شكك الناطق باسم "مجلس أمناء الدستور" في ايران آية الله امامي كاشاني، الذي يعد من القريبين الى مرشد الجمهورية الاسلامية آية الله علي خامنئي، في "صدقية" واشنطن مشدداً على انها تتحمل مسؤولية "انعدام الثقة" بينها وبين طهران. وانتقد "حذف" شبكة "سي. ان. ان." التلفزيونية عبارات من المقابلة التي أجرتها مع الرئيس سيد محمد خاتمي. وأعلنت ألمانيا ان الاتحاد الأوروبي يسعى الى بدء علاقة جديدة مع ايران. وأكدت الخارجية الأميركية ان واشنطن حافظت على "اتصالات رسمية" مع ايران على مدى سنوات "عبر قناة ديبلوماسية" فيما رفض البيت الأبيض أمس الدخول في تفاصيل أنباء عن استخدام ادارة الرئيس بيل كلينتون "القناة السويسرية" لاقتراح بدء حوار رسمي بين واشنطن والحكومة الايرانية. لكن مسؤولين أميركيين قالوا: "لدينا قناة ديبلوماسية يستخدمها الجانبان، ولا نعلق علناً على ما يجري من مداولات داخلها". وكانت صحيفة "واشنطن بوست" نقلت أمس عن مسؤولين في الادارة ان واشنطن بعثت برسالة الى الحكومة الايرانية عبر سويسرا ترعى المصالح الأميركية في ايران تقترح فيها بدء الحوار، وان السفير السويسري في طهران رودولف نيرسمولر سلم الرسالة الى وزارة الخارجية الايرانية. وذكرت مصادر اخرى مطلعة ان الرسالة الرسمية الأميركية سلمت في آب اغسطس الماضي بعد انتخاب خاتمي رئيساً لايران، وان المسؤولين في واشنطن اعتبروا ان ما ورد في المقابلة مع خاتمي التي اجرتها "سي. ان. ان" ربما يشكل رداً على الرسالة الأميركية. يذكر ان الولاياتالمتحدة كانت استخدمت "القناة السويسرية" لايصال رسائل تحذير الى الحكومة الايرانية في شأن نشاطات معينة، واستخدام هذه القناة لأغراض الحوار في آب كان الأول من نوعه. وكان الناطق باسم الخارجية الأميركية جيمس روبن تحدث عن آلية قائمة لتبادل الرسائل بين واشنطنوطهران مؤكداً بالتالي ان لا حاجة الى وسطاء كأعضاء الكونغرس مثلاً. وقال: "حافظنا على اتصالات رسمية على مدى سنوات عبر قناة ديبلوماسية، ويستمر الجانبان في استخدام هذه القناة، لكننا لا نعلق علناً على ما يجري داخلها". وذكر ان التفسير الأميركي - حتى الآن - لتصريحات خاتمي الأخيرة يشير الى ان الايرانيين "ليسوا مستعدين لحوار رسمي" مع الولاياتالمتحدة. وكانت "الحياة" أكدت في تشرين الثاني نوفمبر الماضي ان طهران تلقت رسالة من واشنطن. ونقلت عن مصادر موثوق بها في العاصمة الايرانية ان القيادة الايرانية تلقت الرسالة التي تضمنت "مطالب عدة"، وان الحكومة في ايران "امتنعت عن تقديم رد ايجابي على هذه المطالب". الاتحاد الأوروبي في بون أعلن وزير خارجية ألمانيا كلاوس كينكل ان الاتحاد الأوروبي يسعى الى بدء علاقة جديدة مع ايران. وقال للصحافيين: "نريد اعادة الاتصالات مع طهران في شكل حذر". وأكد ان الحكومة الايرانية الجديدة تبدي انفتاحاً واستعداداً للحوار والتفاوض و"نريد الصراحة والصدق في العلاقات بيننا". وتحدث كينكل عن السياسة الخارجية التي يتبعها خاتمي، خاصة تصريحاته الأخيرة المتعلقة بالولاياتالمتحدة، فاعتبر انها مشجعة "ولو ان النتائج لن تكون سريعة". وكشف كينكل ان وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي سيبحثون في اجتماعهم في 26 الشهر الجاري الموقف من ايران بعد التطورات الداخلية فيها اخيراً وعودة السفراء الأوروبيين اليها. ورفض كينكل رداً على سؤال كشف هل يلغي وزراء الخارجية قرارهم السابق بوقف الاتصالات مع ايران على المستوى الوزاري. لكن مصادر مطلعة، في بون، ذكرت ان هذا الأمر سيحدث وسيكون ذلك بمثابة اشارة من الاتحاد الأوروبي تدل على استعداده لبداية جديدة في العلاقات مع طهران. كاشاني الى ذلك اتهم كاشاني "الاستكبار" الاميركي بأنه سبب "الحروب" و"كل الجرائم والمصائب والمظالم". وانتقد وسائل الاعلام الاميركية التي "تجمّل" وجه "الحكم" في واشنطن وتتبع سياسة اعلامية "موجهة ضد العالم الاسلامي خصوصاً ضد الجمهورية الاسلامية". وأشار الى "حذف" شبكة "سي. ان. ان" عبارات من المقابلة مع خاتمي. وكان كاشاني، وهو الأمين العام ل "جمعية علماء الدين المجاهدين" المحور الديني - السياسي للمحافظين في ايران، يتحدث امس في خطبة صلاة الجمعة في جامعة طهران، قبل مرور يومين على بث الحديث "التاريخي" لخاتمي مع الشبكة الاميركية، الذي وجه فيه "رسالة" الى الشعب الاميركي "العظيم". وانضم كاشاني الى الاوساط الاعلامية والسياسية الايرانية التي انتقدت بشدة "تجرؤ" الشبكة على "حذف فقرات" من كلام الرئيس الايراني. وأكد التلفزيون الايراني الرسمي امس حذف عبارات اتهم فيها خاتمي "نظام الحكم" في الولاياتالمتحدة بأنه اتبع سياسات تلامس "الارهاب" وأشارته خصوصاً الى العشرين مليون دولار التي خصصها الكونغرس "لاسقاط نظام الجمهورية الاسلامية". وزاد التلفزيون ان "سي. ان. ان" حذفت عبارات انتقد فيها خاتمي الكيان "العنصري" الاسرائيلي وممارسته "الارهاب". وعدّد امثلة على ذلك مشيراً الى محاولة اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" في الأردن خالد مشعل. وأشار كاشاني الى الطريقة التي تعامل معها اعلام "الاستكبار" الاميركي مع بلاده وحديث خاتمي، مشدداً على التغاضي عن قول الرئيس الايراني: "اننا نعتبر تل أبيب وليس واشنطن عاصمة اميركا". وحمل كاشاني على "الدعم الاميركي اللامحدود" لاسرائيل، مشدداً على ان اميركا "تشعل الحروب في العالم، ونلاحظ اليوم بصماتها في كل المصائب والجرائم والمظالم". ودعا الى "اليقظة والانسجام".