وصلت تصفيات قارة اميركا الجنوبية المؤهلة لنهائيات كأس العالم المقررة الصيف المقبل في كوريا الجنوبية واليابان معاً الى مرحلة حاسمة خصوصاً بعد النتائج التي تحققت في الجولة السادسة عشرة التي اقيمت اخيراً. وشهدت هذه الجولة تحديداً، انتفاضة برازيلية انعشت آمالها واعادتها الى المنافسة مجدداً على احد المراكز الاربعة المؤهلة مباشرة للمونديال... علماً ان صاحب الترتيب الخامس سيواجه استراليا ذهاباً واياباً لتحديد من يلحق من بينهما بكبار اللعبة الى هذا المحفل العالمي. ولا يمكن أحداً ان يتخيل ان تغيب البرازيل بالذات عن هذه المناسبة التي ارتبطت كثيراً بأسمها، ليس فقط لأنها لم تغب عنها ابداً، وانما لعروضها الرائعة ونتائجها المبهرة التي حققتها في غالبية المنافسات العالمية... ولا يخفى على احد طبعاً انها صاحبة الرقم القياسي في الفوز بكأس العالم اذ نالته اربع مرات اعوام 1958 و1962 و1970 و1994. وعموماً، عشق العرب كرة القدم البرازيلية بالذات، منذ سنوات طويلة لأنهم وجدوا فيها المتعة والاثارة والاداء الحلو الذي وصف دائماً بالرشيق والسهل الممتنع. وهم تغنوا دائماً بلاعبيها وتابعوهم اينما ذهبوا، وحرصوا على معرفة اخبارهم باستمرار. وامتلأت ملاعبنا العربية عموماً والخليجية خصوصاً بالمدربين البرازيليين منذ سنوات طوال، ولا يزال الامر سائداً حتى الان على رغم دخول بعض المدارس التدريبية الاخرى الى هذه الدول. العرب تفننوا في وصف مهارات الكرة البرازيلية وتشريحها، فرحوا لأفراحها... ولبسوا السواد في اتراحها. ولأن العتب يكون على قدر المحبة، غضبوا لعروضها المتواضعة وخسائرها الاخيرة والمتكررة في التصفيات العالمية الاخيرة. وهم اوهموا انفسهم مراراً وتكراراً انهم لن يشجعوها مرة اخرى، لكن هذه المرة لم تحصل ابداً وبقي عشاق الكرة البرازيلية من العرب على وفائهم لها على رغم انتكاساتها. ومرة جديدة سيفرح مشجعو البرازيل من العرب اذا ما انتزعت التأهل، وسيؤكدون ان لديها من اللاعبين ما يمكنها من قلب الاوضاع في مصلحتها حتى لو كانت اللحظة الاخيرة قد ازفت... وان لم تفعل، فقد يزعل العرب ولكنهم لن يتخلوا عنها ابداً. وعموماً، اكد البرازيليون نياتهم الطيبة اللحاق بالقطار المتوجه الى المونديال، حتى وان كان عبر عربته الاخيرة. وهم استعادوا آمالهم بعد الفوز المقنع على تشيلي بهدفين لاديلسون 52 وريفالدو 63، اذ رفعوا رصيدهم الى 27 نقطة في المركز الرابع قبل اوروغواي التي تحتل المركز الخامس ب25 نقطة بعد ان تعادلت مع كولومبيا بهدف لفيديريكو ماغالانيس 35 من ركلة جزاء في مقابل هدف لرنولفو فالنتييرا 68. وتواجه البرازيل في الجولتين الاخيرتين مهمتين سهلتين نسبياً مع بوليفيا خارج ارضها، ومع فنزويلا على ملعبها، في حين تخوض اوروغواي مباراتين صعبتين خارج ارضها ضد اكوادور او على ارضها ضد الارجنتين المتصدرة... كما ان البرازيل تتفوق بفارق الاهداف ايضاً. اما الارجنتين، التي تأهلت عملياً، فتعادلت بشق النفس مع باراغواي 2-2 بعد مباراة مثيرة للجدل، خصوصاً ان الهدف الاول الذي سجله الحارس العملاق خوسيه لويس تشيلافيرت في مرمى الارجنتين 51، جاء من ركلة جزاء مشكوك في صحتها... اما هدف التعادل فجاء بيد ماوريسيو بوكنتينو 66، على غرار الهدف الذي سجله مواطنه دييغو مارادونا في مرمى انكلترا في مونديال مكسيكو عام 1986. وعلى رغم ان