تخطت مباراة الشانفيل والحكمة في بطولة لبنان لكرة السلة، التي اقيمت على ملعب غزير بحضور جمهور كثيف، ابعاد النتيجة التي رجحت كفة الشانفيل 107-102، الى تأكيد امتلاك الاخير امكانات تجسيد التهديد الكبير لحظوظ الحكمة في الاحتفاظ باللقب، عبر مفاتيح فوز كثيرة امتزجت بالدرجة الاولى بالاداء الجماعي المميز في الهجوم والدفاع على السواء، بعيداً عن نزعة الاتكال على النجومية الفردية، التي امكن القول انها اسقطت لاعبي الفريق الاخضر بعدما ادى ابتعاد لاعب الارتكاز العملاق السنغالي آسان نداي بداعي الاصابة عن غالبية فترات المباراة الى تعطيل غالبية استراتيجيات الاداء الجماعي لفريقه، وخصوصاً على صعيد توفير فاعلية المواجهات الثنائية والاختراقات والصلابة الدفاعية. وهكذا تعرض الحكمة بخسارته الاولى هذا الموسم، بينما بقي سجل الشانفيل نظيفاً. وكان من البديهي ان يجسد مفتاح الفوز الرئيسي للشانفيل بالثلاثي الاميركي المؤلف من طوني ماديسون ومايكل كامبرلاند وشاد سكوت، باعتبارهم اصحاب الامكانات الفنية والبدنية الاكبر، علماً ان ارتقاء مستوى الجهوزية البدنية لكامبرلاند وسكوت خصوصاً، عكس بشكل جلي ميزات المدرب فؤاد ابو شقرا في التعامل مع مهارات لاعبيه واكسابها مقومات التطورالمثالية. واظهر كامبرلاند، الذي بلغ رصيده 25 نقطة، ميزاته التهديفية العالية في الرميات الثلاثية بشكل لافت في الربع الرابع والحاسم، ما ساهم في وضع فريقه نهائياً على سكة الانتصار، وقطع الطريق على احتمال استعادة لاعبي "الفريق الاخضر" زمام المبادرة في المباراة. واعترف قائد الحكمة ايلي مشنتف نفسه بدور كامبرلاند الحاسم في الدقائق القاتلة، "ما زعزع عزيمتنا في التعويض، على رغم بذلنا جهوداً كبيرة لتحقيقه". اما سكوت فوفر الخيار التكتيكي المثالي للمدرب ابو شقرا في مواكبة الهجوم والدفاع بفاعلية لدى مشاركته بدلاً من كامبرلاند في فترات مختلفة في المباراة، وسجل 14 نقطة ثمينة، والتقط كرات مرتدة "ريباوندز" عدة ساهمت في استمرار ظاهرة مواجهة لاعبي الحكمة صعوبات كبيرة في التسجيل تحت السلة. ولا شك ان ماديسون اضطلع بدور نجم المباراة المطلق، وعراب فوز فريقه الرئيسي بتسجيله 45 نقطة، شكلت الرصيد الاعلى في عدد النقاط المسجلة في البطولة حتى الآن، واعتبرت فرحته الاكبر مقارنة بباقي زملائه، انطلاقاً من تذوقه طعم الفوز للمرة الاولى منذ ثلاثة مواسم في مواجهة الفريق الاخضر. ويمكن القول ان نزعة الاخذ بالثأر رافقت عرض ماديسون طوال المباراة، وخصوصاً في الربع الاول، الذي سجل فيه 21 نقطة، واستطاع زعزعة دفاع الحكمة تحت السلة وعبر الجناحين على السواء. وبالانتقال الى مفتاح الفوز الثاني للشانفيل، فتجسد في حسن مواكبة اللاعبين المحليين لجهود الاجانب، وبرزت الخطورة الكبيرة لقائده المخضرم غازي بستاني في مركز الجناح، والتي استعان فيها بخبرته الطويلة في الملاعب لتسجيل سلات حاسمة عدة، علماً ان رصيده بلغ 13 نقطة. ونجح كريم معوض في مراقبة لاعبي الفريق الاخضر، على رغم فاعليته المحدودة في التقاط الكرات الدفاعية المرتدة، والتسجيل الذي عوضه جزئياً فؤاد الحاج. من جهته، كرست وقائع المباراة امكان مواجهة الحكمة مشكلات فعلية في حال عدم ايجاد العلاج الناجع لمشكلة افتقاد جهود نداي في مركز صانع الالعاب، او تراجع مستواه في حال خضوعه لعملية جراحية تنتج عن فشل اساليب العلاج العادية في شفائه من الاصابة. واشار سركيس عقب المباراة الى ان الوقت لم يسمح لفريقه بالتأقلم مع الخطة الدفاعية الجديدة الموضوعة. وبالتأكيد لم يكن وضع الفريق مأسوياً في المباراة، حيث اظهر لاعبوه خطورتهم الهجومية المعهودة، وسجل مشنتف 22 نقطة، وكل من فادي الخطيب والنيجيري محمد آشا 25 والاميركي تود برغن 13. الا انه عابهم نسبة الفاعلية المحدودة في الرميات الثلاثية، والتي شكلت ركيزة اسلوب لعب الفريق خصوصاً في الربع الرابع. ويبقى ان المباراة المتكافئة، اطلقت العنان لموسم منافسة مثير ومشرّع على الاحتمالات كلها من بينها تجريد الحكمة من لقبه المحلي الذي يحتفظ به منذ ثلاثة مواسم... ولما لا؟