تبدو الايام الاولى من كانون الثاني يناير المقبل حاسمة لمستقبل اسعار النفط وموازنات دول "اوبك" التي تعتمد على النفط مصدراً اساسياً للدخل. ومع تراجع سعر "نفوط اوبك" بنسبة 30 في المئة في الاسابيع الثلاثة الاخيرة ما كبد المنظمة نحو 1680 مليون دولار اعلن رئيس "اوبك" الحالي الامين العام المقبل علي رودريغيز ان المنظمة لن تنتظر اجتماع 17 الشهر المقبل لخفض الانتاج 500 الف برميل يومياً اذا استمر تراجع سعر "سلة اوبك" 10 ايام تسويقية ما يعني ان قرار الخفض قد يُتخذ في الثاني عشر من كانون الثاني، اي قبل خمسة ايام من الاجتماع الوزاري. ويحاول بعض وزراء "اوبك" اقناع المترددين باعتماد الخفض مباشرة "كي لا تتكرر ازمة 1998 عندما انخفض سعر البرميل الى اقل من 10 دولارات". لندن، كاراكاس "الحياة" - رويترز - قال رئيس منظمة الدول المصدرة للنفط اوبك وزير النفط الفنزويلي علي رودريغيز ان المنظمة ستخفض الانتاج بكمية 500 الف برميل يومياً اذا ظل سعر تصدير نفط المنظمة اقل من 22 دولاراً للبرميل لمدة عشرة ايام تسويقية. واضاف: "ان اوبك لن تنتظر حتى اجتماع 17 كانون الثاني يناير لاتخاذ القرار لكنها قد تتخذ قراراً بمزيد من الخفض في الامدادات اذا ظلت الاسعار دون نطاقها السعري المستهدف الذي يراوح بين 22 و28 دولاراً للبرميل بعد اجراء الخفض الاول". وقال رودريغيز للصحافيين، عقب اجتماع في شأن الموازنة، "سننتظر الايام العشرة المحددة في اتفاقنا وعندما تنتهي سيكون هناك خفض آخر بمقدار 500 الف برميل يومياً اذا ظل السعر دون 22 دولاراً". وتابع: "اذا استمر الوضع كما هو وستكون هناك خفوضات اضافية او تكميلية لكن اوبك ستجتمع في 17 كانون الثاني لتحليل الوضع واتخاذ القرار المناسب". وانخفض سعر "سلة اوبك" خلال شهر بنسبة 30 في المئة الى 21.64 دولار للبرميل الخميس مع تراجع المخاوف من حدوث نقص في زيت التدفئة في الولاياتالمتحدة هذا الشتاء. وتوقع محللو الصناعة تجاوز العرض للطلب في الاشهر القليلة المقبلة ما قد يؤدي الى انهيار آخر في الاسعار مطلع السنة المقبلة مع تزايد المخزون وتراجع الطلب. وحضت ايران والكويت واندونيسيا وليبيا على الاتفاق على خفض الانتاج بواقع مليون برميل يومياً في الاجتماع الوزاري للمنظمة الشهر المقبل. وكانت اسعار العقود الاجلة للنفط الخام ارتفعت في نهاية التعامل في بورصة نيويورك التجارية "نايمكس" الجمعة في فورة من عمليات الشراء لتغطية مراكز البيع قبل عطلة نهاية اسبوع طويلة تتضمن عيد الميلاد وسط احتمال فرض "اوبك" قيوداً على انتاجها. وفي نهاية التعامل في "نايمكس" بلغ سعر عقود شباط فبراير للخام الاميركي الخفيف 26.25 دولار مرتفعاً 27 سنتاً. واستعاد النفط الخام في عقود اقرب استحقاق نحو 50 سنتاً بعدما فقد 2.19 دولار الاربعاء في خسارة تعزى الى زيادة كبيرة في مخزونات النفط الخام الاميركية. ويجتمع وزراء "أوبك" في فيينا في 17 كانون الثاني وقال بعض الوزراء انه يفضل البحث في خفض الانتاج بما لايقل عن مليون برميل يوميا. وتريد "اوبك" تجنب تكرار الانهيار الذي مُنيت به الاسعار عام 1998 حين هوت اسعار النفط الى ما دون العشرة دولارات للبرميل وذلك عندما يتراجع الطلب الشتوي بعد الربع الاول من السنة المقبلة.