} رام الله - "الحياة" - مع مرور عام على فلسطين انتفاضة الجسد والروح، يصدر المركز الثقافي الفلسطيني - "بيت الشعر" - العدد الرابع عشر من فصلية "الشعراء" الثقافية المتخصّصة... على رغم الظروف الصعبة والحصار، وما يتعرّض له الفلسطينيون من إجراءات احتلالية، وقصف "بيت الشعر" للمرّة الرابعة، إلاّ أن المجلة صدرت بانتظام تحقيقاً للتواصل الثقافي والإبداعي، وإصراراً على مواجهة شروط الاحتلال وبطشه. افتتاحية العدد جاءت لمناسبة مرور عام على الانتفاضة، وتناولت الأهداف التي يجب على المثقف الفلسطيني أن يسعى الى تحقيقها في إطار تعزيز المواجهة الأبدية المحمولة على الوحدة الوطنية وسيلة أكيدة للنصر والاستقلال. ومما جاء في الافتتاحية: "ليس ثمة وقت يتم تبديده أو هدره، وليس ثمة مبرر نجده يسوّغ هذا الصمت والغياب للمثقفين العرب الذين نراهن على دورهم وقدراتهم وانتمائهم لأمتنا الواحدة التي ستظلّ مُستلبة متشظيّة ما دام قلبها - فلسطين مصابة بوباء الاحتلال، وتواجه وحدها السياسات الاستراتيجية الحاسمة لتهويدها وتغريبها عن جذورها... ودفعها نحو العدمية والإلغاء". نصوص العدد توزّعت بين ستة شعراء: محمد علي شمس الدين شيء النار، أمجد ناصر أطراف النهار، محمد علي اليوسفي فصول عمياء، فرج بيرقدار الطائر، محمد حلمي الريشة لست في أي مكان... أيتها الوردة، والشاعر طارق الكرمي في مختارات من مجموعته التي ستصدر قريباً بعنوان ضحى الوحيد. وفي باب "مهجريون جدد" أعدّ الشاعر أحمد يعقوب الجزء الثاني من الملف تحت عنوان "جبال غير رحيمة وبيضاء" وتناولت الترجمة أندرس سابيلا، أحد الأصوات الغنائية الأكثر أهمية في تشيلي، وسلفادور جيني، شاعر الترحال والحنين، الشاعر الجوّال أمّا أولغا لولاس، الشاعرة والأكاديمية الحاصلة على الدكتوراه من الجامعة المركزية - مدريد/ اسبانيا فاحتوت الترجمة مختارات من ديوانها "عزلة/ 1943" وديوان "عندما يموت القمر مكتملاً، 1949". ويختتم ملف "مهجريون جدد" بالشاعر فريد نصّار. دراسات العدد توزّعت بين دراستين. الأولى للناقد يوسف اليوسف شعر المقاومة في نصف قرن 1917-1967 مقدّماً رؤية تاريخية لتطور الشعر الفلسطيني المقاوم. الدراسة الثانية وهي الجزء الثاني استكمالاً لما نشر في العدد السابق من الشعراء عن موضوعة "التطبيع"، وتناولت "فلسفة التطبيع في الفكر الصهيوني"، ليخلص الكاتب سعيد يقين إلى: "أدت ممانعة اليهود في الاندماج في بنية الدولة الحديثة، ورفض التطبيع من الخارج، إلى فشل المحاولات الغربية في تطبيع اليهود، وتعميق روح "الغيتو" عند العناصر اليهودية". أمّا باب المختارات فتناول فيه وليد الكبيسي مجموعة الشاعرة النرويجية كاميلا يول أيده: "نسبح نحو مدخل البحر" الذي ترجم المجموعة مستعرضاً سيرة الشاعرة وتجربته ودوافعها لتأليف هذه المجموعة. ملف العدد جاء لمناسبة الذكرى الخامسة والأربعين لمذبحة كفر قاسم وقدّم له الشاعر سميح القاسم. ومما جاء في مقدمته: "لأنّكَ لم تقرأ فاتحة، ولم تتحسّس شاهدة على قبور الشهداء في دير ياسين وقبية وبحر البقر ونحالين وصبرا وشاتيلا وقانا. لكنك تدرك أن القاتل هو القاتل، والشهداء هم الشهداء، والحزن هو البداية، والغضب هو بداية النهاية. ولك أن تستعيد تاريخ الشِّعر الأبيض على ساعديك وأدخنة قلبك ورماد عينيك". وضمّ الملف تقريراً عن المذبحة كان أعدّه الشاعر الراحل توفيق زيّاد بعد زيارته الى كفر قاسم وإجرائه مقابلات مع الناجين، ونشر التقرير في مجلة "الجديد" 1966، إضافة الى مسرحية كتبها الراحل العام 5619 عن المذبحة تنشر للمرّة الأولى وتضم أربعة فصول.