بغداد - أ ف ب - اعلن العراق أمس انه سيواصل الحوار في شأن المبادرات التي تقدم بها "الذين ليس لهم غرض سيء" في اشارة الى المشروعين الفرنسي والروسي اللذين قدما الى الاممالمتحدة للخروج من الازمة مع العراق. الى ذلك، اكد بيان نشر في ختام اجتماع للقيادة العراقية تراسه الرئيس صدام حسين ان العراق سيواصل التصدي للطائرات الاميركية والبريطانية التي تحلق في منطقتي الحظر الجوي فوق شمال وجنوب العراق. وذكر البيان الذي بثته وكالة الانباء العراقية ان الاجتماع استعرض "المشاريع المطروحة حالياً في مجلس الامن بشان الحصار الجائر المفروض على العراق". وأضاف: "اكد الاجتماع ما سبق واعلنه العراق وهو اننا نرفض ونقاوم المشاريع التي يطلقها اصحاب الغرض السيء المسبق، وسنواصل فضحها وفضح نوايا اصحابها من الضالعين في التامر والعدوان على العراق"، وذلك في اشارة الى المشروع الاميركي الذي رفضه العراق. وتابع بيان القيادة العراقية: "اما المشاريع الاخرى فاننا سنواصل الحوار مع اصحابها من الذين ليس لهم غرض سيء من اجل تصحيح المفاهيم والاتجاهات التي لنا رأي آخر فيها"، وذلك في اشارة الى مشروعين تقدمت بهما باريس وموسكو. وشدد البيان في الوقت نفسه على ان "الاجتماع اكد تصميم العراق على حماية اجوائه ضد عدوان اميركا وبريطانيا اللتين تواصلان خرق اجوائنا الوطنية، وتحميلهما مسؤولية الخسائر الناجمة عن اعتداءاتهما المستمرة على دفاعاتنا الجوية وعلى ارواح العراقيين وممتلكاتهم، هذا فضلا عما تتحملانه من مسؤولية عن عدوانهما المستمر منذ فجر السابع عشر من كانون الثاني يناير 1991" تاريخ بدء العمليات العسكرية في حرب الخليج. ورفضت بغداد اقتراحاً اميركياً برفع القيود عن مبيعات النفط العراقي بهدف تلبية الاحتياجات الانسانية للشعب العراقي. ويأتي بيان القيادة العراقية في الوقت الذي اقترحت فيه روسيا خطة تقضي بأن تستبدل اللجنة الخاصة الحالية لنزع الاسلحة العراقية المحظورة اونسكوم هيئة مراقبة اخرى للتسلح العراقي، واوصت برفع الحظر النفطي بعد اقتراح مشابه من فرنسا. وكانت باريس اقترحت الاربعاء الماضي رفع الحظر النفطي المفروض على العراق منذ اكثر من ثماني سنوات وفرض رقابة صارمة على التسلح والايرادات العراقية للتاكد من عدم استخدامها لاعادة التسلح. وشدد بيان القيادة العراقية على ان "اي حل يراد له ان يكون عملياً ومنصفاً ليجنب المنطقة والعالم الازمات" يجب ان يستند الى مقاييس كان العراق قد حددها الخميس الماضي. وكان العراق قد حدد سلسلة من الشروط يجب ان تتوافر في اي مبادرة لحل الازمة لا سيما الرفع "الفوري" للحظر والغاء منطقتي الحظر الجوي اللتين تفرضهما الولاياتالمتحدة وبريطانيا في شمال العراق وجنوبه. كما طالب البيان العراقي امس بپ"معالجة موضوع التعويضات التي يستحقها العراق جراء العدوان الذي وقع عليه في كل مراحل العدوان منذ عام 1991"، مضيفاً انه "ينبغي على الجميع ان يحترموا سيادة العراق وامنه واستقلاله بصورة جدية وعدم التدخل في شؤونه الداخلية". وشدد البيان العراقي على ضرورة "الابتعاد عن المعايير المزدوجة والكيل بمكيالين في ما يطلب من العراق احترامه والالتزام به في كل القضايا السابقة واللاحقة، وتطبيق ذلك على الجميع دون استثناء ... وان تطلب هذه الطلبات والالتزامات من الكيان الصهيوني وان تتخذ ضده نفس الاجراءات والتدابير التي فرضت على العراق". وحضر الاجتماع نائب رئيس مجلس قيادة الثورة عزة ابراهيم ونائب رئيس الجمهورية طه ياسين رمضان ونائب رئيس الوزراء طارق عزيز وعضو مجلس قيادة الثورة علي حسن المجيد ورئيس المجلس الوطني العراقي سعدون حمادي ووزير الخارجية محمد سعيد الصحاف ووزير الثقافة والاعلام همام عبدالخالق.