الغرابة والسحر ميزتان رئيسيتان لأزياء المصممة الكويتية عواطف الحاي التي تدمج الألوان المتناقضة في تناسق مذهل، وتختار الأقمشة الأكثر تنوعاً لتجمعها في ثوب واحد مبتكرة أناقة يصح وصفها ب"السهل الممتنع". في مجموعتها الأخيرة المخصصة لخريف وشتاء 2000 - 2001، قدمتها عارضات ايطاليات اضافة الى العارضة الارجنتينية الشهيرة فاليريا مادزا في اطار "مهرجان الموضة" الذي أقيم في فندق فينيسيا، لجأت الحاي الى "توأمة" الحضارات المختلفة في أسلوب أبرز خصوصيتها كإمرأة خليجية محافظة، وانفتاحها على تيارات الموضة العالمية بكل جرأتها. "أنا كويتية أولاً وأخيراً، لكن الجرأة ضرورية لمن يريد خوض تصميم الأزياء. صحيح انني تربيت في عائلة كويتية محافظة، لكن بيروت حثتني على الانفتاح على العالم الغربي". وتضيف الحاي "قريبة" لبنان لجهة والدتها اللبنانية الأصل "لا أحد يقيّد الفكر، ثمة عادات وتقاليد تمنع خيالنا من الانطلاق بعيداً، وبعض تصاميمي لا تعجب أهلي وربعي، لكنني أحاول الجمع بين "الستيل" الخليجي والعالمي قدر الإمكان، ولا يمنع أن تحتفظ المرأة الكويتية بتقاليدها مع الانتفاح على الغرب". تتميز عواطف الحاي بأن تصاميمها تأتي بعد جهد بحثي ومطالعات وأسفار، "أسافر كثيراً قبل الشروع في التصميم. عندما أزور بلداً، أسرع الى المكتبات وأشتري كتباً عن أزيائه الشعبية. هكذا اختزن تراث كل بلد وأعمل عصارة ما اكشتفته في أسلوبي الخاص". يبرز في مجموعة الحاي الأخيرة الطابع الهندي، وتقول عن هذا الأمر "نحن ككويتيين لنا رابطة تجارية مع الهند، ونحن متأثرون بنقوش هذا البلد وتصاميمه، ولا نزال نلبس "البنجابي" الى اليوم من دون أن نبدّل اسمه وهو لباس المسلمين في الهند وباكستان". في مجموعة خريف وشتاء 2000 - 2001، استعملت الحاي المطاط والنحاس خارجة عن المألوف. "تعوّد الناس في الشتاء استخدام الدانتيل، أنا رفضته كلياً وأحببت الرجوع الى التطريز اليدوي". أدخلت الحاي الصوف الى تصاميمها وطرّزته، كما مزجت الأحمر مع الذهبي رافضة اعتماد الفضي كما هو سائد. "أحببت أن يكون الأحمر والنحاسي لونين لهذا الشتاء، أما الأسود فمزجته مع الأحمر، وبالنسبة الى الأقمشة دمجت ثلاثة أنواع مختلفة حتى بألوانها لأسبب حيرة لدى الناظر الى الثوب". وأبرزت الحاي الموضة الكويتية عبر الوشاح الملفوف على الرأس. "لقد ميّز هذا الطابع الكويتي عروستي لهذا العام، وضعت الوشاح على رأسها وزينته بالعملة البيضاء. في الكويت كان الأغنياء يشكون الذهب والفضة في الثوب، لكن من الصعب أن تحمل المرأة هذا الوزن الثقيل لذا استخدمت العملة البلاستيكية بغية التجديد. صحيح اننا في القرن الحادي والعشرين لكن الوشاح والموضة الكويتية بمجملها حلوة تعطي المرأة طابع الخجل والحشمة والجمال والأنوثة. الى ذلك، استخدمت الحاي الفرو الطبيعي والصناعي وفرو الأرنب كذلك استخدمت القش الخاص عادة بفصل الصيف ومزجت فرو الثعالب مع الأقمشة المطرّزة في تناقض رائع. تتهيأ عواطف الحاي اليوم لعرض مجموعتها المقبلة في 27 تشرين الأول اكتوبر المقبل في الكويت وتستعد لافتتاح محلها للألبسة الجاهزة تلبية لزبائنها اللواتي ينتمين بمعظمهن الى الدول الخليجية والعربية من دون أن ننسى اللبنانيات.