اثر دعوة الرئيس الشيشاني اصلان مسخادوف موسكو الى مفاوضات من دون شروط مسبقة، كشفت امس، مقترحات للرئيس الروسي فلاديمير بوتين لسحب قواته جزئياً من الشيشان او "تجميد" الوضع هناك لفترة خمس سنوات، فيما اعلنت القيادة العسكرية مقتل تسعة شيشانيين واسر اثنين في معارك جرت خلال الساعات ال24 الماضية. وكانت محطة "الشيشان الحرة" استأنفت بثها اول من امس، لتذيع خطاباً لمسخادوف أكد فيه ان ازمة القوقاز لن تنتهي ما لم تجر مفاوضات سلمية بينه وبين القيادة الروسية، من دون شروط مسبقة. واضاف ان الشعب الشيشاني يعاني منذ قرون، مآسي كبيرة لبقاء المشكلات المعلقة مع روسيا. وتحفظت وسائل الاعلام في موسكو عن نشر خطاب مسخادوف الذي جاء بعد ايام من مفاوضات اجراها ممثلون عنه مع برلمانيين روس، في العاصمة الانغوشية نزران. وقاد الجانب الروسي في تلك المفاوضات بوريس نيمتسوف النائب السابق لرئيس الوزراء ورئيس كتلة "اتحاد قوى اليمين" في مجلس الدوما حالياً. وكان نيمتسوف اجتمع الى بوتين مرتين قبل المفاوضات وبعدها. ونقل موقع "صوت القوقاز" على الانترنت عن الجانب الشيشاني ان نيمتسوف عرض اقتراحات اعدها الرئيس الروسي وتتضمن ثلاثة بدائل للتسوية. وبموجب الصيغة الاولى، اكد بوتين ان سحب القوات الروسية بالكامل من الشيشان، كما جرى عام 1996، سيؤدي الى "انفجار" في اوساط الرأي العام الروسي الذي كان ايد الحملة الثانية آملاً في النصر. ولذا كان الرئيس اقترح ابقاء ثلاث او اربع قواعد عسكرية في مدن غوديرميس وشالي وخان قلعة، اضافة الى قاعدة جوية في "كالينوفسكايا" على ان تسحب سائر قوات الجيش والأمن الداخلي في الجمهورية. وقضى الاقتراح الثاني بموافقة الجانب الشيشاني على سلخ قضائي ناورسكي وشولكوفسكي الشماليين المحاذيين لمقاطعة ستافروبول الجنوبية اللذين تسكنهما حالياً غالبية روسية، على ان تسحب كل القوات الروسية خلال فترة انتقالية، لم يحدد لها زمن معين. وفي اقتراح ثالث، دعا بوتين الى اتفاق الطرفين على "تجميد" الوضع كما هو عليه وامتناع الجانبين عن القيام بأية عمليات عسكرية لفترة خمس سنوات، تجرى خلالها مفاوضات سياسية تشارك فيها روسيا ومجموعة المفتي السابق احمد قادروف الذي عينته موسكو حاكماً مدنياً للشيشان والطرف الشيشاني المحارب، على الا ينضم الراديكالون امثال شامل باسايف الى المفاوضات. ولم يصدر من الكرملين تأكيد او نفي لهذه الاقتراحات، لكن المراقبين رأوا انها قد تكون اساساً لمفاوضات صلبة، يمكن ان يحبطها المتشددون من الجانبين. وكان باسايف أكد قبل ايام: "سنحارب مئة سنة للحصول على الاستقلال الكامل عن روسيا". وبموازاة الأنباء عن المفاوضات والتسوية المحتملة، استمرت الاشتباكات في مختلف انحاء الشيشان. وذكرت القيادة الروسية ان قواتها تمكنت من قتل تسعة مسلحين وأسر اثنين وتدمير تحصينات وملاجئ. واعترفت القيادة الروسية بان قواتها تعرضت خلال الساعات ال24 الماضية الى 15 هجوماً، وقالت انها لم تفقد قتلى وان جنديين فقط اصيبا بجروح.