يتزامن ارتفاع اسعار النفط في الاسواق الدولية، قبيل الاجتماع الوزاري الاستثنائي لمنظمة "اوبك" في فيينا في السابع عشر من كانون الثاني يناير الجاري، مع توقف الامدادات العراقية المقدرة بنحو 2.3 مليون برميل يومياً ما قد يمنع "اوبك" من خفض الكمية الكافية من الانتاج اللازمة لوقف تدهور الاسعار اعتباراً من الربع الثاني والربع الثالث، عندما ينخفض الطلب على الخام بسبب انتهاء فصل الشتاء في النصف الشمالي من الكرة الارضية. ويواجه الوزراء في اجتماع فيينا مسألة الاختيار بين قرارين لخفض الانتاج مع ترجيح قرار خفض كمية توازي الصادرات العراقية. ذكرت وكالة انباء "اوبكنا" نقلاً عن امانة المنظمة ان سعر "سلة اوبك" تحرك ارتفاعاً داخل النطاق السعري المستهدف للمنظمة بين 22 و 28 دولاراً للبرميل الجمعة الى 23.51 دولار للبرميل مقارنة مع 23.25 دولار الخميس. وتقضي "آلية ضبط اسعار النفط" بخفض الانتاج بواقع 500 ألف برميل يوميا اذا ظل سعر السلة أدنى من 22 دولاراً لمدة عشرة ايام عمل متصلة وزيادته بالكمية نفسها اذا ارتفع السعر على 28 دولاراً للبرميل طوال 20 يوم عمل متصلة ايضاً. لكن عدداً من وزراء "اوبك" قال انه يؤيد خفض الانتاج بصرف النظر عن سعر السلة. وقالت السعودية انها تتوقع من "اوبك" خفض الانتاج بواقع 1.5 مليون برميل يومياً وقال علي رودريغيز الامين العام الجديد ان خفض الانتاج امر وارد لكن حجم الخفض سيتحدد في الاجتماع المقبل. وكان خام القياس "برنت" حقق في العقود الفورية مكاسب قوية في المعاملات المبكرة في بورصة النفط الدولية في لندن بعد التقارير التي ذكرت في مطلع الاسبوع ان اعضاء "اوبك" يتجهون الى خفض الانتاج نحو 1.5 مليون برميل يومياً. وجرى تداول "برنت" في عقود شباط فبراير بسعر 21.59 دولار للبرميل بارتفاع 41 سنتاً على سعر تسوية الجمعة. وارتفع سعر خام القياس الاميركي في بورصة نايمكس 25 سنتاً الى 28.20 دولار للبرميل في المعاملات الالكترونية على شبكة اكسيس مقتربا من ذروة 28.35 دولار بعدما قال الامين العام الاحد ان هناك اجماعاً بين المنتجين على خفض الانتاج مشيراً الى ان "اوبك" ستأخذ في الاعتبار رأي واشنطن التي تعارض خفض الانتاج خشية ان يؤدي الى تباطؤ الاقتصاد الدولي. وقال مصدر نفطي خليجي ل"الحياة" ان الوزراء سيواجهون في اجتماع فيينا اتجاهين يقضي الاول بخفض الانتاج بكمية توازي على الاقل كمية الامدادات العراقية على اعتبار "انها ستعود الى الاسواق لاحقاً وفي موعد لا يتجاوز الربع الاخير من الشهر الجاري" بينما يقضي الثاني بخفض ما يراوح بين 750 الفاً ومليون برميل يومياً في الاجتماع المقبل على ان يخفض الانتاج لاحقاً في الاجتماع الدوري العادي في آذار مارس بالكمية نفسها أو بكمية تكفي لتثبيت الاسعار في مستوى 25 دولاراً للبرميل على مدى السنة. وفي انقرة رويترز ذكرت شركة خطوط الانابيب التركية الحكومية امس الاثنين انه لا يُنتظر تحميل اي ناقلة بالنفط العراقي من ميناء جيهان التركي على البحر المتوسط قبل العاشر من كانون الثاني بموجب برنامج النفط مقابل الغذاء الذي تُشرف عليه الاممالمتحدة. وقال مسؤول في الشركة "آخر عملية تحميل للنفط العراقي من جيهان تمت في 30 كانون الاول ديسمبر وحتى العاشر من كانون الثاني على الاقل لا نتوقع تصدير اي شحنات". وأضاف "لم يتم ضخ اي كميات من النفط العراقي من حقول كركوك الى مرفأ جيهان منذ 30 كانون الاول لان الصهاريج امتلأت". وذكر مسؤولو الأممالمتحدة انه قد تصدر قائمة بالناقلات التي سيتم تحميلها بعد العاشر من كانون الثاني لكن هذا ليس مؤكداً. وجاء في مسح لسوق النفط أجرته "رويترز" ان انتاج "اوبك" انخفض بشدة في كانون الاول مع توقف امدادات النفط العراقية وتراجع الصادرات السعودية. وأشار المسح الى ان انتاج دول "أوبك""في كانون الاول بلغ 27.67 مليون برميل يومياً بانخفاض 1.76 مليون برميل عن الرقم المعدل في تشرين الثاني نوفمبر وهو 29.43 مليون برميل يومياً بما فيه الانتاج العراقي. وهذا هو اقل مستوى انتاج لأوبك منذ آذار مارس.