سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
"لا أحد يستطيع اعتبار حزب الله والفصائل الفلسطينية مجموعات ارهابية" . خرازي ل"الحياة": لا تعاون امنياً مع واشنطن ولا يمكن تجاهل دورنا في مستقبل افغانستان
شكك وزير الخارجية الايراني كمال خرازي في الاهداف الاميركية للحملة العسكرية ضد افغانستان، وقال في حديث الى "الحياة": "اذا كان هدف الاميركيين تدمير المنشآت الاقتصادية والعسكرية لافغانستان، فقد حققوه، وهذا ليس صعباً نظراً الى التقنية العسكرية الاميركية المتطورة. اما اذا كان هدفهl السيطرة على الارهاب ومعاقبة الذين تدّعي واشنطن انهم يقفون وراء هجمات 11 ايلول سبتمبر فليس واضحاً كيف يريدون تحقيقه. هناك شكوك حول تحقيقه عبر هذه الاجراءات العسكرية". وتابع خرازي: "حتى الآن لم نسمع ان العمليات العسكرية الاميركية استطاعت الحاق الاذى بتنظيم القاعدة او زعماء طالبان او اسامة بن لادن". وجدد معارضة بلاده العمليات الاميركية مستدركاً ان "هذا لا يعني اننا نؤيد طالبان، فموقفنا منها معروف، ولا نعترف بها، لكننا نقول ان العمليات العسكرية لا توجه بالضرورة ضربة الى الحركة والمجموعات الارهابية، بل تضرّ الناس وتدمّر امكانات افغانستان". واعرب الوزير عن القلق الشديد مما يجري في هذا البلد، نظراً الى تأثيره على الامن القومي الايراني. وسئل هل هناك اتصالات او تعاون امني بين طهرانوواشنطن فنفى بشدة واضاف: "لم تكن لدينا اي اتصالات مع الاميركيين في هذا المجال. ولا نرتبط معهم حتى بعلاقات سياسية، فكيف يمكن ان تصل الامور الى مرحلة تبادل مثل هذه المعلومات. نحن نؤدي واجبنا تجاه مكافحة الارهاب وسنبقى ملتزمين تعهداتنا ازاء القرارات الدولية". وانتقد خرازي واشنطنوالعواصم الاوروبية التي "تسمح" بنشاط لمنظمة "مجاهدين خلق" الايرانية المعارضة. وقال: "اذا اردنا مكافحة الارهاب علينا جميعاً ان نستهدف كل انواعه ومظاهره". واصفاً المنظمة بأنها "مجموعات ارهابية" وداعياً اوروبا والولاياتالمتحدة الى "التصدي لها، والا فان تلك العواصم ستثير شكوكاً حول صدقيتها في مكافحة الارهاب". وسئل عن موافقة ايران على جهود انقاذ في حال سقطت احدى الطائرات الاميركية فوق اراضيها بعد اصابتها في افغانستان فأجاب: "طلب منا الاميركيون مساعدة في حال اضطر احد طياريهم للهبوط في اراضينا، اذا اصاب طائرته خلل فني او اصيبت بطلقات وابلغناهم اننا سنعمل في اطار التزاماتنا وتعهداتنا الدولية". ونفى احتمال ان تشمل هذه المساعدة الجنود الاميركيين الذين قد يهربون الى ايران من افغانستان، وقال: "الامر ينحصر بالطائرات والطيّارين الذين قد يضطرون للسقوط في ايران". واكد الوزير ان الطائرات الاميركية لم تخترق حتى الآن اجواء بلاده في الحملة ضد افغانستان، وزاد: "اجواؤنا مغلقة امام هذه الطائرات وينبغي احترام حُرمتها". كما نفى ان تكون بريطانيا تلعب دور الوسيط بين طهرانوواشنطن، لكنه لم يجد مانعاً في ان تتولى لندن او غيرها من حلفاء الولاياتالمتحدة نقل وجهة النظر الايرانية الى اميركا وابلاغها ان "سياستها العدوانية ازاء ايران لا تنطبق مع الواقع الاقليمي". وعن امكان تجاوز واشنطن دور طهران في تحديد مستقبل افغانستان قال خرازي: "لا احد يستطيع تجاهل دور ايران في مستقبل افغانستان، وهذه حقيقة لا بد ان يقبلها الجميع. ونحن ننتمي الى مجموعة ال2"6 مع اميركا وباكستان والدول المجاورة لافغانستان، ونناقش الموضوع في اطار المجموعة". وفي شأن الصيغ المطروحة للحل، اوضح وزير الخارجية الايراني انه "لا يوجد مشروع في صورة نهائية، فالقضية معقدة جداً، وليس باستطاعة دولة او اثنتين القيام بذلك، لان مثل هذا المشروع ينبغي ان يتبلور في اطار جماعي". ولفت الى عدم وجود "مشروع واضح يحظى بتأييد الجميع"، مشيراً الى ان "بعض المبادئ صار محدداً، اذ ان الغالبية مقتنعة بأن اي مسعى للفترة الانتقالية في افغانستان، يجب ان يكون باشراف الاممالمتحدة، مع اشراك الاقليات الاتنية في الحكومة الانتقالية، والحكومة المستقبلية كي تكون ذات قاعدة شاملة". وسئل خرازي هل يتوقع ممارسة واشنطن ضغوطاً على طهران لتحجيم دور "حزب الله" اللبناني او الفصائل الفلسطينية، فأجاب: "القوى التي تدافع عن حقوقها المشروعة وتقاوم الاحتلال لأرضها، هي حركات تحرر مناضلة، وهذا موضع اتفاق دولي، ولا يستطيع احد ان يعتبر حزب الله والفصائل الفلسطينية مجموعات ارهابية، اذ انها مجموعات شرعية تمارس حقاً مشروعاً".