تحاول تركيا واليونان تلافي الركود المتوقع في قطاع السياحة واحتمال خسارة بلايين الدولارات بعد تعرضهما في الآونة الأخيرة إلى موجة زلازل متواصلة، في وقت تسعى فيه وكالات السياحة الدولية إلى تحويل حركة السياحة اليهما نحو وجهات أخرى من بينها مصر والمغرب وتونس. وبدا الارتباك على مسؤولي وزارة السياحة التركية إبان معرض "سوق السفر العالمية 99" الذي انتهى أول من أمس في لندن، وتقرر في اللحظة الأخيرة إلغاء زيارة كان وزير السياحة التركي الجديد إركان مومتشو ينوي القيام بها الأربعاء إلى لندن ليعلن داخل المعرض الاجراءات الترويجية الجديدة. إلا أنه فضل بدلاً من ذلك البقاء في اسطنبول للبحث مع مساعديه في السبل الكفيلة بمواجهة أزمة الركود السياحي المتفاقمة. وكانت الحكومة التركية قررت الأسبوع الجاري تخصيص 49 مليون دولار اضافية إلى الموازنة الحالية ل "الهيئة السياحية التركية" البالغة 30 مليون دولار، لمضاعفة حملات الترويج الدولية واعداد زيارات لآلاف مسؤولي وكالات السفر والصحافيين لإزالة مخاوف الجمهور الذي بات يعزف عن زيارة تركيا ومنتجعاتها، بسبب احتمال تجدد الزلازل. واضطر مدير المكتب السياحي في لندن سافاس كوشه إلى القدوم من اسطنبول لمدة يوم واحد حيث التقى، داخل المعرض، سبعاً من وكالات الرحلات البريطانية وبحث معهم في سبل إنفاق الموازنة التي خصصت للسوق البريطانية التي ارتفعت من 5،1 مليون إلى 5،4 مليون دولار. وتُعتبر تركيا إحدى الوجهات التقليدية للسياح البريطانيين الذين بلغوا العام الماضي مليون سائح. إلا أن عددهم المتوقع العام الجاري لن يتجاوز 750 ألفاً. وكان وزير السياحة مومتشو أبلغ "الحياة" أيلول/ سبتمبر الماضي أن بلاده خسرت السنة الجارية، بسبب الزلازل و"الحملة الكردية" التي أعقبت اعتقال عبدالله أوجلان، 5،2 بليون دولار ومليوني سائح ونحو 65 في المئة من الحجوزات السياحية. وضرب زلزال مدمر تركيا قبل أربعة أشهر وأدى إلى مقتل أكثر من عشرة آلاف شخص، كما أدى زلزال آخر وقع قبل ثمانية أيام إلى مقتل قرابة 500 شخص. وتنوي السلطات التركية إطلاق حملة في لندن منتصف الشهر المقبل عن طريق إعلانات ستحملها حافلات النقل العام. إلا أن الارتباك السائد في اسطنبول دفع المسؤولين الاتراك إلى اختيار شعار موقت للحملة، كما ذكرت مصادر المعرض، هو "تركيا للعام 2000"، بانتظار أن تقرر وزارة السياحة شعاراً جديداً ملائماً لتسكين مخاوف الجمهور. ويزور تركيا كل عام قرابة عشرة ملايين سائح ينفقون سبعة بلايين دولار. وتتصدر المانيا لائحة الزوار 24 في المئة تليها دول الاتحاد السوفياتي السابقة وبريطانيا وايران والولايات المتحدة واسرائيل وفرنسا. وضاعفت تركيا، التي استفادت من الأزمات التي واجهتها مصر وتونس والمغرب، سعتها الفندقية مرتين في ثمانية أعوام لتصل إلى 170 ألف غرفة حالياً. ويشكو الزوار اليوم من أنهم يجدون أنفسهم وحدهم في منتجعات ضخمة ليس فيها سوى عدد محدود من النزلاء. وتجهد إدارات هذه المنتجعات لإبقائها عاملة في ظل انصراف الزوار وتلجأ إلى مضاعفة أسعارها، الأمر الذي يولّد رد فعل عكسياً لدى وكالات السفر. كما يزور اليونان نحو 8،9 مليون سائح ينفقون نحو أربعة بلايين دولار.