واشنطن، نيويورك - أ ف ب، رويتر - اعلنت وزيرة الخارجية الاميركية مادلين اولبرايت ان الولاياتالمتحدة هي "اول من دعم" عمليات تفتيش الأممالمتحدة عن الاسلحة في العراق فيما أكد رئيس اللجنة الخاصة المكلفة التحقق من نزع أسلحة الدمار الشامل أونسكوم ريتشارد بتلر أن عزم مجلس الأمن على تنفيذ مهمته "لا يتزعزع"، وأعلن انه لا ينوي الاستقالة. في غضون ذلك أعرب المفتش الأميركي المستقيل من "أونسكوم" سكوت ريتر عن اقتناعه بأن العراق يخفي أسلحة محظورة في "دول أجنبية". واستقال ريتر الاربعاء متهماً واشنطنوالأممالمتحدة بعدم دعم "أونسكوم" لمواجهة بغداد. وقالت اولبرايت انها "ممتنة جداً" لريتر منوهة بالعمل الذي قام به. واضافت خلال مؤتمر صحافي ليل أول من أمس انه "قام بعمل مهم واعتقد ان من المؤسف ألا تتمكن أونسكوم من الاعتماد عليه لأننا اول من دعمها". وقال مسؤولون اميركيون فضلوا عدم كشف اسمائهم، ان الولاياتالمتحدة تخشى ان يستغل العراق امكان حصول ازمة جديدة مع الاممالمتحدة كي يوسع الدعم لحملته الديبلوماسية الهادفة الى رفع الحظر الدولي المفروض عليه منذ ثماني سنوات. وفي هذا الصدد اتهم ريتر العراق الخميس باخفاء قدرات تتعلق بالأسلحة في دول اخرى، وقال انه استقال من منصبه في مسعى لجعل القوى العالمية تتخذ موقفاً اكثر صرامة من بغداد. واضاف: "من الواضح في شكل قاطع ان العراق يخزن قدرات تتعلق بالأسلحة ويطورها ويخفيها في دول اجنبية"، لكنه امتنع عن ذكر أي دولة. وأوضح ان الاكتشاف الاكثر ازعاجاً الذي توصل اليه اثناء عمله لنحو سبع سنوات لدى اللجنة الخاصة هو حجم برنامج بغداد للأسلحة الجرثومية. وتابع: "بالنسبة إليّ الشيء الاكثر مفاجأة هو المدى الذي قطعه النظام العراقي في تطوير اسلحة بيولوجية". وأشار الى العقوبات المفروضة على العراق معتبراً ان "سماح النظام العراقي باستمرار العقوبات لمثل هذه الفترة الطويلة يبيّن مدى اهمية الاحتفاظ بهذه القدرات بالنسبة إليه". وزاد: "آمل باستقالتي ان اتمكن من ارسال الاشارة المناسبة الى مَن هم في موقع السلطة، خصوصاً في الولاياتالمتحدة وبريطانيا ومناطق اخرى من العالم، بأن عليهم ان يغيروا مسلكهم". وقال انه لا يوجد الآن اي نشاط ذي مغزى للتفتيش عن الاسلحة في العراق، لكن هناك وهم الحد من التسلح ووهم نزع السلاح". وزاد: "اذا واصلنا السير في هذا الطريق فان العراق سيحقق هدفه الاستراتيجي في الاحتفاظ بمواد محظورة". واعتبر ان المراجعة الشاملة للحظر التي اقترحها الامين العام للامم المتحدة كوفي أنان قد يترتب عليها "اغلاق سابق لأوانه لملفات" التسلح العراقي. واضاف: "اتخذت قراراً بأنني اولا لم يعد لي دور فعال حيث كنت في اللجنة الخاصة وثانيا انه يجب على شخص ما ان يوجه نداء تحذير. العراق لا ينزع أسلحته ومجلس الأمن لا يفي التزاماته لتنفيذ قراراته والامين العام لا يتصرف بطريقة تسير على نهج القانون الذي حددته قرارات المجلس". الى ذلك، أشاد بتلر بريتر ووصف خطاب الاستقالة الذي قدمه الأخير بأنه كان "فريداً في الاسلوب الذي قدم به تعبيرا عن وجهات نظر يعتنقها بقوة رجل يتسم بالاستقامة". لكن رئيس "أونسكوم" اعتبر ان عزم مجلس الأمن على نزع أسلحة العراق المحظورة "لا يتزعزع"، معرباً في الوقت نفسه عن تفهمه الاحباط الذي شعر به ريتر وحمله على الاستقالة. ووصفه ريتر بأنه "نزيه". لكنه أكد ان "مجلس الأمن يريد ان تستمر أونسكوم في انجاز مهمتها كاملة". وأعلن بتلر انه لا ينوي الاستقالة من منصب الرئيس التنفيذي لپ"أونسكوم" وقال ان عمل اللجنة سيستمر. وذكر انه لم يرصد "أي نشاط محظور" في المواقع الخاضعة للرقابة منذ أوقف العراق تعاونه مع الاممالمتحدة في الخامس من الشهر الجاري. لكنه شدد على ضرورة "استئناف عمليات التفتيش في اسرع وقت ممكن". باريس - رويترز - وانتقدت فرنسا الاتهامات الواردة في رسالة ريتر الى بتلر، وقالت ان غازو سيكريه الناطقة باسم الخارجية الفرنسية ان "اعلان مضمون الرسالة جاء في غير اوانه، والاتهامات لا اساس لها". وأكدت في بيان صحافي ان "هذه الاتهامات غير صحيحة" مشيرة الى ان جميع اعضاء مجلس الامن والامين العام للامم المتحدة يؤيدون بالاجماع ما تقوم به اللجنة الخاصة