المصممة البحرينية كبرى القصير قررت التخصص في تصميم الأزياء الخليجية، ومنذ 12 عاماً وهي تعمل في صمت وراء الكواليس وتبدع أجمل الأثواب في قالب عصري فريد، ولا أحد يعرف اسمها، فقد اكتفت هذه المرأة النشيطة باسم محلات "السعفة" التي افتتحتها في جدة والخُبر والبحرين لتروّج للأزياء الخليجية. ولمّا قررت الإفصاح عن اسمها اختارت لبنان، وحصد عرضها الأول "في كازينو لبنان" نجاحاً وتقديراً كبيرين من الجمهور الذي بدا متعطشاً الى نمط جديد في الملابس بعيدة من أزياء السهرات التقليدية. لماذا الثوب الخليجي؟ تقول كبرى: "لاحظت ان الثوب الخليجي اختفى تقريباً وأن المرأة الخليجية بدأت تملّ منه، لذا جددت خطوط الموضة بالألوان العصرية، أحاول في أثوابي الوصول الى الدول الأوروبية ليدركوا ان لدينا ازياءنا الخاصة والجميلة". وتضيف: "علينا أن نحيي الزي الخليجي من جديد علماً أنه لا يزال منتشراً في الكويت والمملكة العربية السعودية". لم تحتفظ القصير بالشكل التقليدي للثوب الخليجي بل حاولت عصرنته ليتماشى مع الموضة من دون تشويهه او الاساءة اليه: "أستعمل في تصاميمي الأقمشة السائدة، والدارج حالياً المخمل والجلد الذي لا يدخل عادة الى الأزياء الخليجية، كذلك أعمد الى دمج الألوان غير المنسجمة أحياناً، مثل الليلكي والبرتقالي". اختارت كبرى القصير الانطلاق من لبنان "لأن لبنان هو حلقة وصل بين معظم البلدان العربية، كل شيء ناجح ينطلق عادة من لبنان وان شاء الله قررت أن أنطلق من بعده الى ميلانو وباريس". وكيف تتوقع الاقبال في البلدان الغربية؟ تقول: "سيكون جيداً لأن عملي متنوع ولا تشابه في الموديلات". وتصف القصير شعورها بعد النجاح الهائل الذي حصدته في عرضها الأول كالآتي: "كنت أفكّر انني أعرض للمرة الأولى في بلد أنا غريبة فيه، ولكن شعوري انقلب نهائياً عندما شاهدت تصفيق الناس وردّة فعلهم الحماسية وشعرت كأنني أعرف هذا البلد منذ زمن بعيد. أعتقد انني لو وصلت الى العالمية لن أعرف شعوراً كالذي عرفته تلك الليلة في عرضي الأول". الى الألوان "الغلط" التي دمجتها القصير في ذوق فني رفيع، حافظت على القصات التقليدية للزي الخليجي، حيث كل شيء مستور: "لا يهمني لون البشرة ولا ابراز تفاصيل الجسم، لكنني أفضّل ان تكون المرأة الخليجية صاحبة جسم ملآن". تسافر القصير كثيراً وهي تستوحي من كل بلد تزوره ما يلائم طابع الأزياء الخليجية، وهي استوحت الكثير من ماليزيا حيث طابع الثوب الخليجي سائد، وفي الاردن أحبّت التطريز، وفي لبنان الطابع الجبلي وترى أن القصات اللبنانية لا سيما العباءات قريبة جداً من الثوب الخليجي، ولا تتردد من أن تستوحي من البلدان الأوروبية. انطلقت كبرى القصير من الكويت حيث اقامت ما يزيد على ال6 معارض، وهي تزمع افتتاح فرع لمحلات "السعفة" في لبنان، وتحضّر لحفل انتخابات "ملكة جمال العالم" التي ستجرى في البحرين في الشهر الجاري وستكون المرة الأولى ترتدي فيها ملكة جمال العالم الزي الخليجي.