قال وزير السياحة التركي أركان مومتشو ان بلاده خسرت قرابة 2.5 بليون دولار عوائد سياحية للسنة الجارية بسبب الحملات المناهضة لها في أوروبا علاوة على الزلزال المدمّر الذي ضربها الشهر الماضي. وقال ل"الحياة" ان أبرز المشاكل التي شهدها الموسم السياحي خلال فترة الذروة التي يصل اليها أثناء الصيف كان "إلغاء الحجوزات بسبب الزلزال". وقال: "ان هناك تراجعاً بلغت نسبته 20 في المئة في الموسم السياحي بسبب الزلزال وقبله الحملات المناهضة في أوروبا" التي شنتها الجماعات الكردية بعد اعتقال زعيمها عبدالله اوجلان. وقدّر عدد السياح الذين انصرفوا عن زيارة تركيا في الأشهر التسعة الأولى من السنة بنحو مليوني سائح. وأكد ان "مشكلة الارهاب في تركيا ستحل في القريب العاجل في شكل نهائي". واعترف بأن "الإرهاب أثر" في شكل رئيسي على السياحة ليس بسبب نقصان الأمن وعدم سلامة السياح الزائرين، بل بسبب مشاعر القلق التي كانت تنتاب السياح والتي كان سوء الترويج الاعلامي والصور المسيئة مسؤولين عن توليدها". وأشار الى ان النشاط السياحي في تركيا شهد انخفاضاً متواصلاً من شباط فبراير الى ايار مايو الماضيين. وذكر ان نسبة الإلغاء وصلت في بعض الاحيان الى 65 في المئة لدى وكالات الرحلات الجماعية. وقال: "ان الوكالات الأخرى التي استبقت حجوزاتها البالغة 35 في المئة من اجمالي الحجوزات السابقة ساهمت في الترويج لتركيا والدعاية لها، وإزالة الصور المسيئة لها التي تم نشرها". ونوه الى ان حزيران يونيو وتموز يوليو وآب اغسطس كانت أشهراً ناجحة تم فيها تسجيل النتائج نفسها التي تحققت العام الماضي. وذكر: "بعد الزلزال عانينا الكثير وشاهدنا عودة إلغاء الحجوزات الا ان نسبة الإلغاء بقيت أقل من توقعاتنا السابقة بهذا الخصوص". وقال ل"الحياة": "كنا نتوقع إلغاء نصف الحجوزات على الأقل، لكن النسبة الملغاة كانت عشرة في المئة فقط". وأشار الى ان بلاده تعتمد على وكالات السفر والسياحة الجماعية للترويج لها وإزالة "التأثير الجدي" الذي تركته الحملات الكردية المناهضة لتركيا في أوروبا على السياحة والحجوزات. وعلى المدى البيعد، قال ان حملة الترويج التركية تتضمن خطة ترويج شعارها "احتضان تنوع السنة 2000" في تركيا وتوجيه فاعليات هذه الخطة وأنشطتها الترويجية الى الاسواق السياحية الرئيسية الموردة للسياح الى تركيا. ونوه الى ان أي سائح لم يصب بأدنى أذى، خلال الزلزال الذي ضرب منطقة مرمره الشهر الماضي وأسفر عن وقوع عشرات آلاف القتلى والجرحى وتدمير النسيج العمراني والصناعي في منطقة مرمره وجوارها. وقال: "ان المنشآت السياحية في تركيا سليمة وانها الأفضل التزاماً بمعايير مقاومة الزلازل في العالم. ونوه الى ان مشكلة المباني غير الملتزمة معايير مقاومة الزلازل تخص مناطق الضواحي السكنية في المدن الكبيرة ولا علاقة لها بالمنشآت والمرافق السياحية والايوائية التي تبنى بمواصفات تنافسية. ونفى ان تكون للزلزال أي تأثيرات على وضع المنشآت السياحية التي كانت تبعد مئات الكيلومترات عن مركز الزلزال. كما نفى ان تكون الخدمات السياحية في تركيا عانت بسبب تعطل المصانع والمنشآت الصناعية بعد تدمير الكثير منها اثناء الزلزال الأخير. ومعلوم ان تعطل مصفاة مرمره التي ينتظر ان تفتتح مجدداً الشهر المقبل أدى الى ارتفاع اسعار الوقود وندرتها. وقال مرافقون للوزير ل"الحياة" ان هناك مشاكل في قطاع المواصلات سببها ارتفاع اسعار الوقود وان زيادة اسعار المحروقات وكلفة وسائل المواصلات ستضعف القدرة التنافسية لتركيا في وجه الأسواق والوجهات المنافسة لها خلال الموسم الجاري.