اقتربت حصيلة القتلى في المد البحري الهائل الذي خلفه الزلزال العنيف قبالة شواطئ اندونيسيا الأحد من ال (70000) قتيل اضافة إلى فقدان عشرات الالاف من الأشخاص في ثماني دول في جنوب وجنوب شرق آسيا وفق أرقام مؤقتة. ونقلت وكالة فرانس برس عن مصدر في وزارة الخارجية بالرياض انه لم يبلغ حتى الآن عن ضحايا سعوديين في كارثة المد البحري. مفقودان بحرينيان من ناحية أخرى، أعلن مسؤول بحريني أمس الاربعاء لوكالة فرانس برس ان بحرينيين اثنين كانا ضمن مجموعة من 23 بحرينيا في تايلاند «انقطعت اخبارهما» اثر حدوث الكارثة الطبيعية الاسيوية الاحد مؤكدا عدم ورود انباء عن «وفيات او اصابات الى حد الان» بين البحرينيين في المنطقة المنكوبة. واوضح يوسف احمد مدير الشؤون القنصلية بوزارة الخارجية البحرينية ان «23 بحرينيا كانوا موجودين في تايلاند نصفهم اذا لم يكن اغلبهم وصلوا الى البحرين منذ ليلتين». واضاف «بقي اثنان دون اخبار ولا يزال التحري جاريا عنهما». واشار الى ان «الباقين اغلبهم لا يزالون في بانكوك وهم بخير» مؤكدا انه «ليست هناك اي اصابات او وفيات الى حد الآن». وكان وكيل وزارة الخارجية الكويتية خالد الجار الله اكد ايضا عدم ورود تقارير عن اصابة احد من الكويتيين بأذى. من جهة اخرى اكدت سفارة الامارات في بانكوك عدم وجود اي اصابات بين الاماراتيين اثر الكارثة الطبيعية الاسيوية. وقال يوسف كالا نائب الرئيس الاندونيسي امس الاربعاء أن عدد قتلى الزلزال الذي وقع يوم الأحد وموجات المد العاتية التي ضربت اندونيسيا وصل إلى حوالي 40 ألفا. واضاف ان التقديرات تشير إلى وفاة حوالي خمسة في المئة من سكان مدينة باندا اتشيه عاصمة اقليم اتشيه البالغ عددهم 300 ألف نسمة. ومن ناحية أخرى قالت الحكومة الاندونيسية في بيان صحافي انها تحتاج إلى معونات اغاثة طارئة قيمتها 150 مليون دولار من الأغذية والملابس والامدادات الطبية ومواد الاعاشة. ووسط مخاوف بشأن تفشي الامراض المعدية في مقاطعة أتشيه التي دمرتها امواج المد العاتية الناجمة عن الزلزال واصلت فرق الانقاذ المنهكة انتشال الجثث المتحللة أمس الاربعاءوقد حذر مسؤولون حكوميون من أن ندرة المياه النظيفة يمكن أن تؤدي إلى تفشي الاوبئة والامراض المعدية في المقاطعة التي تأثرت بشدة من جراء الزلزال وتوابعه. وعلى الرغم من جهود عمال الاغاثة لانتشال آلاف الجثث التي دفنت تحت الانقاض فإن الاعداد الهائلة من الذباب الملتصقة بالجثث التي مازالت مدفونة يمكن أن تسبب كارثة صحية محتملة. وقال أحد السكان «مازالت هناك مئات اخرى من الجثث المبعثرة في الشوارع والمدفونة تحت الانقاض وفوق الاشجار وفي الحقول والتي لم يتم إزالتها بعد». حصيلة الموتى في سريلانكا وفي سريلانكا أعلنت الحكومة عن مقتل 22493 شخصا في موجات المد وقالت ان العدد آخذ في الارتفاع وتوقعت ان يتخطى 30 الفا. وقال لال لياناراتشتشي المسؤول بوزارة الشؤون الاجتماعية «هناك 22493 حالة وفاة مؤكدة وهناك 4028 مفقودا، العدد قد يتخطى 30 ألفا». وكانت الحكومة السريلانكية قد وضعت عدد القتلى عند 21715 قتيلا لكنها حذرت من أن بعض المناطق لم يمكن الاتصال بها بعد وان العدد الإجمالي للقتلى قد يرتفع». وفي الهند. الى ذلك قالت الشرطة إن عدد قتلى موجات المد العاتية التي ضربت الهند ارتفع الى 12419 أمس الاربعاء بينهم 4642 قتيلا في