تعهد الرئيس بشار الأسد ان يوظف فوز بلاده بمقعد غير دائم في مجلس الامن ل"مصلحة القضايا العربية والاسلامية"، فيما اعتبر ناطق رسمي الفوز السوري في التصويت الذي جرى الاثنين في الجمعية العامة للأمم المتحدة دليلاً على عدم صحة "الادعاءات" الاميركية والاسرائيلية بشأن علاقتها ب"الارهاب". وأعلن مصدر رسمي ان الرئيس الاسد تلقى امس اتصالاً هاتفياً من امير البحرين الشيخ حمد بن عيسى آل خليفة لتهنئته بالفوز بعضوية مجلس الامن "في شبه اجماع عالمي". ونقل عن الشيخ حمد ان ذلك "يجسد ثقة المجتمع الدولي بسياسة الرئيس السوري ومواقفه تجاه القضايا الاقليمية والدولية". وكانت سورية فازت أول من أمس بمقعد غير دائم في مجلس الأمن بغالبية 160 صوتاً من اصل 177 دولة عضو شاركت في التصويت السري، علماً أن الجمعية العامة للأمم المتحدة تضم 189 دولة. وهذه المرة الأولى التي تدخل سورية الى مجلس الامن منذ ثلاثين سنة والثالثة منذ تأسيس الهيئة الدولية، بعد دورتي 1947-1948 و1970-1971. ولم يعرف ما اذا كانت الولاياتالمتحدة صوتت ضد ترشيح سورية كما فعلت اسرائيل ام امتنعت عن التصويت في الاقتراع السري. وقال ناطق رسمي سوري اول من أمس ان نجاح دمشق في الترشيح ب"غالبية ساحقة يؤكد بما لا يدع مجالاً للشك ان المجتمع الدولي يرفض ادعاءات اسرائيل واتهامها سورية بالارهاب" واعتبر ان "التأييد الدولي الكبير لسورية يشكل رسالة واضحة هي بطلان هذه الادعاءات وزيفها". يذكر ان الخارجية الاميركية تدرج اسم سورية في لائحة الدول الداعمة ل"الارهاب" كما تدرج عدداً من المنظمات الفلسطينية التي تتخذ من دمشق مقراً لها في قائمة "المنظمات الارهابية". لكن المسؤولين السوريين يؤكدون عدم وجود "اي دليل لدى واشنطن على تورط سورية بالارهاب منذ بدء اصدار القائمة العام 1986". وأفاد الناطق السوري ان بلاده "جسدت التزامها التام بميثاق الاممالمتحدة واحترامها مبادئ القانون الدولي وتمسكها بالقرارات الصادرة عن المنظمة الدولية الرامية لايجاد حلول عادلة لقضايا الشعوب من دون ازدواجية في المعايير"، مجدداً موقف دمشق القائم على العمل "من اجل السلام والاستقرار". لحود اتصل رئيس الجمهورية اللبنانية اميل لحود مساء امس بالرئيس السوري الدكتور بشار الاسد وهنأه على انتخاب سورية عضواً غير دائم في مجلس الأمن. واعتبر لحود "ان هذا الانتخاب، حدث مهم يعكس احترام الدول الاعضاء في الاممالمتحدة لمواقف سورية وسياستها ونضالها من اجل تحقيق السلام العادل والدائم في منطقة الشرق الاوسط، كما يعتبر فوزاً للدول العربية مجتمعة".