناً خلا من أي إشارة الى الاعتقالات في صفوف أنصاره ولا الى الأنباء عن تخطيطه لكأس العالم. ويتضمن البيان حصيلة عمليات قالت جماعة حطاب انها قامت بها في الجزائر بين 25 و31 أيار مايو الماضي، أي ان البيان صدر بعد عمليات الاعتقال في اوروبا. وأشار البيان الى مواجهات في مناطق خميس الخشنة ومفتاح والأخضرية ادت الى سقوط قتلى وجرحى في صفوف قوات الأمن. وفي باريس أ ف ب، افاد مصدر قضائي امس ان ثلاثة اشخاص في اوساط الاسلاميين اودعوا السجن بعدما كانوا محتجزين قيد الاستجواب منذ الأربعاء الماضي في المنطقة الباريسية بتهمة "تشكيل عصابة اجرامية على علاقة بمنظمة ارهابية". ومثل عبدالقادر بن عيسى ومحمد عمر وفارس تيفوتي مساء الجمعة امام القاضي بروغيير. وكانت اسماؤهم وردت في اطار اجراء قضائي اطلق اثر اعتقال 56 شخصاً في فرنسا في 26 و27 ايار مايو الماضي في اطار عملية وقائية منسقة أدت الى احتجاز 16 شخصاً منهم قيد الاستجواب.