ولاية تاميل نادو في جنوب البلاد. وقال مسؤول هندي أمس الاربعاء أن عدد القتلى في جزيرتي أندامان ونيكوبار يمكن أن يتجاوز عشرة آلاف شخص مما سيرفع محصلة القتلى في مختلف أنحاء البلاد إلى 17,000 شخص. ورفضت الهند المساعدة الخارجية مؤكدة انها تملك الموارد اللازمة لمساعدة الناجين من امواج المد العملاقة كما صرح مسؤول حكومي أمس الاربعاء. وقال المسؤول طالبا عدم ذكر اسمه ان الهند تلقت عروضا «سخية» من دول مثل روسياوالولاياتالمتحدةواليابان. واضاف «في الواقع عرضت كل الدول الصديقة المساعدة لكننا نعتقد ان لدينا الموارد الكافية لادارة الموقف. واذا ما رأينا لاحقا اننا في حاجة الى المساعدة فلن نتردد في طلبها». واوضح ان الهند نظمت عملية واسعة لمساعدة جاراتها سريلانكا والمالديف وقال «ما كنا نستطيع ذلك لو كانت لدينا مشكلة في الهند».من جانب آخر، اعلن مسؤول تايلندي امس الاربعاء ان 1500 شخص على الاقل اعتبروا مفقودين في تايلندا ومعظمهم من الاجانب بعد ثلاثة ايام على المد البحري. وفي تصريح لوكالة فرانس برس، قال سانتورن ريولونغ المدير العام للوقاية من الكوارث الطبيعية «اعتبر ان 1500 شخص على الاقل هم في عداد المفقودين، ومعظمهم من السائحين الاجانب الذين كانوا في المياه عندما انقض المد البحري». واضاف ان السلطات «تواجه مزيدا من الصعوبات في التمييز بين جثث التايلنديين وجثث الاجانب» بسبب التحلل الذي اصاب بعض الجثث. واوضح «لذلك سنستخدم الان تقنيات الحمض النووي الريبي (اي.دي.ان)». وخلافا للبلدان المجاروة التي شملها المد البحري ايضا، فان السائحين دفعوا ثمنا كبيرا في تايلند في ذروة الموسم السياحي. وقال «حتى الان، عثر على 1600 جثة ونصف القتلى في فوكيت هم اجانب، وكذلك في كرابي وفانغ نغا، فان معظم القتلى هم من الاجانب». مصير مجهول.. إلى ذلك قطع المستشار الألماني جيرهارد شرودر اجازته بمناسبة اعياد الميلاد ورأس السنة الميلادية التى كان يقضيها فى هانوفر بسبب كارثة زلزال جنوب شرق اسيا والتى اسفرت عن سقوط الاف الضحايا وفقد عدد كبير من السائحين الالمان. واعلنت مصادر بالحكومة الالمانية أن المستشار الألماني عقد أمس مجلس طوارىء لبحث الوضع هناك. من ناحية اخرى أكدت شركة توماس كوك السياحية «التي تنظم أغلب رحلات الالمان الى تايلاند وسيرلانكا» أنها فقدت الاتصال ب 300 سائح الماني منذ وقوع الكارثة كما يقدر عدد الضحايا الالمان ب 18 شخصا مشيرة الى أن فندق «ماجيج لاجون كاهو لاك» في تايلاند والذي كان يستضيف 415 سائحا قد تهدم عن اخره وأنه تم انقاذ 151 فيما فقد 229 شخصا وتم التعرف على جثث 36 شخصا فقط. وذكرت وزارة الخارجية الاسرائيلية أمس ان 146 اسرائيليا يتواجدون فى دول شرق اسيا ما زالوا مفقودين من جراء كارثة الزلزال والمد البحري في المنطقة. وقالت الوزارة انه تأكد حتى الآن مقتل خمسة اسرائيليين وجرح 35 اخرين. وكانت انباء صحفية قد تحدثت عن فقدان 700 اسرائيلي من جراء هذه الكارثة. وصول الاغاثة على صعيد آخر، وصلت فرق الإغاثة الدولية أمس الأربعاء إلى القرى التي دمرتها موجات المد بآسيا في محاولة مستميتة لمنع انتشار الأمراض في واحدة من أكبر عمليات الإغاثة في التاريخ. وفي الوقت الذي دفن فيه الناجون المصدومون قتلاهم في مقابر جماعية عملت فرق الإغاثة من اليابان والهند واسرائيل وروسيا وفرنسا وألمانيا