وافقت روسيا على توسيع نطاق العمليات العسكرية، وأكدت ان الارهاب ينبغي أن يحارب في أي مكان، ولكن وزير الدفاع سيرغي ايفانوف نفى احتمال مشاركة الجنود الروس في القتال داخل افغانستان. وقال ايفانوف عقب اجتماع عقده مع نظيره البريطاني جيفري هون ان روسيا تؤيد الجهود الدولية الرامية الى محاربة الارهاب "أينما كان"، وأوضح ان "الحديث ليس عن افغانستان وحدها"، وان أساليب مختلفة ينبغي ان تعتمد لتحقيق الغرض. ولم يستبعد الأعمال العسكرية. لكن ذلك يجب أن يكون "حيث يستفحل المرض" إلا أنه أضاف ان مشاركة جنود روس في عمليات داخل افغانستان "أمر مستحيل" وزاد انه "تلقى بهدوء" بداية الضربات الأميركية - البريطانية، مشدداً على ان محاربة الارهاب "يجب أن تتم بصرف النظر عن مصادره الكثيرة في دول عدة". ويذكر ان الخارجية الروسية كانت اشارت الى ان الارهاب ينبغي ان يحارب في "افغانستان والشيشان، وفي الشرق الأوسط والبلقان". وعلمت "الحياة" ان الديبلوماسيين العرب في موسكو حاولوا الحصول على توضيحات من مسؤول روسي لكنه اكتفى بالاشارة الى ان موسكو تعتقد بأن الشرق الأوسط "ليس مصدراً" للارهاب. بمعنى انه لم ينف وجود "الارهاب" في هذه المنطقة. ويشير المراقبون الى أن تصريحات وزير الدفاع تكتسب أهمية خاصة في ضوء التلميحات الأميركية الى احتمال توجيه ضربة الى العراق الذي تربطه مع روسيا علاقات وثيقة. ويبدو ان هناك خلافاً داخل القيادات الروسية في شأن توسيع رقعة العمليات الأميركية. فقد أشار وزير الدفاع السابق ايغور سيرغييف الذي يعمل حالياً مستشاراً للرئيس فلاديمير بوتين الى ان العمليات العسكرية ينبغي ان تستهدف "الارهابيين والمنظمات الارهابية"، وأضاف ان الضربات الصاروخية والجوية يجب أن تكون "مبررة ولها عناوين محددة". ودعا الى تشكيل ائتلاف واسع لمحاربة الارهاب على أن يضم الدول العربية. ودرست روسيا احتمالات التعاون في "الائتلاف" مع حليفاتها في رابطة الدول المستقلة. وعقد أمس اجتماع لأمناء مجالس الأمن القومي في الدول المنتمية الى معاهدة الدفاع المشترك اعلن بعده سكرتير مجلس الأمن الروسي فلاديمير روشايلو الاستعداد ل"تعميق اشكال التعاون" مع الولاياتالمتحدة وبريطانيا وحليفاتهما ولكنه طالب ب"اطار قانوني موثق" ودعا الى أن يكون الاتفاق ضمن "فترة زمنية محددة". ولم تعلن تفصيلات عن الاتفاقات التي تم التوصل اليها. ولكن مصادر ديبلوماسية أكدت انه جرى "تنسيق الخطط" لمواجهة احتمالات تطور الموقف في آسيا الوسطى. وتوقع رئيس أركان قوات الحدود الروسية نيكولاي ريزتيتشينكو محاولات تسلل "طالبان" عبر الحدود، وقال انه رُصدت حشود قرب المناطق الحدودية. والتحق أمس بالفرقة الروسية 201 المرابطة في طاجكستان 1500 عنصر.