ضمن برنامج النشر ودعم الأبحاث بمؤسسة عبدالرحمن السديري الخيرية بمنطقة الجوف السعودية صدر العدد 23 من مجلة الجوبة الثقافية حاملا معه عددا من المواد الثقافية والأدبية، وقد اشتمل على ملف خاص بالطيب صالح شارك فيه مجموعة من الأدباء. وفي افتتاحية الجوبة قال الأستاذ إبراهيم الحميد إن مدخله إلى عوالم الطيب صالح لم يكن (موسم الهجرة إلى الشمال)، بل جاء من قريته (دومة ود حامد)، وأن ما شده إلى الرواية تعلقه الكبير بالمدينة التوأم دومة الجندل، بعدها خصصت الجوبة ملف العدد للراحل الكبير الطيب صالح، ليكتب عنه بعض من عرفوه، أو عشقوا لغته.. ملفاً أعده الشاعر والناقد محمد جميل أحمد، بمشاركة خالد ربيع السيد.. وظافر الجبيري، والشاعر السوداني مأمون التلب. وتتناول الجوبة دراستين: الأولى للدكتورة نادية لطفي ناصر في التعايش والاندماج بين الشاعر والقاري عند سعد سعيد الرفاعي، وقد تناولت شعر الشاعر من حيث الزمان والمكان. وجاءت الدراسة الأخرى للسيد الوكيل في روايات السفر (دراسة لنماذج مختارة). ودخلت الجوبة في مواجهات ثلاث: كانت الأولى مع مفلح العدوان الذي يقول إن الأسطورة جعلت للغة قيمة عليا في الكتابة، والمنجز الكتابي لا يقابله حضور إبداعي متميز.. والأساطير التي نتعامل معها جزء من ثقافتنا التي تشكل البنية العقلية لنا، والأرضية الإبداعية لكثير مما ننجز في حقل الأدب، وجاءت المواجهة الثانية مع الدكتورة الشاعرة ثريا العريض التي تقول إنها ولدت شاعرة، وإن احتفاء النقاد بشعرها تميز تعتز به، وكون الإبداع صادر عن أنثى لابد وأن يتأثر بجنسها ليكون صادقا.. ثم إن الشعر جزء لا يتجزأ من كيانها وهو معها أينما كانت، أما المواجهة الثالثة فكانت مع القاص والأديب السعودي عبدالرحمن الدرعان الذي يرى أن الفنون التعبيرية تتجاور كتوائم في شجرة الإبداع.. ومن البديهي أن يتنقل المبدع بين أغصان هذه الشجرة وليس العكس.. وأجمل ما في الكتابة أنها مخاتلة كوصلة الرعد التي قد تداهمك في أية لحظة، وفي أي مكان، بيد أن أفضل أوقاتها ساعات الليل..؟ وعن الحركة الثقافية في المملكة يقول إنها ما زالت تعاني من الانفصام والركود، على الرغم من المحاولات الجادة التي تتصدى لها المؤسسات الثقافية بشتى أشكالها. وفي باب نوافذ تناول محمد علي قدس البعد السوسيولوجي للعولمة الثقافية، كما تناول د. محمود عبدالحافظ خلف الله الأعمال الأدبية بين الترجمة والتعريب.. أما خولة مناصرة فقد تناولت ظاهرة التمرد والعصيان عند المراهقين، كما جاءت نورا على روائع الأدب الأندلسي فكتبت عن ابن زيدون فتناولت عشقه وآلامه، من خلال نونيته الشهيرة، وكتب فواز الجعفر عن حلوة الجوفي، أما د. خليل المعيقل فكتب عن موقع الشويحطية الذي يعتبر أقدم موقع أثري في غربي آسيا. وقدمت الجوبة مجموعة من المواضيع النقدية لإبراهيم الحجري وحسين محيى الدين السباهي وخلف القرشي. كما أوردت فصلا من رواية الشمس التي رحلت لمحمد عطيف، وقصائد لكل من إبراهيم حسو، وأحمد عكور، والسيد موسى البدري، وسماره الفرطوسي، وحافظ مغربي وعبدالرحيم الحصار، وعبدالله الزماي، وعبدالرحيم مراشده، وجاك شماس. كما تضمنت قراءات لعصام أبوزيد، وعلي هنداوي، ونواف الراشد.. وعرضا للأنشطة الثقافية بالمؤسسة خلال الفترة الماضية.. والجدير ذكره أن الجوبة مجلة ثقافية تصدر كل ثلاثة أشهر عن مؤسسة عبدالرحمن السديري الخيرية.