نيودلهي - أ ف ب، أ ب، رويترز - خيمت أجواء كئيبة فوق رؤوس الناجين الذين زاغت أبصارهم وهم يتخبطون على غير هدى حاملين الجرحى على عربات، ويتطلعون الى أي مساعدة طبية على طول الطرق المتربة المشققة التي خرجت بهم من بؤرة الموت حيث مركز أسوأ زلزال يضرب الهند منذ نصف قرن. وسويت المبانى بالارض او تضررت بشدة خلال الزلزال الذي ترك دماراً شاسعاً على طول ولاية غوجرات في غرب البلاد، وتسبب في مقتل أكثر من 15 ألف شخص و40 ألف جريح. وقال داود اسماعيل سيدهي "لم يبق شيء بين السماء والارض... تهدم كل شيء". وقتل ابنا شقيقته في الزلزال الذي حول بلدته باتشتشاو على بعد 80 كيلومتراً تقريباً شرق مدينة بهوج قرب مركز الزلزال الى كارثة لا يتخيلها عقل. وقال: "لا كهرباء ولم يات احد لمساعدتنا". وعلى مقربة منه كانت شقيقته خديجة بانو تجاهد حزنا مكتوما وهي تذرع المكان ذهابا وايابا انتظارا لظهور من يساعد في دفن ولديها. وبدأت عمليات الانقاذ سريعا في مدن كبرى مثل احمد اباد وهي العاصمة التجارية للولاية. ووصلت طائرات حاملة امدادات اغاثة الى بهوج وهي البلدة الاكثر تضرراً بالزلزال الذي قالت ادارة المسح الجيولوجي الاميركية ان قوته بلغت 9.7 درجات. لكن تدفق المساعدات كان بطيئا على البلدات النائية في منطقة كوتش قرب الحدود مع باكستان كما لم تصل فرق الانقاذ الحكومية بعد الى قرى نائية مثل باتشتشاو. ووقف الناجون وسط حطام منازلهم وقد تناثرت حولهم الاواني والقدور. واستلقى الجرحى على أسرة موقتة انتظارا لوصول المساعدات الطبية أما جثث القتلى فلا تزال في مكانها. وتصاعدت بعض اعمدة الدخان في السماء مع بدء الناجين الذين يخشون تفشي الامراض في حرق عشرات الجثث. ولم يبق منزل سليم في قرية سيكرا على بعد 60 كيلومتراً شرق بهوج فقد سويت كل المنازل بالارض او تصدعت. وأمضى جمال بيسا 20 عاماً الذي أصيب بكسر في الفخذ وجروح في الرأس الليل في العراء يتأوه من الالم. وفي مكان اخر ترقد جانجا براجي باتيل وقد اصيبت بجروح بالغة في الرأس. وخرجت باتيل مسرعة من منزلها مع طفلتها 4 سنوات عندما بدأت الهزة الارضية لكنهما اصيبتا بانقاض متساقطة قبل ان تسقطا معا في بئر.