} جددت ايران أمس رفضها موقف دول مجلس التعاون الخليجي الداعم سيادة الامارات على الجزر الثلاث. فيما يزور أمير دولة البحرين غداً أبوظبي لاطلاع رئيسها الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان على نتائج القمة الخليجية التي عقدت في المنامة بين 30 و31 كانون الأول ديسمبر الماضي، ويطلعه على التحرك الذي تنوي البحرين مباشرته عربياً ودولياً لشرح الموقف الخليجي من قضية الجزر. أعلن الناطق باسم الخارجية الايرانية حميد رضا آصفي ان طهران "تستهجن ما ورد في البيان الختامي لقمة مجلس التعاون الخليجي في شأن الجزر الثلاث"، وأضاف: "ان هذه الجزر ايرانية والى الأبد". ووصف آصفي لهجة البيان الختامي للقمة بأنها "لا تتسم بالواقعية وتفتقر الى روح التعاون". وقطعت ايران مبدئياً الطريق أمام تدخل طرف ثالث، بعدما رفضت التعاون مع اللجنة الثلاثية التي كانت انبثقت عن دول مجلس التعاون، وما زالت الخارجية الايرانية تصر على حل الخلاف ثنائياً مع الامارات. وبرر آصفي رفض التعاون مع اللجنة بأن "ايران كانت تتردد منذ البداية ازاء مهمة اللجنة ومقدرتها على التقريب بين موقفي ايرانوالامارات، على رغم ان الملاحظات على الأوضاع الداخلية لبعض الدول الأعضاء، كانت محط اهتمام ايران". وقال آصفي ان اللجنة "تم تشكيلها من دون استشارة ايران وعلى أساس آلية وقرار داخليين لدول مجلس التعاون، ومن جانب واحد وأثارت شكوكنا لاتخاذها مواقف منحازة". وذكر ان ايران "مستعدة لمواصلة المباحثات الثنائية المباشرة مع دولة الامارات العربية المتحدة على أساس مذكرة التفاهم لعام 1971 ورسالة رئيس دولة الامارات الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان في نيسان ابريل 1992 من دون شروط مسبقة". وأضاف آصفي في مؤتمر صحافي عقده أمس "ان دعوة وزير الخارجية الايراني الى نظيره الاماراتي لزيارة ايران ما زالت قائمة". وحاول وزير الداخلية الايراني عبدالواحد موسوي لاري التخفيف من حدة الخلاف مع الامارات على أساس "انه ليس الخلاف الحدودي الوحيد في المنطقة". وقال: "ان هذه المسألة بين جارين يمكن حلها عبر التفاوض والحوار". لكن لاري الذي كان يتحدث أمام الصحافيين في طهران كرر موقف بلاده المعلن وأضاف "ان ايران لن تتراجع عن شبر واحد من أرضها ومنها الجزر الثلاث". واتهم لاري واشنطن بالوقوف وراء إذكاء هذا الخلاف، ودعا "الى عدم الإصغاء الى ما يريده الأجانب الذين جاؤوا الى المنطقة من وراء البحار، ولا يريدون خيراً لها بل يعملون على تحقيق مصالحهم". ويصل غداً الى أبوظبي الشيخ حمد بن عيسى آل خليفة أمير دولة البحرين ويلتقي رئيسها الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان ويبحث معه في نتائج القمة الخليجية. وسيطلع الشيخ عيسى بصفته رئيس القمة الشيخ زايد على مجمل القضايا التي ناقشتها القمة والقرارات التي تم اتخاذها، خصوصاً ما يتعلق منها بقضية الجزر الاماراتية، وتأييد موقف الامارات لاستعادة سيادتها الكاملة عليها. وكلفت قمة المنامة المجلس الوزاري النظر في جميع الوسائل السلمية المتاحة التي تؤدي الى اعادة الحقوق المشروعة لدولة الامارات في جزرها الثلاث، ووضع استراتيجية سلمية مفصلة لكيفية التعامل مع ايران بهدف انهاء احتلالها الجزر. وذكرت مصادر مطلعة ل"الحياة" ان الشيخ حمد سيعرض مع الشيخ زايد وكبار المسؤولين الاماراتيين خطة التحرك التي ستطلع بها البحرين بصفتها رئيسة القمة الخليجية لشرح الموقف الخليجي الموحد من قضية الجزر. وذكرت مصادر خليجية ان البحرين ستطلع المحافل الدولية على الموقف الخليجي وتبلغ ايران استياء دول مجلس التعاون وقلقها من عدم تجاوبها مع المساعي السلمية لحل قضية الجزر من خلال الحوار المباشر أو الموافقة على احالتها الى محكمة العدل الدولية. وأضافت المصادر ان رسالة دول المجلس الى ايران تؤكد حرصها على اقامة علاقات طبيعية بين الجانبين بما يخدم المصالح المشتركة مع التأكيد على أن هذه المصالح لن تتحقق من دون حل قضية جزر الاماراتالمحتلة. وستطالب دول المجلس ايران باتخاذ خطوات عملية لحل هذه القضية. وأكدت المصادر ان دول المجلس ستخاطب بنهج عقلاني وعملي وهادئ ومتجانس مختلف دول العالم والمنظمات الاقليمية والعربية والدولية لشرح أبعاد موقف ايران في المرحلة السابقة وتعاملها السلبي مع اللجنة الثلاثية.