اعلنت ايران انها ترحب باجراء محادثات مباشرة مع الإمارات في شأن الخلاف على قضية الجزر، لكنها أوضحت أنها تريد محادثات "من دون شروط مسبقة" وهو ما ترفضه دولة الامارات وتعتبره مضيعة للوقت. وجاء "الترحيب" الايراني على لسان حامد رضا آصفي الناطق باسم الخارجية الايرانية، الذي كان يعلق أمس على تصريحات للشيخ حمدان بن زايد آل نهيان وزير الدولة الاماراتي للشؤون الخارجية نشرتها صحف الامارات، وأعلن فيها استعداده لزيارة طهران "اذا وُجد لها الزيارة أساس ووضع لها جدول أعمال". وتابع آصفي ان الدعوة التي وجهها وزير الخارجية الايراني الى الوزير الاماراتي لزيارة طهران ما زالت قائمة. وكانت الزيارة مقررة عام 1995 لكن الشيخ حمدان لم يقم بها بسبب عدم استعداد ايران لمناقشة موضوع الجزر الاماراتية الثلاث التي تحتلها، طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى. وقال الشيخ حمدان ان دولة الامارات اعطت ايران منذ العام 1979 أكثر من فرصة من دون أن تتحقق أية خطوة ايجابية، بل ان طهران بدأت في ذلك العام تغيير الوضع في جزيرة أبو موسى. وتراهن الامارات على جهود اللجنة الثلاثية التي شكلها مجلس التعاون لدول الخليج العربية في الثالث من تموز يوليو الجاري لوضع آلية لبدء مفاوضات جدية مع ايران لحل النزاع حول الجزر سلمياً. وعقدت اللجنة التي تضم السعودية وسلطنة عمان وقطر أول اجتماع لها في العاشر من الشهر الجاري في جدة، ووضعت آلية لتحركها. وقال الشيخ حمدان بن زايد اننا نتوقع من اللجنة الثلاثية الوصول بقضية الاحتلال الايراني لجزر الامارات الى نتائجها المنطقية وهي الشروع في مفاوضات "جادة وصريحة ووفق جدول زمني محدد بعدة شهور بيننا وبين ايران للتوصل الى حل ينهي احتلال ايران لجزرنا الثلاث بما في ذلك الاحالة الى محكمة العدل الدولية أو التحكيم". وأضاف ان ايران تقابل الموقف الجماعي الايجابي الذي اتخذه مجلس التعاون بتشكيل هذه اللجنة بعدم التجاوب "ان لم نقل بالرفض" في حل هذه القضية وفي اقامة علاقات حسن جوار وتعاون مع دول المجلس. وأعرب الشيخ حمدان عن أمله ان تشهد الأيام المقبلة تغييراً في هذا الموقف، وقال: "نحن في الانتظار". وأكد حرص دولة الامارات ودول مجلس التعاون على أن تكون العلاقات مع ايران جيدة وأن تقوم على مبادئ حسن الجوار والمصالح المشتركة. وأعرب وزير الدولة للشؤون الخارجية الاماراتي عن أمله بأن يتم التوصل الى حل لقضية الجزر قبل انعقاد القمة الاسلامية في الدوحة العام المقبل، مشيراً الى ان دولة الامارات ستعرض هذه القضية على القمة المقبلة اذا لم يحصل أي تقدم في مساعي اللجنة الثلاثية. واعتبر الشيخ حمدان بن زايد تشكيل اللجنة الوزارية الثلاثية نقلة نوعية لابقاء القضية الاماراتية حية في المحافل السياسية الخليجية، معرباً عن تفاؤله وتمنياته للجنة بالتوفيق. وأكد ان العنصر الحاسم في هذه القضية هو "تجاوب الجانب الايراني مع مساعي اللجنة" وتحويل التصورات والآليات التي تتوصل اليها الى ممارسات. ورفض الشيخ حمدان بن زايد وجهة النظر الايرانية التي تعتبر قضية الجزر المحتلة مجرد "سوء فهم"، ووصفها بأنها تهميش للاحتلال. وقال: "اننا نريد انهاء الاحتلال ولا نقبل بتجزئة حقوقنا الوطنية". وطالب ايران ان تلتزم بمذكرة التفاهم الموقعة بين البلدين.