وصلت التقديرات في شأن عدد ضحايا الزلزال الذي ضرب الهند الاسبوع الماضي، الى30 ألف قتيل، فيما سادت مخاوف من تفشي الأوبئة نظراً الى العدد الهائل من الجثث التي ما زالت مدفونة تحت الانقاض، فيما استمر انتشال اناس احياء من تحت الانقاض. وسارعت دول العالم وبينها باكستان، الى مد يد المساعدة الى الهند. نيودلهي، بهوج الهند - رويترز، أ ف ب - عملت فرق الانقاذ طيلة الليل لازالة جبال من الحطام في بلدة بهوج، اكثر البلدات تأثراً بالزلزال الذي ضرب الهند يوم الجمعة الماضي. وحذر مسؤولون امس، من احتمال تفشي الاوبئة اذا لم تستخرج الجثث المحاصرة تحت الانقاض بسرعة. وقال مسؤول في الجيش: "لأن الاحوال الجوية باردة فإن الجثث لم تتحلل، ولكن اذا لم تستخرج بسرعة فهناك خطر في تفشي الامراض". ومن الممكن ان ترتفع درجة الحرارة في المنطقة الى 30 درجة مئوية خلال النهار، وتنخفض بحدة اثناء الليل الى عشر درجات تحت الصفر. وتقع بهوج على بعد نحو 20 كيلومتراً من مركز الزلزال الذي احدث دماراً بولاية غوجارات الغربية. وما زالت آلاف الجثث محاصرة تحت اكوام من الصلب الملتوي والقطع الخرسانية، بعد أسوأ زلزال يهز الهند منذ نحو نصف قرن. واشعل السكان نيران تجمعوا حولها للتدفئة وسط معاناتهم من نقص الغذاء والمياه والبطاطين وهم يمضون ليلتهم في العراء خوفاً من الهزات الارتدادية. واقيمت اكشاك لتقديم الشاي لمساعدة الناس على تدفئة انفسهم. ونجح عمال الانقاذ التابعين للجيش امس، في انتشال عدد من الاحياء بينهم سيدة تدعى كوسوم سوني تمكنت من البقاء على قيد الحياة 60 ساعة تحت الانقاض. كما انتشلوا رجلاً في الخمسين من عمره وطالباً جامعياً على قيد الحياة وعدداً آخر غير محدد من الناجين، بينهم طفلة في الثالث من عمرها، عثر عليها تحت انقاض مدرسة في مدينة احمد آباد وكانت تتلو القرآن وهي شبه غائبة عن الوعي. هزات ارتدادية وساد الذعر بين السكان لفترة قصيرة امس، عندما وقعت هزات ارتدادية لما يراوح بين عشرة و12 ثانية. وهرع الناس خارج المآوي الموقتة وابتعدوا عن المباني المدمرة كما ان العمارات السكنية التي لم تنهار ما زالت خالية من سكانها. وشعرت غوجارات بنحو 200 هزة ارتدادية، مما ابطأ جهود الاغاثة. وظلت الكهرباء مقطوعة. وتمكنت شرطة بهوج من إعادة موجة لاسلكي واحدة فقط الى العمل حتى تتمكن من الاتصال بالعالم الخارجي ولتنسيق جهود الاغاثة. واخرج رجال الشرطة مكاتبهم ومقاعدهم من مراكز الشرطة الى الشوارع. وقال سكان البلدة ان الجيش طلب المزيد من الجرافات والرافعات والشاحنات للمساعدة في اعمال الاغاثة. ونشطت قاعدة سلاح الجو في بهوج اثناء الليل، في وقت هبطت الطائرات التي تحمل فرقاً طبية وامدادات من شتى انحاء البلاد. وتوجهت فرق ايضاً من سلاح البحرية وخفر السواحل جواً الى بهوج امس، مع فرق اغاثة واطباء حملت معها اغذية وامدادات وبطاطين. وأرسل سلاح البحرية اربع سفن الى ميناء كاندلا القريب الذي دمره الزلزال لتوزيع اكثر من 300 طن من الامدادات. 