كشفت مصادر باكستانية مطلعة ل"الحياة" أمس أن الرئيس برويز مشرف أحبط انقلاباً تزعمه نائبه الجنرال مظفر عثماني الذي كان قائداً لفيلق كراتشي سابقاً بالتعاون مع جنرالات آخرين تعبيراً عن رفضهم التعاون مع الولاياتالمتحدة في ضرب أفغانستان. وهذا ما دفع مشرف إلى إبعاد المتورطين في المحاولة، أو تهميش دورهم، وكان حريق شب أمس في مبنى القيادة العامة للقوات المسلحة في راولبندي قرب إسلام آباد نجم عنه حرق وثائق يعتقد أن الأميركيين طالبوا بنسخة عنها، فيما أكد الناطق الرئاسي الخبر شدد على أن سبب الحريق تماس كهربائي. وكانت مصادر عسكرية باكستانية أكدت أمس أن إسلام آباد سمحت لأميركا باستخدام قاعدتين عسكريتين في جكب آباد اقليم السند وبسني اقليم بلوشستان حيث اندلعت تظاهرات عنيفة، احتجاجاً على تعاون إسلام آباد مع الولاياتالمتحدة، وهاجم أمس خمسة آلاف متظاهر بينهم مهاجرون أفغان في الاقليم صحافيين كانوا يسعون للوصول إلى مناطق الحدود واعتدوا عليهم بالضرب. في غضون ذلك نفى سفير حركة "طالبان" في إسلام آباد عبدالسلام ضعيف أن تكون حصلت انشقاقات في صفوف الحركة، وشدد على أن المضادات الجوية للحركة لا تستطيع أن تتعامل مع الطائرات الأميركية كونها تحلق على مسافات عالية. و صرح الناطق الرسمي باسم "طالبان" ملا عبدالحي مطمئن أن الحركة رفعت القيود عن أسامة بن لادن وأنه حر في الحركة والاتصالات بعد الآن. وجاء ذلك بعد غارات عنيفة شنتها قوات التحالف الغربي ضد معقل الحركة في قندهار تسببت في سقوط عدد من المدنيين، وأفيد أن خمسة صواريخ من طراز "كروز" سقطت في ولاية لوجر جنوبأفغانستان لكن ثلاثة منها لم تنفجر. وترافقت هذه التطورات مع نزول الجيش إلى الشارع في إسلام آباد حيث أقام المتاريس الرملية في المناطق الحساسة عند البرلمان والبعثات الديبلوماسية والفنادق الفخمة. وكان ناطق باسم القوات الجوية الباكستانية أكد ل"الحياة" أن دوي انفجارات ضخمة سمعت في ضواحي قاعدة كويتا الجوية، لكنه لم يكشف عن سببها. وقال: "ربما تكون طائرة أميركية خرقت جدار الصوت". وعلمت "الحياة" أن ثلاثة صواريخ من طراز "كروز" ضلت طريقها وسقطت في منطقة بلوشستان على الحدود مع أفغانستان من دون أن تنفجر.