بغداد، واشنطن - أ ف ب، رويترز - جددت بغداد امس دعوتها الاممالمتحدة الى اغلاق ملفات الاسلحة العراقية، معتبرة ان استقالة المفتش الاميركي سكوت ريتر تؤكد عدم صحة تأكيداته ان العراق يخفي اسلحة. وكرر ريتر تحذيراته من ان بغداد يمكنها معاودة بناء ترسانتها الكيماوية خلال ستة شهور اذا استمر تجميد عمليات التفتيش التي تنفذها اللجنة الخاصة التابعة للامم المتحدة المكلفة التحقق من نزع اسلحة الدمار الشامل العراقية اونسكوم. وجدد اتهام واشنطنوالاممالمتحدة بالضغط على اللجنة العام الماضي لمنع عمليات تفتيش مفاجئة في العراق، فيما اكدت الولاياتالمتحدة ان موقفها من مهمات "اونسكوم" لم يتغيّر. وقال ريتر الذي استقال الاسبوع الماضي احتجاجاً على "القيود المفروضة على عمليات التفتيلش" عن الاسلحة ان العراق مستعد لاستئناف صنع الاسلحة المحظورة بسرعة اذا توقف التفتيش. وتابع في برنامج "هذا الاسبوع" الذي تبثه شبكة "اي. بي. سي" التلفزيونية الاميركية ان "ستة شهور وقت كاف جداً كي يستعيد العراق قدراته في التسلّح". وكرر اتهاماته لمسؤولين اميركيين وآخرين في الاممالمتحدة بأنهم ضغطوا على اللجنة الخاصة العام الماضي لمنع عمليات تفتيش مفاجئة. واوضح انه في تموز يوليو وآب اغسطس كان هو وفريق من المفتشين يستعدون لزيارة منشآت عراقية لكن "ضغطاً سياسياً" حال دون ذلك. وذكر ان وزيرة الخارجية الاميركية مادلين اولبرايت ومستشار الرئيس الاميركي لشؤون الامن القومي صموئيل بيرغر تدخلا لمنع تفتيش كان مقرراً الشهر الماضي، علماً ان اولبرايت نفت اصدارها توجيهات للجنة الخاصة للعدول عن التفتيش. واضاف ريتر: "في آب جاء فريق آخر للتفتيش وكان مستعداً لمباشرة عمله وكانت هناك مواقع جيدة جداً بناء على معلومات استخبارات موثوق بها. وهذه المرة اجلت الولاياتالمتحدة التفتيش بضعة ايام قبل ان تلغيه، وذلك من خلال اولبرايت وبيرغر". ونفى اتهامات بأنه سرّب معلومات الى اسرائيل، وزاد: "وظيفتي هي تنفيذ الاوامر التي يصدرها رؤسائي". واشار الى ان "الضغوط" الاميركية التي "حالت دون عمليات تفتيش كانت ستؤدي الى مواجهة مع العراق" طاولت "شركاء للولايات المتحدة في مجلس الامن مثل بريطانيا". واشنطن وفي تصريحات الى شبكة "ان. بي. سي" ليل الاحد قال السفير الاميركي لدى الاممالمتحدة بيل ريتشاردسون ان "اي تغيير سياسي لم يحصل من جانب الولاياتالمتحدة" في ما يتعلق بمهمات لجنة نزع الاسلحة. وتابع ان "الملف يظهر من جانب ادارة الرئيس بيل كلينتون دعماً لا سابق له لأونسكوم". وفي مقابلة اخرى مع شبكة "سي. ان ان" قال السفير: "لم نقل في اي وقت لرئيس اللجنة الخاصة ريتشارد بتلر لا تفتشوا، لا تفعلو ذلك، ان القرار يعود الى الاممالمتحدة. انه قرار بتلر، وهو مستقل تماماً". نظرية خبيثة وامس دعا مسؤول عراقي المنظمة الدولية الى اغلاق ملف نزع السلاح، معتبراً ان استقالة ريتر تؤكد "فشل نظريته" عن ان العراق يخفي اسلحة محظورة. وكتب ناجي الحديثي السفير في وزارة الخارجية العراقية في صحيفة "بابل" التي يشرف عليها عدي النجل الاكبر للرئيس العراقي ان ريتر "حصر اهتمامات اللجنة الخاصة بنظرية الاخفاء التي سجلت باسمه فحشر اللجنة في نفق مظلم ودوامة لا تنتهي من البحث والتحري". وفي ايلول سبتمبر العام الماضي انتقل ريتر من المرحلة الاولى في تنفيذ نظرية الاخفاء اي السعي الى دخول المقرات الامنية والعسكرية الخاصة الى المرحلة الثانية وهي السعي لدخول المواقع الرئاسية، وحالما شرع بمحاولته دخول بناية متروكة تابعة للموقع الرئاسي في بغداد، تبنت الحكومة الاميركية بمساندة من حليفتها البريطانية مشروعه المشبوه، وكادتا تشنان حرباً عدوانية شاملة على شعب العراق لتنفيذ هذه النظرية". وتساءل الحديثي "الآن بعد سقوط ريتر ونظريته الا ينبغي للأمم المتحدة ممثلة بالامانة العامة ومجلس الامن ان تنتشل مهمة اللجنة الخاصة من هذا النفق المظلم والدوامة الخبيثة وتغلق ملفات نزع السلاح التي انتهت فعلياً منذ اكثر من اربع سنوات وتنفذ الفقرة 22 من القرار 687"؟ وتنص الفقرة على رفع الحظر النفطي المفروض على العراق منذ العام 1990 حين تؤكد الاممالمتحدة خلو العراق من اسلحة الدمار الشامل