} لم يصدر في الرباط أي رد فعل رسمي إزاء التهديدات المتكررة لجبهة "بوليساريو" بخرق وقف النار من خلال تنفيذ هجمات في المحافظات الصحراوية الواقعة تحت نفوذ المغرب خلال مرور رالي باريس - داكار فيها خلال أيام. لكن مراقبين سجلوا تزايد حدة "التوتر الاعلامي" بين المغرب والجزائر. اعتبرت مصادر مغربية شبه رسمية دخول "وكالة الانباء الجزائرية" على خط المواجهة، بتوجيهها انتقادات الى سجلّ المغرب خلال السنة 2000، دليلاً على إمكان انتهاء فترة الهدوء التي شابت العلاقات بين البلدين في الفترة الماضية. وبررت رأيها هذا بالقول ان الوكالة مؤسسة تعكس مواقف المرجعية الرسمية في الجزائر. ورأت في انتقادها أداء العاهل المغربي الملك محمد السادس عند تقويم احداث العام الماضي "تطاولاً لا مبرر له". وقال مراقبون، من جهتهم، ان تورط اطراف جزائرية - خلال مرحلة التوتر بين البلدين في السبعينات والثمانينات - في محاولات اضعاف المغرب واطاحة نظام الملك الراحل الحسن الثاني "أمر لا يمكن اخفاؤه". وأكدوا ان متابعة وكالة الانباء الجزائرية أوضاع الصحافة في المغرب، إثر قرار منع اسبوعيات "لوجورنال" و"الصحيفة" و"دومان"، "لا يراد لذاته، بل لأمر آخر"، في إشارة الى نوعية العلاقة التي كانت تربط اوساطاً من المعارضة المغربية مع جبهة التحرير الجزائرية في فترة التوتر التي شابت علاقة حكم الملك الحسن الثاني مع الجزائريين. ومنع المغرب الأسبوعيات الثلاث بعد نشرها مزاعم عن تورط اليسار المغربي في مؤامرة لإطاحة حكم الحسن الثاني سنة 1972. لكن رئيس الحكومة السيد عبدالرحمن اليوسفي قال ان المنع ليس سببه نشر تلك المزاعم بل استمرار الاسبوعيات في التطاول على المؤسسة الملكية والجيش المغربي. ومعروف ان إذاعة الجزائر كانت تبث في السبعينات بيانات يقرأها معارضون مغاربة تحض الجيش والشعب على التمرد على النظام المغربي. وقال متابعون لتلك الفترة ان الهجوم الذي تعرضت له منطقة مولاي بوعزة، في شمال وسط المغرب عام 1973، انطلق من الجزائر وجاء على خلفية فشل المحاولة الانقلابية التي قادها الجنرال محمد اوفقير في 1972. ويُبدي مراقبون في الرباط مخاوف من أهداف التصعيد الاعلامي بين المغرب والجزائر. وقالوا ان "أطرافاً متشددة عسكرية ومدنية جزائرية قد تكون وراءه". ونسبت وسائل إعلام جزائرية ليبرتي ووكالات أنباء عالمية أسوشيتد برس الى وزير الداخلية الجزائري السيد يزيد زرهوني قوله في لقاء في غرب الجزائر قبل أيام، ان المغرب وراء اشاعة انباء عن تعرّض الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة لمحاولة اغتيال. لكن المصادر المغربية لم ترد على اتهامه خصوصاً ان وسائل الإعلام الجزائرية الرسمية تجاهلته. وكان مقرراً ان يُعقد لقاء للخبراء الجزائريين والمغاربة خلال أيام في الجزائر بناء على اتفاق تم في هذا الشأن على هامش زيارة قام بها أخيراً الوزير زرهوني للرباط واجتماعه مع نظيره المغربي السيد أحمد الميداوي. في غضون ذلك، ابدى ديبلوماسيون شكوكاً بامكان تنفيذ "بوليساريو" هجمات ضد المشاركين في سباق باريس - داكار. وقالوا ان الهجوم سيُعتبر موجهاً ضد المصالح الغربية خصوصاً فرنسا، وهو موقف لا يمكن ان تقبله الجزائر. وقالوا أيضاً ان الهجوم مُستبعد في المناطق التي يسيطر عليها المغرب في المحافظات الصحراوية كونها مسيجة بجدار امني، إضافة الى ان إطلاق "بوليساريو" النار على المشاركين في السباق يعني تخليها عن التزام وقف اطلاق النار الذي رعته الاممالمتحدة في 1991. وتظاهر أمس نحو 50 من مؤيدي "بوليساريو" خلال عبور المتسابقين منطقة الميريا في اسبانيا متوجهين الى المغرب.