تسعى جماعات إسلامية، في لبنان، تدين العمليات الأميركية ضد أفغانستان الى اعتصام يلي الصلاة امام دار الفتوى في بيروت. وبثت إحدى الإذاعات أمس الدعوة الى الاعتصام على شكل ملاحق، الى ان تحركت دار الفتوى لتطويق الأمر وأكدت في بيان لها عدم علمها بذلك، طالبة من الجميع "التحلي بالحكمة والوعي في مواجهة هذه الإشاعات المغرضة في هذه الظروف المصيرية الدقيقة". وعلمت "الحياة" ان دار الفتوى توصلت الى ما يشبه "التسوية" مع الداعين الى الاعتصام، بتناول موضوع افغانستان في احتفال مركزي مساء السبت لمناسبة ذكرى الإسراء والمعراج، من خلال كلمات لمفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني ونائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبدالأمير قبلان وقائم مقام شيخ عقل الطائفة الدرزية الشيخ بهجت غيث. وأشارت مصادر دار الفتوى الى ان معالجة الأمر اقتصرت على بيروت ولم تشمل باقي المناطق، حيث يتوقع خروج تظاهرات في الشمال. وفي إجراء وصف بأنه مرتبط بالحرب التي تشهدها افغانستان اعيد العمل في صيدا، جنوبلبنان، بالإجراءات الأمنية التي تمنع استخدام الدراجات النارية في المدينة و12 بلدة محيطة بها، ويسري هذا القرار ابتداء من صباح اليوم ولمدة ثلاثة اشهر. وكلفت القوى الأمنية في محافظة لبنانالجنوبي تنفيذ احكام هذا القرار واتخاذ الإجراءات القانونية في حق المخالفين. وينطلق تجديد هذا القرار من الاعتبارات نفسها التي استندت إليها الجهات المختصة في اتخاذه اساساً، وهي الخصوصية الأمنية لمدينة صيدا التي شهدت على مدى سنوات احداثاً امنية نفذت بواسطة دراجات نارية، ومنع على أثرها تجوال الدراجات النارية لمدة سنتين. ويأتي هذا القرار ايضاً نتيجة تداعيات الأحداث الأميركية والتدابير الأمنية الوقائية المتخذة في المناطق كافة، خصوصاً في صيدا نظراً الى قربها من مخيم عين الحلوة الفلسطيني الذي سلّط الإعلام الغربي الضوء عليه بعد ورود اسم "عصبة الأنصار" الموجودة في داخله على اللائحة الأميركية عن المنظمات الإرهابية. وشهد فندق "رويال بلازا" اجتماعاً لحشد من العلماء المسلمين ابرزهم مفتي جبل لبنان محمد علي الجوزو، والأمين العام للجماعة الإسلامية الشيخ فيصل المولوي، والشيخ ماهر حمود تجمع العلماء المسلمين، والشيخ بلال شعبان حركة التوحيد الإسلامي، والشيخ زكريا عميرات تجمع العلماء الأكراد. واعتبروا في بيان لهم "أن مساعدة الولاياتالمتحدة في اعتدائها العسكري على افغانستان لا تجوز بحجة مكافحة الإرهاب"، معتبرين ان "الواجب يقتضي ان تهب الدول الإسلامية كلها شعوباً وحكومات الى نصرتها". واستبعدوا "أن يستبيح اسامة بن لادن قتل المدنيين الأبرياء لأنه اعلن صراحة براءته من ذلك كما ان الملا عمر زعيم طالبان اكد صراحة انه لا يقر قتل المدنيين من وجهة النظر الإسلامية". ودعا العلماء اميركا "الى اعادة النظر في سياستها القائمة على ارهاب العالم بالقوة ودعم الإرهاب الصهيوني الذي يقوم على قتل شعب كامل وإخراجه من وطنه أو إذلاله فيه". وفي بيان منفصل، طالبت "رابطة علماء فلسطين في لبنان" ب"وقف العدوان على افغانستان فوراً وعدم التدخل في شؤون الدول العربية والإسلامية".