ما أن بدأت "حرب" الرسائل "الملغومة" بمادة "الجمرة الخبيثة" انثراكس في الولاياتالمتحدة، حتى عاد المدير السابق ل"اونسكوم" ريتشارد بتلر إلى الواجهة الإعلامية، محاولاً تحميل النظام العراقي المسؤولية. وكما كان متوقعاً، تصدى له زميله سكوت ريتر، الذي اعتبر كلام الأول غير مسؤول وغير مبني على أدلة. في الوقت ذاته، طلبت المعارضة العراقية من واشنطن تمويلاً عاجلاً لجمع معلومات عن الأسلحة الجرثومية داخل العراق، لكن وزارة الخارجية الأميركية لم تستجب الطلب بعد. وكتب بتلر مقالاً في صحيفة "نيويورك تايمز"، بعد سلسلة لقاءات تلفزيونية، محاولاً توجيه التهمة إلى العراق باعتباره من الدول التي حاولت تصنيع مادة "انثراكس" وأسلحة أخرى جرثومية. ولفت بتلر إلى عمله في العراق من عام 1997 إلى عام 1999، قائلاً: "استنتجت أن الأسلحة الجرثومية هي الأقرب إلى قلب الرئيس صدام حسين، لأنه قاوم عملنا بشدة خلال البحث عن هذه الأسلحة". وأضاف ان النظام العراقي "انفق ملايين" من الدولارات للحصول على المعدات الضرورية لتحويل "الجمرة الخبيثة" الخام إلى مواد سامة. وزاد: "نعرف أنه وضع الانثراكس في رؤوس الصواريخ والقنابل". وأكد أنه لن يفاجأ إذا "اكتشفت علاقة للعراق برسائل الانثراكس إلى الولاياتالمتحدة". وأشار إلى أنباء عن "لقاءات" عقدت بين محمد عطا المشتبه في كونه أبرز الذين خطفوا الطائرات الأربع في 11 أيلول سبتمبر يوم التفجيرات "الانتحارية" في واشنطنونيويورك، وبين أعضاء في تنظيم "القاعدة" والاستخبارات العراقية. ورد ريتر على مقال بتلر فكتب في صحيفة "ذي غارديان" البريطانية أمس ان كل ما قيل عن علاقة صدام ونظامه برسائل الانثراكس مجرد تخمينات واشاعات بلا أساس. وأضاف ان برامج الأسلحة العراقية الجرثومية "فككت" أو "دمرت" أو تم إبطال مفعولها بموجب نظام تفتيش على المواقع كان الأكثر صرامة من نوعه في تاريخ السيطرة على الأسلحة. وأوضح أن تفكيك الأسلحة الجرثومية وتدميرها وإبطال مفعولها، نفذت خلال مئات من عمليات التفتيش التي تمت من دون انذار مسبق. وأضاف: "إن المنشأة الرئيسية لإنتاج أسلحة جرثومية في العراق نسفت بعبوات شديدة الانفجار ودمرت معداتها بأكملها. ولاقت منشآت جرثومية أخرى المصير ذاته". وأكد ريتر أن فريق "أونسكوم" اللجنة الخاصة لم يترك أي مؤسسة "من دون تفتيش، ودخل عشرات المرات إلى مصانع الأعلاف والأدوية ومختبرات الجامعات وكل المستشفيات، وأخذت من هذه المؤسسات آلاف العينات، ولم نعثر على أي دليل على وجود أسلحة جرثومية". واستدرك: "على رغم استحالة التأكد من أن قدرة العراق على انتاج اسلحة جرثومية دمرت نهائياً، فإن الأممالمتحدة لم تعثر على أي دليل يثبت أنه يحتفظ بهذه الأسلحة أو بأي آلة تستخدم لإنتاجها". "المؤتمر" العراقي إلى ذلك، أعلن الناطق باسم "المؤتمر الوطني العراقي" المعارض، الشريف علي بن الحسين، أن المعارضة طلبت من الولاياتالمتحدة تمويلاً عاجلاً لجمع معلومات من داخل العراق عن "الجمرة الخبيثة" وأسلحة الدمار الشامل الأخرى. وأوضح ان وزارة الخارجية الأميركية "غير مستعدة للإنفاق على هذا الغرض على رغم الدور العراقي المحتمل في حوادث ظهور حالات الجمرة الخبيثة الأخيرة". وتابع: "نريد تمكيننا من استخدام المساعدة الأميركية لبناء شبكتنا داخل العراق، خصوصاً في المناخ الحالي، ونحن قلقون على المواطنين العراقيين من أخطار الدمار الشامل. نريد أن نعرف إذا كان صدام وراء هجمات الجمرة الخبيثة، ما قدراته وهل استخدمها في مجال التسليح وما طبيعة المخزون لديه. نريد أن نحصل على استخبارات بشرية على أساس برنامج زمني حقيقي". وأجرى الشريف علي في واشنطن محادثات مع ريان كروكر نائب مساعد وزير الخارجية الأميركي ومسؤولين في مكتب العراق في الوزارة. كما سيلتقي عدداً من المسؤولين الأكراد في "المؤتمر" اليوم بيتر رودمان مساعد وزير الدفاع للأمن الدولي.