وتايوان على إعادة مياه الشرب والخدمات الصحية. ومع تحول الكثير من القرى الساحلية والمنتجعات الى مجرد أنقاض مغطاة بالطين مع انتشار الرائحة الكريهة للجثث المتحللة اصبح من العسير على المعدات الثقيلة اللازمة لإزالة الأنقاض ودفن الجثث التحرك. وقال جيف ديك مدير برنامج الأممالمتحدة للغذاء العالمي في سريلانكا «نحن قلقون على وجه الخصوص إزاء سكان المناطق الساحلية النائية التي يصعب الوصول إليها لأن الكثير من الطرق والجسور دمرت.» وحذر صندوق الاممالمتحدة للطفولة (يونيسيف) أمس الاربعاء من ان ملايين الاشخاص قد يصابون بامراض في حال لم تتخذ اجراءات باسرع وقت ممكن لتوفير مياه الشرب الى ضحايا المد البحري في المحيط الهندي. وقالت اليونيسيف في بيان «من دون عملية فورية على نطاق واسع لتوفير مياه الشرب الى السكان المتضررين جراء المد البحري الضخم الذي حصل الاحد، يواجه ملايين الاشخاص خطراً كبيراً بالاصابة بامراض تنتقل عدواها عبر المياه». واوضحت المديرة التنفيذية لليونيسيف كارول بيلامي في البيان ان «المياه الراكدة قد تكون بخطورة المياه المتحركة». إلى ذلك ضاعفت الولاياتالمتحدة حجم المعونات التي تعهدت بتقديمها لمساعدة ضحايا موجات المد الناتجة عن زلزال آسيا الى 35 مليون دولار ورفضت تلميحات إلى أن الدول الغنية «شحيحة» في تقديم المساعدات. وقال ادم ايرلي المتحدث باسم وزارة الخارجية الامريكية للصحفيين وهو يصف التعهد الجديد بأنه مبدئي «نعلم ان الحاجات ستكون أكبر، كانت هذه كارثة لا يمكن تصور ابعادها وستتطلب مساعدة ضخمة لفترة من الوقت». كما تعهدت الحكومة الاسترالية أمس الاربعاء بتقديم مساعدة إضافية تبلغ 25 مليون دولار أسترالي(19 مليون دولار أمريكي) للدول التي نكبت بموجات المد البحري العملاقة - تسونامي - في جنوب آسيا ليرتفع إجمالي مساعداتها في هذا الشأن إلى 35 مليون دولار أسترالي. قال وزير الخارجية الاسترالي ألكسندر داونر إنه يجب على الامم الميسورة أن تساعد الدول المنكوبة في إعادة بناء اقتصادياتها الوطنية. عنان: حصيلة القتلى إلى ارتفاع إلى ذلك، أعرب امين عام الاممالمتحدة كوفي انان مساء الثلاثاء عن تخوفه من وجود عشرات آلاف القتلى الاضافيين قد يكونون ذهبوا ضحية المد البحري الهائل خصوصاً ان عمليات الاغاثة لا تزال متواصلة. وقال انان في حديث الى شبكة «سي ان ان» الاميركية «اعتقد بانه سيكون هناك آلاف لا بل عشرات الالاف من القتلى اضافة الى الحصيلة التي اعلنت حتى الآن». وقال انان «بالطبع عندما سنصل الى المناطق البعيدة فسنعثر على المزيد من الجثث». واعلن انان ان الناجين من المد البحري بحاجة الى المواد الغذائية ومياه الشرب والادوية. ودعا انان المجتمع الدولي الى الاهتمام ايضا بالمساعدات غير الغذائية للحؤول دون انتشار الاوبئة مضيفا ان المناطق المنكوبة «بحاجة ماسة الى المساعدة وهي تنتظر ردا وردا سخيا من المجتمع الدولي». واوضح انان ان الاممالمتحدة ستطلق في السادس من كانون الثاني - يناير المقبل نداء لتقديم المساعدة لتغطية نفقات عمليات الاغاثة التي تقوم بها حاليا على الارض. واضاف امين عام الاممالمتحدة ان على المجتمع الدولي المساعدة في مرحلة لاحقة على اعادة اعمار المناطق المنكوبة ما سيتطلب اموالا طائلة. وقال انان «في نهاية الامر سنكون بحاجة الى مليارات ومليارات الدولارات».