راولبندي (باكستان) - رويترز، يو بي آي – قتل 39 شخصاً على الأقل وجرح 40 آخرون حين ألقى متشددون قنابل يدوية على مسجد «باراد لاينز» الذي يقع قرب مقر الجيش الباكستاني في حي سوق قاسم بمدينة راولبندي المجاورة للعاصمة إسلام آباد، ثم أطلقوا النار في اتجاهه عقب صلاة الجمعة. وأعلن الناطق باسم الجيش اللواء أطهر عباس أن ستة مهاجمين على الأقل نفذوا الاعتداء قبل ان يلوذوا بالفرار، على رغم إطلاق النار عليهم، «لذا يحتمل اختباء بعضهم في المنطقة»، حيث نفذت عمليات تفتيش واسعة وكثيفة باستخدام مروحيات، ونشر قناصون على مباني المنطقة. وأفاد شهود بأن مسؤولين عسكريين يترددون على المسجد المستهدف، علماً ان الجيش يقاتل منذ الصيف الماضي متشددي حركة «طالبان»، المسؤولة عن تفجيرات قتلت مئات من الاشخاص منذ تموز (يوليو) 2007. وزادت وتيرة الهجمات ضد اهداف عسكرية منذ ان بدأ الجيش حملة على معقل «طالبان» في اقليمجنوب وزيرستان منتصف تشرين الاول (اكتوبر) الماضي. واعترف مسؤولون أمنيون بوجود خلل أمني في المنطقة، حيث تعتبر منطقة الهجوم منطقة عسكرية مغلقة ولا يدخلها إلا عسكريون بسبب قربها من مقر قيادة الجيش واماكن سكن كبار الضباط والجنرالات في الجيش الباكستاني، ما يشير إلى إمكان حصول المهاجمين على تسهيلات وتعاون من بعض منتسبي الجيش الباكستاني كما قالت مصادر أمنية في راولبندي. ويشكل العنف ضغطاً على الرئيس الباكستاني آصف علي زرداري لتخفيف خطر تمرد «طالبان»، في وقت لا يتمتع بشعبية كبيرة ويدور خلاف بينه وبين الجيش الذي يضع سياسة الأمن القومي للبلاد، علماً أن إسلام اباد تواجه ضغطاً متزايداً من الولاياتالمتحدة للقضاء على متشددين إسلاميين ينشطون في مناطق القبائل الحدودية مع أفغانستان، وذلك لمساعدة الحرب التي تشن على «طالبان» في أفغانستان. وفي تشرين الاول (اكتوبر) الماضي، هاجم مسلحون من «طالبان» ارتدوا زي جنود مقر قيادة الجيش لمدة 21 ساعة، ما أسفر عن مقتل 23 شخصاً بينهم عميد في الاستخبارات العسكرية. وأدَّى ذلك الى اتخاذ القيادة العسكرية قرار شن هجوم واسع في جنوب وزيرستان ترافق مع انطلاق مسلسل عنف كبير في مناطق القبائل، حظيت بيشاور عاصمة الإقليم الحدودي الشمالي الغربي بالنصيب الأكبر منه، إذ استهدفتها ثمانية تفجيرات خلال عشرة أيام حصدت أرواح عشرات نصفهم من العسكريين وأجهزة الأمن. على صعيد آخر، كشفت وسائل إعلام أميركية أن إدارة الرئيس أوباما وسعت نطاق عمل الاستخبارات المركزية الأميركية (سي أي أي) في مناطق القبائل لتشمل إقليم بلوشستان (جنوب غرب) بهدف استهداف قادة في «طالبان» وتنظيم «القاعدة» انتقلوا من جنوبأفغانستان إلى باكستان. ورفضت الحكومة الباكستانية هذا التوجه الأميركي، معتبرة أنه يعرقل الجهود المبذولة في «الحرب على الإرهاب». وقد يفضي إلى فض تحالف إسلام آباد مع واشنطن في مواجهة «القاعدة» والجماعات المسلحة.