تبارى "خبراء الارهاب" في تحليل "رسائل شيفرة" أكدت الادارة الاميركية أنها ربما تكون مخبأة في أشرطة فيديو سلمها تنظيم "القاعدة" الى قناة "الجزيرة" الفضائية. وبينما وافقت محطات التلفزيون الاميركية الرئيسية الخمس على طلب الادارة الاميركية فحص الاشرطة قبل عرضها واستخدام "الحس الاعلامي"، تباينت ردود فعل محطات عالمية أخرى، أكدت غالبيتها انها ستحتكم فقط الى "التقويم التحريري". وانطلقت موجة التحليلات في وقت أعلنت الادارة انها تدرس شريطين سلمهما تنظيم "القاعدة" الى قناة "الجزيرة"، وصدرت تحليلات من نوع أن لبس اسامة بن لادن الساعة في يده اليمنى قد يكون له معنى خاص، أو رسالة أمر بتنفيذ عملية ما في وقت انقطعت وسائل الاتصال الحديثة عن قادة التنظيم في افغانستان. وبين الامثلة التي جمعتها التحليلات قول بعضهم ان الاشرطة حوت اشياء مثل "تكرار عبارة الحمد لله مرتين في خطاب بن لادن" و"الزي الأبيض الذي ارتداه الناطق باسم القاعدة سليمان أبو غيث"، وما قد يحمله من معان. ومن هذه التحليلات الاشارة الى جرة بدت في خلفية الصورة التي جمعت بن لادن وايمن الظواهري وابو الغيث. وتساءل آخرون هل وضع الميكرفون امام بن لادن أو استخدام البندقية، يمثل رسائل شيفرة الى أعضاء التنظيم. وسخر آخرون من هذه التحليلات وقالوا انهم لا يعتقدون ان بن لادن بحاجة الى محطات التلفزيون لمخاطبة اعضاء حركته و"خلاياه النائمة". وكان البيت الابيض رويترز، أجرى اتصالات ليل الاربعاء بمسؤولين في شبكات التلفزيون الاميركية لحضهم على "استخدام حسهم الاعلامي في بث البيانات التي يدلي بها بن لادن، لما قد تنطوي عليه من توجيهات بالشيفرة" للتحريض على العنف. وقال الناطق باسم البيت الابيض اري فلايشر إن "الرسالة التي يوجهها بن لادن هي في افضل الاحوال من نوع الدعاية من اجل الدعوة الى قتل الاميركيين، وفي أسوأ الاحتمالات قد يصدر اوامر لاتباعه بشن مثل تلك الهجمات" من خلال الرسائل. وأوضح ان مستشارة الرئيس الاميركي لشؤون الامن القومي كوندوليزا رايس اجرت اتصالات بالشبكات ركزت خلالها على ابداء تخوفها من الرسائل التي يسجلها بن لادن مسبقاً، مثل التي تم بثها بعد بدء الضربات العسكرية الاميركية والبريطانية ضد افغانستان. وزاد أن رايس "طلبت من الشبكات استخدام حسها في شأن كيفية بث الرسائل المسجلة مسبقاً، واكدت ان ذلك مجرد طلب منها وان اتخاذ القرارات في ما يتعلق بالنشر منوط بوسائل الاعلام وحدها". وأعلن مسؤولو الشبكات التلفزيونية الاميركية الرئيسية "أي بي سي" و"سي بي إس" و"سي ان ان" و"فوكس" و"إن.بي.سي" انهم وافقوا على مراجعة ما يصل اليهم من بيانات قبل بثها بدلا من اذاعتها كما جاءتهم، وانهم سيحتكمون الى خبرتهم الصحافية في تقرير ما يذاع. وقال مسؤول في شبكة "سي.ان.ان" ان الشبكة "لن تبث اي بيان من تنظيم القاعدة على الهواء، وستراجعه اولا قبل ان تقرر كيفية التعامل معه". لكن الرد من بقية دول العالم وحلفاء الولاياتالمتحدة لم يأتِ كله متماشيا مع الرغبة الاميركية، إذ أكد ناطق باسم رئاسة الوزراء البريطانية أمس ان الموضوع المتعلق بما يجب بثه "أمر يخص محطات التلفزيون وسنتركه لها". واعلنت "هيئة الاذاعة البريطانية" بي.بي.سي أنها لم تتلق أي طلب من هذا النوع، فيما قال الناطق باسم شركة "الأنباء التلفزيونية المستقلة" آي.تي.إن التي تعد الثانية في بريطانيا بعد "بي.بي.سي": "إننا سنتعامل مع كل خبر بناء على قيمته". واتخذت شبكة تلفزيون "سكاي" موقفا مغايرا، وقال مالكها روبرت مردوخ: "سنفعل اي شيء يمليه واجبنا الوطني". يذكر أن قناة "الجزيرة" المصدر الرئيسي للأشرطة التي انتقدها وزير الخارجية الاميركي كولن باول، واتهمها ببث تصريحات "عنيفة" و"غير مسؤولة". الى ذلك، قال رودني بيندار محرر "فيديو نيوز" التابعة ل "رويترز"، التي توزع تقارير اخبارية بالفيديو على نحو 350 محطة تلفزيون: "إذا عرض علينا شريط فيديو لبن لادن سنمارس تقويمنا الصحافي المعتاد لتحديد ما اذا كان صالحا كخبر قبل نقله الى مشتركينا، وهم الذين يحددون هل يريدون بث المادة أم لا". كبير المحررين في محطة "إن.أو.اس" الهولندية هانس لارويس أكد انه ليس مقتنعاً بوجود "رسائل شيفرة" في الاشرطة، وأضاف: "سندرسها بدقة، ولا نستطيع عرض طرف واحد هو الطرف الاميركي. الاخبار من العدو هي أخبار أيضا".