باراغواي تقدمت مجدداً من طريق غوستافو مورينيغو 70، بيد ان غابرييل باتيستوتا اضاع عليها الفوز الذي كان يضمن لها التأهل مباشرة عندما ادرك التعادل 73. وفي المرحلة ذاتها، اكتسحت اكوادور مضيفتها بوليفيا 5-1، وفازت فنزويلا على بيرو 3-صفر. وتملك الارجنتين 39 نقطة، وباراغواي 30، واكوادور 29، والبرازيل 27، واوروغواي 25 نقطة. الاميركان وصلوا... للمرة الرابعة على التوالي، بلغت الولاياتالمتحدة الاميركية نهائيات كأس العالم بعد ان تغلبت على جامايكا بهدفين لجو ماكس مور 4 و81 من ركلة جزاء في مقابل هدف للورانس 14... وهي حجزت بطاقتها بعد ان خسرت هندوراس امام ضيفتها ترينيداد وتوباغو صفر-1، وتعادلت المكسيك مع كوستاريكا التي ضمنت بلوغها النهائيات ايضاً. وانحصر التنافس على البطاقة الثالثة بين هندوراس والمكسيك اللتين تتقاسمان المركز الثالث برصيد 14 نقطة مع افضلية للاخيرة بفارق الاهداف، وهما يلتقيان ضمن الجولة الاخيرة في 10 تشرين الثاني نوفمبر المقبل في مكسيكو. تبعات التأهل ومن ابرز تبعات التأهل للمونديال واغربها في آن، هو ما تردد أخيراً عن نية الاتحاد الصيني عدم تجديد عقد المدرب الصربي بورا ميلوتينوفيتش بعد ان يقوم بقيادة المنتخب في مباراته الاخيرة في التصفيات الآسيوية. وكان ميلوتينوفيتش قاد منتخب الصين الى التأهل للنهائيات للمرة الاولى في تاريخه، اثر فوزه الاخير على عمان 1-صفر. وكان المدرب اكد عقب التأهل مباشرة ان "عقدي يقضي بقيادة المنتخب الى النهائيات، وقد انجزت المهمة، وبالتالي فان البقاء على رأس المنتخب او عدمه لم يعد امراً مهماً". وسبق لميلوتينوفيتش ان قاد اربعة منتخبات في نهائيات كأس العالم هي المكسيك عام 1986، وكوستاريكا عام 1990، والولاياتالمتحدة عام 1994، ونيجيريا عام 1998 ونجح في قيادتها على الاقل الى الدور الثاني. وتردد اسم المدرب المحلي تشن جيان غفو، الذي قاد منتخب بلاده الى الدور الثاني من كأس العالم للشباب في الارجنتين قبل شهرين، ليتولى المهمة. على صعيد آخر، يلتقي منتخبا انكلترا والسويد في مباراة دولية ودية في العاشر من تشرين الثاني نوفمبر المقبل على ملعب "اولدترافورد" في مانشستر في اطار استعدادات المنتخبين للنهائيات. وسيخوض الانكليز مباراتين اخريين ضد كل من هولندا وايطاليا في شباط فبراير واذار مارس المقبلين على التوالي. وتأهلت للنهائيات حتى الآن فرنسا حاملة اللقب، وكوريا الجنوبية واليابان صاحبتا الضيافة، والكاميرون ونيجيريا وتونس والسنغال وجنوب افريقيا عن القارة الافريقية، وروسيا والبرتغال واسبانيا وبولندا وانكلترا وكرواتيا وايطاليا والدنمارك والسويد عن القارة الاوروبية، والارجنتين عن اميركا الجنوبية التي يتبقى لها ثلاث بطاقات مباشرة ونصف بطاقة بين صاحب المركز الخامس في التصفيات واستراليا بطلة اوقيانيا، وكوستاريكاوالولاياتالمتحدة عن الكونكاكاف وتبقى بطاقة واحدة، والصين عن آسيا التي يتبقى لها بطاقة ونصف البطاقة. وتخوض 8 منتخبات اوروبية "الملحق" الذي يؤهل 4 منها الى النهائيات، وستلعب، ذهاباً في 10 و11 تشرين الثاني، واياباً في 15 منه كل من بلجيكا مع تشيخيا، واوكرانيا مع المانيا، والنمسا او اسرائيل تأجلت مباراتهما بسبب الاوضاع الامنية في تل ابيب مع تركيا، وسلوفينيا مع رومانيا... في حين تتبقى نصف بطاقة اوروبية اذ ستلعب جمهورية ايرلندا مع ثالث آسيا.