30 ألف قتيل ونشرت صحيفة "بايونير" المحلية امس، ان 30 ألف شخص قتلوا في مقاطعة كوتش بولاية غوجارات والتي تضم منطقة بهوج. وأضافت ان رائحة الجثث المحترقة ما زالت تفوح في الهواء بعدما احرقها اقارب الضحايا في طقوس جنائزية اجريت في الشوارع. قالت صحيفة "هندوستان تايمز" ان عدد القتلى بلغ "15 ألفاً وما زال يرتفع"، بينما اشارت صحيفة "ذي تايمز اوف انديا" الى ان العدد قد يصل الى 20 ألف قتيل، الامر الذي اكده وزير الدفاع جورج فرنانديز، من دون ان يستبعد ارتفاع العدد. ودمر الزلزال الذي بلغت قوته 9،7 درجة على مقياس ريختر، مبان في ولاية غوجارات الغربية. وشعرت به اجزاء عدة في الهندوباكستان ونيبال. مساعدات خارجية وأمر خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز بتجهيز طائرتين بالمواد الاغاثية وارسالهما الى الهند لمساعدة منكوبي الزلزال. وكان الملك فهد وولي العهد الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ارسلا الى الرئيس الهندي برقيتي تعزية بضحايا الزلزال. وتعهدت دول عدة بتقديم مساعدات لضحايا الزلزال. وامتنعت وزارة الخارجية الهندية امس، عن التعليق في شكل محدد عما اذا كانت نيودلهي ستقبل معونات من إسلام آباد خصمها التقليدي، غير ان الناطق باسمها قال ان السياسة المعمول بها هي قبول كل عروض المساعدة. وقال الناطق ان الهند تقبل "بكل تقدير وعرفان" كل عروض المعونة للاغاثة من آثار الزلزال. وعندما سئل عما اذا كان عرض باكستان سيقبل، أجاب: "لا اعرف لماذا تخصون بالذكر اي دولة بعينها. نحن نعطي الاولوية لاسعاف الضحايا ومساعدتهم، وقد عرض عدد كبير من الدول تقديم مساعدات، وسياستنا العامة هي قبول عروض المساعدة الانسانية". واسفر الزلزال عن 15 قتيلاً ايضاً في باكستان المجاورة حيث انحى الحاكم العسكري الباكستاني الجنرال برويز مشرف الخلافات جانباً وبعث برسالة الى رئيس الوزراء الهندي اتال بيهاري فاجبايي اعرب فيها عن تعاطفه وتعازيه. وقال بول نيلسون المفوض الاوروبي للتنمية والمساعدات الانسانية الذي تعهد بتقديم ما يوازي 8،2 مليون دولار لضحايا الزلزال: "انها مأساة، نحن مستعدون لتقديم اي مساعدة لتخفيف المعاناة". وبدأت تصل امس، فرق اغاثة وكلاب بوليسية ومساعدات مالية من بريطانيا وألمانيا وكندا وايطالياوالأممالمتحدة وتركيا. وقال الرئيس الاميركي جورج بوش في بيان يوم الجمعة: "الزلازل لا تعرف حدوداً سياسية، اننا مستعدون لتقديم اي مساعدة لازمة تطلبها الحكومات". وقدم الامين العام للأمم المتحدة كوفي أنان تعازيه لعائلات الضحايا ولحكومتي البلدين. وقال الناطق باسمه فريد ايكهارد ان الاممالمتحدة "مستعدة لمساندة جهود الاغاثة بأي طريقة تراها الحكومة الهندية مناسبة". وتعهدت بريطانيا التي يوجد بها عدد كبير من المهاجرين من ولاية غوجارات، تقديم ما يوازي 4،44 مليون دولار وارسال فريق اغاثة وبحث قوامه 69 فرداً. وعرضت استراليا نحو 542 ألف دولار وفريق يضم خبراء في ادارة الكوارث لمساندة فريق الأممالمتحدة، بينما تعهدت ماليزيا تقديم ما يساوي 100 ألف دولار. وتعهدت المانيا تقديم ما يعادل 945 ألف دولار وخبراء فنيين وستة كلاب بوليسية. وقالت ايطاليا انها ستقدم ما يساوي 4،2 مليون دولار. وقال الرئيس الفرنسي جاك شيراك في رسالة الى الرئيس الهندي كوتشيريل رامان نارايانان ان "فرنسا مستعدة اذا رأيتم ذلك مناسباً، ان تقف مع الهند في مساعدة المتأثرين بهذه الكارثة". وقال الاغا خان الزعيم الروحي للطائفة الاسماعيلية، انه سيتبرع لجهود الاغاثة بمبلغ 500 ألف دولار. واوضح مسؤول اغاثة ان الصليب الاحمر وجه نداءً للعالم لتقديم مساعدات حجمها 2،1 مليون دولار لتوفير مساعدات طبية. ومن المرجح ان يرسل الصليب الاحمر اثنين من المستشفيات الميدانية.