انتقدت اوساط عسكرية في اسرائيل بشدة تصريحات رئيس الحكومة ايهود باراك حول خطر نشوب حرب شاملة في المنطقة. وقالت هذه الاوساط ان من شأن الانشغال بمثل هذه التصريحات او يؤدي الى تصعيد عسكري حقاً "ومن استمع الى باراك ظن ان السوريين على الجدار الحدودي وان اسرائيل حقاً على عتبة حرب. ولو كان الوضع خطراً الى هذه الدرجة لقمنا بتجنيد الاحتياط" على حد تعبير هذه الاوساط. وحاول باراك في وقت لاحق التخفيف من صدى اقواله حين قال للتلفزيون الاسرائيلي انه قصد "ان هناك تحذيراً استراتيجياً من احتمال نشوب حرب شاملة"وأفادت صحيفة "معاريف" في عنوانها الرئيسي امس، نقلاً عن مصادر رفيعة المستوى ان "كباراً في السلطة الفلسطينية يغذّون الارهاب اصبحوا هدفاً للتصفية على ايدي الاسرائيليين". من ناحيته اعتبر المعلّق العسكري في صحيفة "يديعوت احرونوت" رون بن ييشاي تصريحات باراك بأنها "تطويق من اليمين لأرييل شارون وياسر عرفات معاً. فقد أراد باراك، من خلال خطواته التي اعلن عنها الظهور كرجل صارم: هذا الذي يريد بكل قواه تحقيق السلام لا يتردد في اطلاق النار بعد استنفاد امكانات التفاوض هكذا يمكن ان يحسّن وضعه في الاستطلاعات في اوساط ناخبي اليمين والوسط وربما ايضاً يخيف عرفات قبل لقائه كلينتون. ولا يمكن نفي امكانية ان تكون هذه الخطوات التصريحات تمت بتنسيق مع الرئيس الاميركي للضغط على عرفات واقناعه بأن يقول نعم لمقترحات كلينتون". واول من امس تلقى باراك ضربة اخرى حين اعلن رئيس الدولة السابق عيزر وايزمان انه سيصوّت لصالح مرشح ليكود واليمين ارييل شارون لأن "الدولة بحاجة الى من يفرض النظام فيها". وفاجأ وايزمان بقراره هذا الاوساط السياسية والحزبية وهو الذي ترك ليكود، في اوائل الثمانينات وأقام حزباً جديداً ثم انضم لحزب "العمل" الذي أوصله الى كرسي رئاسة الدولة. في المقابل اعلن الوزير شمعون بيريز والنائب عوزي برعام تأييدهما غير المشروط لباراك لأن "الخيار الآن هو بين مواصلة عملية السلام ودفع ثمن باهظ وبين وَهْم السلام القائم على صنع السلام من دون عرب" على حد وصف بيريز الذي اضاف ان باراك "قطع شوطاً طويلاً وجريئاً نحو انجاز تسوية سلمية".