احبطت "طالبان" محاولة انزال قامت بها طوافات اميركية في جبل بابا صاحب غرب مدينة قندهار معقل الحركة. واضطرت الطوافات التي كانت تقبل عشرات الجنود التابعين للقوات الخاصة الاميركية الى العودة الى قاعدة دالباندين الباكستانية، وفشلت احداها في اكمال رحلة العودة نتيجة اصابتها بنيران مقاتلي "طالبان"، وسقطت على بعد كيلومترات من القاعدة، مما أسفر عن مقتل جنديين كانا على متنها. واحيطت ملابسات الحادث بتكتم رسمي من الجانبين الاميركي والباكستاني، فيما اعتبرت "طالبان" ان الهدف من هذا التكتم هو الحفاظ على معنويات القوات الخاصة الاميركية. واكتفى الناطق باسم الخارجية الباكستانية رضا محمد خان بتأكيد تحطم الطائرة ومقتل اثنين من ركابها، معتبراً ان الحادث لم يأت في اطار هجوم بري على افغانستان. وفي الوقت نفسه، اكد مسؤولون عسكريون اميركيون لوسائل الاعلام الغربية ان مئة جندي اميركي دخلوا الاراضي الافغانية ليلاً، وانسحبوا بعد ساعات، رافضين تحديد طبيعة المهمة. لكن معلومات وزعتها "طالبان" وسربت مصادر عسكرية باكستانية تأكيداً لها، افادت ان عدداً من طائرات الهليكوبتر الاميركية انطلقت من قاعدة دالباندين وحلّقت فوق صحراء داخل الاراضي الافغانية لتهبط في جبل بابا صاحب غرب قندهار. وفوجئت الطوافات بنيران مقاتلي "طالبان" المختبئين في الجبال، فأقلعت سريعاً عائدة الى القاعدة التي انطلقت منها. وفشلت احداها في اكمال الرحلة وتحطمت بعد قليل من دخولها الاجواء الباكستانية. ويعتقد بأن الطوافات كانت تقل عدداً من عناصر "القبعات الخضر" وهي قوات خاصة تابعة لمشاة البحرية الاميركية وصلت حديثاً الى جنوب غربي باكستان على متن حاملة الطائرات الاميركية "كيتي هوك". وابلغ خبير عسكري في اسلام اباد "الحياة" امس ان مهمة هذه القوات تنحصر حالياً في الاستطلاع والمراقبة، من اجل تحديد اهداف عسكرية للطائرات الحربية التي تنفّذ الغارات على المواقع العسكرية ل"طالبان" وتنظيم "القاعدة" التابع لاسامة بن لادن. ونفى مصدر عسكري آخر ان تكون القوات دخلت في مهمة قتالية، مرجحاً ان يكون هدفها الاستطلاع. واشارت مصادر مختلفة الى ان كل القوات الاميركية التي دخلت افغانستان في الساعات ال48 الاخيرة كانت في مهمات استطلاعية. ولم تعرف نوعية طائرات الهليكوبتر التي دخلت افغانستان بعد منتصف ليل اول من امس، فيما ضربت القوات الاميركية طوقاً حول منطقة الحطام لمنع السكان المحليين من الاقتراب، كما لم يرشح شيء عن احتمال وقوع جرحى نتيجة الحادث. وقال امير خان متقي وزير التعليم في حكومة "طالبان": "لا نستبعد ان تكون الهليكوبتر تحطمت نتيجة اصابتها بنيران مقاتلينا"، فيما قال الناطق باسم السفارة الافغانية في اسلام اباد سهيل شاهين ان الطائرة اصيبت داخل الاراضي الافغانية وتمكنت من دخول الاجواء الباكستانية، معتبراً ان التكتم على سبب الحادث هدفه الحفاظ على معنويات الجنود الاميركيين. وفي غضون ذلك، افادت معلومات في العاصمة الباكستانية ان وحدات خاصة بريطانية من فيلق "اس اي اس" تستعد للقيام بمهمات استطلاعية مماثلة في مناطق شمال العاصمة كابول، وذلك بهدف تحديد مواقع تابعة ل"طالبان" واعطاء معلومات للطائرات المغيرة على تلك المواقع. واعتبر مراقبون في باكستان ان القوات الاميركية والبريطانية تحاول تدمير اكبر عدد من القواعد العسكرية في افغانستان في الاسابيع القليلة المقبلة، تمهيداً للتحول الى عمليات اكثر تعقيداً تستهدف تحديد مواقع تجمعات معينة لمطاردتها وإلحاق اصابات مباشرة بها.