هبت رياح الشتاء في موعدها على موسم الكرة السعودية وتطايرت معها رؤوس المدربين الذين حمَّلوا حقائبهم بآلاف الدولارات ورحلوا الى رجعة قريبة وعقود جديدة في الموسم المقبل. وذهبت الرياح الموسمية برؤوس خمسة من مدربي الأندية، التي وجدت في رحيلهم درعاً من حديد باستطاعته صد رماح المنتقدين وكسرها قبل ان تصيب المسؤولين عنها. وبات شتاء الكرة السعودية يكتسب سمعة وصلت الى أصحاب القبعات في أوروبا وأميركا الجنوبية، ما جعلهم يحتمون عبر إجراء فرض شرط جزائي لدى إلغاء العقد بمئات الألوف من الدولارات. خصوصاً انهم يدركون عبر تجربتهم السابقة عدم اكتراث بدفع المال الطائلة من أجل طرد المدرب باعتباره مسؤولاً أمام الجماهير عن نتائج الفريق السيئة. وشهدت الملاعب السعودية قبل نحو أسبوعين سقوط الضحية الأخيرة في الموسم الحالي، وهو المحنك البلجيكي ديمتري دافيدوفيتش مدرب الاتحاد بعدما قاده خلال موسمين الى احراز سبعة ألقاب. وجاء سقوطه نذير شؤم لباقي المدربين الذين باتوا ينتظرون المصير نفسه بعدما تأكدوا عدم وجود مدرب فهما علا شأنه في مأمن من الإقالة". وعلى رغم ان الأندية التي تعاني تراجعاً في نتائجها لم تعلن رغبتها في تغيير مدربيها، الا ان مصير مدربي النصر والقادسية والنجمة وسدوس بات مشرعاً على كل الاحتمالات عقب تردي نتائج الفرق الأربعة في المراحل الأخيرة من البطولة. ويبدو ان ارثر جورج مدرب النصر البرتغالي والتونسي علي السليمي مدرب النجمة هما الأقرب الى اللحاق بركب الراحلين. بعدما فشل النصر في تحقيق نتائج جيدة منذ بداية الموسم على رغم وجود لاعبين مهمين في صفوفه. وكانت حملة الإقالات شملت الأرجنتيني انخل لوبيز الذي أقيل من تدريب الأهلي قبل ان ينهي شهره الثالث معه وتلاه البرازيلي باولو كامبوس. ولم يصمد مدرب النجمة خالد بن يحيى طويلاً أمام رغبة المسؤولين في النادي وانضم الى قائمة المغادرين، ثم السعودي بندر الجعيثن الذي ترك مكانه في تدريب الرياض للبرازيلي خوسيه فيلا. ولفت بقاء مدرب الهلال الروماني بالاتشي متفرجاً على عاصفة سقوط المدربين ورحيلهم على رغم انه رشح للإقالة قبل أول مباراة رسمية بعدما اعترض الهلاليون على تعاقد ادارة ناديهم معه على حساب مواطنه يوردانيسكو الذي قاد الهلال في الموسم الماضي الى احراز أربعة ألقاب. ونجح بالاتشي موقتاً في تفادي المصير الأسود، ولم يترك أي مجال للنيل منه، وقاد فريقه الى الفوز كما لعب بالبطولة العربية للأندية أهله الى كأس العالم للأندية. كما لعب الهلال بإشرافه 25 مباراة خسر في واحدة فقط، لكنه اجبر أخيراً على الرحيل، والتوقيع لفريق جامعة كرايوفا، علماً ان عضو الفريق فهد المصيبح يؤكد على ان المدرب طلب مهلة عشرة ايام للتفكير بالعودة من جديد أو البقاء في بلاده. وتذهب الشائعات الى ان رحيل بالاتشي جاء بعد اتفاق تم بينه وبين ادارة الهلال حول عدم تغريمه بدفع الشرط الجزائي. وبين تأكيد ادارة الهلال بعودة بالاتشي صائد البطولات وإصرار الاعلام السعودي على عدم عودته يبقى السؤال الكبير هل يرحل بالاتشي مجبراً أم يظل ويعمل وسط العواصف العاتية؟