يعتبر المسؤولون عن قطاع السياحة في تركيا ان المداخيل السياحية للسنة الجارية سترتفع الى عشرة بلايين دولار، وان أي اجراءات أمنية جديدة لن تتخذ، لا سيما بحق السياح العرب أو المسلمين بل ان الاجراءات ستبقى على ما هي عليه حالياً، على رغم المخاوف من أن تتأثر تركيا بتراجع الحركة السياحية في أوروبا. وقال مصطفى تسار، نائب وزير السياحة التركي ل"الحياة"، على هامش أعمال الجمعية العمومية لمنظمة السياحة العالمية في أوساكا، ان ثمانية ملايين سائح زاروا تركيا خلال الأشهر الثمانية الأولى من السنة الجارية وان هناك 4.5 مليون زائر متوقعون خلال الفترة المقبلة. وأضاف ان عدد السياح الأميركيين الذين يزورون تركيا سنوياً يدور في محيط 500 ألف سائح. وأشار الى ان "الخسارة التي تتوقعها تركيا على هذا الصعيد تبلغ 100 الف سائح اميركي، وهؤلاء يشكلون أقل من واحد في المئة من اجمالي عدد السياح الذين تستقبلهم تركيا حالياً، والبالغ 12.5 مليون سائح سنوياً". وذكر ان حجم الخسارة المترتبة على عدم قدوم السياح الأميركيين المئة الف يبلغ 85 مليون دولار، "وهو اجمالي انفاقهم، بمعدل 850 دولاراً للسائح الأميركي الواحد". واستبعد ان تحدث أي انتكاسة سياحية في الأشهر الثلاثة الأخيرة المتبقية من السنة، مشيراً الى ان "الحجوزات حتى نهاية الشهر مكتملة تماماً". وقال ان "الحجوزات الجديدة تجاوزت الالغاءات" التي اعترف بأنها حدثت "بنسبة ضئيلة". وأضاف ان "الناس يخافون من الصعود الى الطائرة، لا سيما السياح من الولاياتالمتحدة". ولم يشرح تسار كيف ستتمكن تركيا من استقبال 4.5 مليون سائح اضافي، وبلوغ الهدف المحدد لتسجيل رقم العشرة بلايين دولار من الدخل السياحي، في الوقت الذي بدأت جميع البلدان السياحية تقديم عروض تخفيضية قد تهبط الى 60 في المئة من قيمة الرحلات الجماعية لضمان تدفق السياح الى ربوعها. وقال نائب وزير السياحة التركي ان بلاده أجرت اتصالات وشنت حملة اعلامية وترويجية داخل أوروبا عموماً، والمانيا خصوصاً، شارك فيها بنفسه لتبديد الصورة التي تروجها وسائل الاعلام عن الاسلام وربطه بالارهاب. وأبدى ترحيب بلاده بالانضمام الى أي مبادرة عربية أو اسلامية لتوحيد سياسات الترويج. وأكد من جهة أخرى ان تركيا تأخذ في الاعتبار احتمال وقوع الحرب التي هدد بها الرئيس الأميركي جورج بوش، وامكان تأثيرها على صناعة السياحة التي تعتبر أحد أبرز موارد العملات الصعبة للاقتصاد التركي الذي يعاني من صعوبات عدة. وأضاف: "الاجراءات التي سنتخذها ترتبط بمكان وقوع الحرب وتوقيتها. ولكن لا أحد يعرف أين ستكون الضربة ولا حتى الولاياتالمتحدة نفسها". واعترف باحتمال ان تتأثر السياحة في تركيا وان تدفع الثمن لو ضُرب العراق. وقال: "نحن مستعدون لكل الاحتمالات ولكن ما يجري يشبه لعبة شطرنج يعد فيها اللاعب لكل الاحتمالات ولكنه لا يقوم الا بتحرك واحد في النهاية"، مضيفاً انه "لا يجب ان نتحدث عن شيء قبل وقوعه. ونحن جاهزون ولدينا بدائل في كل حالة".