القدس المحتلة - أ ف ب - استبق مفتي القدس والديار الفلسطينية الشيخ عكرمة صبري التظاهرة الحاشدة التي نظمها اليمين الاسرائيلي بقيادة ارييل شارون في القدس بعد ظهر امس، باصدار فتوى تحرم أي سيادة غير اسلامية على الحرم القدسي الشريف بجميع اجزائه بما في ذلك حائط البراق الذي يسميه اليهود حائط المبكى. وجاء في الفتوى: "يحرم على المسلمين ان يمكنوا غير المسلمين من الاشراف او الخدمة او القيام بالطقوس للشعائر الدينية والعبادات في هذا المسجد الاقصى او اي جزء منه او من ارضه وباطنها مهما نزلت او فضائه مهما علا". واضافت ان علماء المسلمين اجمعوا "على ان الارض التي يبنى عليها المسجد هي وقف اسلامي ظاهرها وباطنها وما بني عليها واسوارها وساحاتها واشجارها ومرافقها كافة ... ومن دون ادنى شك ينطبق هذا الحكم على المسجد الاقصى اولى القبلتين وثاني المسجدين وثالث الحرمين". وتصر اسرائيل على الاحتفاظ بسيطرتها على حائط المبكى، كذلك طالبت خلال مفاوضاتها مع الفلسطينيين بتشكيل لجنة مشتركة تختص بالحفريات اسفل ساحة الحرم حيث يعتقد اليهود ان بقايا "هيكل سليمان" موجودة. وجاءت هذه الفتوى قبل التجمع الذي نظمته احزاب المعارضة اليمينية الاسرائيلية في القدس احتجاجاً على خطة السلام الاميركية التي قد تؤدي الى تقاسم السيادة على القدس مع الفلسطينيين. وجاء عدد المشاركين في التظاهرة اقل من التوقعات التي قدرت ان يصل العدد الى مئة الف متظاهر. وشهدت القدس حال تأهب قصوى، اذ نشرت الشرطة الاسرائيلية الآلاف من عناصر الامن في القدس، وحذرت من انها لن تتسامح مع اي استفزاز. وقال رئيس الشرطة ميكي ليفي: "لن نسمح بأي استفزاز، اكرر اي استفزاز او محاولة للاخلال بالامن من الجانب اليهودي او الجانب الفلسطيني". واضاف: "اذا كانت هناك لافتات ضد القانون سنصادرها ونعتقل الناس المسؤولين عنها". لكن على رغم ذلك، اعتدت مجموعة كبيرة من المستوطنين عند باب السلسلة على عدد من التجار مما ادى الى اشتباك بالايدي تبعه اطلاق نار من جانب المستوطنين. واسفر الاشتباك عن جرح ستة اشخاص، ثلاثة منهم بالرصاص بينهم طفلة، واثنان جراء الضرب المبرح وواحد طعناً وهو رجل مسن 84 عاماً. وكان المنظمون في حزب اسرائيل بعليا للناطقين بالروسية بزعامة ناتان شارانسكي اربعة نواب افادوا ان المتظاهرين سيسيرون قرب سور المدينة القديمة مرددين "الوفاء للقدس". وقال رئيس البلدية الاسرائيلية للمدينة ايهود اولمرت قبل بدء التجمع: "انها ليست تظاهرة بل تجمع للتعبير عن شعورنا بالأسى حيال المخاطر التي تهدد المدينة المقدسة". واضاف: "الولاياتالمتحدة دعمت دوماً وحدة القدس وكلينتون هو اول رئيس اميركي يدعو الى تقسيمها وهذا مؤسف خصوصاً انه كان مؤيداً لاسرائيل خلال ولايتيه". كذلك اكد رئيس الكتلة البرلمانية العمالية عوفير بينيس للاذاعة الاسرائيلية ان "التظاهرة سياسية فقط ومرتبطة بالحملة الانتخابية" لرئاسة الوزراء.