} أدخل رئيس التجمع الدستوري الديموقراطي الحاكم في تونس، الرئيس زين العابدين بن علي تعديلات على قيادة الحزب أول من أمس، انضم بموجبها ستة أمناء مساعدين إلى الجهاز المركزي، في خطوة يبدو أنها ترمي إلى تعزيز موقع الأمين العام الجديد علي الشاوش الذي حل في هذا المنصب الشهر الماضي محل عبدالرحيم الزواري. في إطار التعديلات التي أدخلها الرئيس زين العابدين بن علي على قيادة التجمع الدستوري الديموقراطي الحاكم، غادر الأمين العام المساعد صادق فيالة جهاز الحزب، وتردد أنه سيعين سفيراً في باريس محل الدكتور منجي بوسنينة الذي انتخب الأحد مديراً عاماً ل"اليكسو". ويعتبر فيالة، الذي أمضى غالبية حياته المهنية في وزارة الخارجية، من الخبراء البارزين في شؤون الفرنكوفونية، كونه تولى منصب الأمين العام لمنظمة الأحزاب الاشتراكية الافريقية في التسعينات. وكان لافتاً أن منصب الأمين العام المساعد ل"التجمع" توسع إلى ستة مواقع، إذ عين الخبير الاقتصادي فوزي عوام أميناً عاماً مساعداً لشؤون الهيئات الحزبية، وهو منصب شغله في التسعينات قبل أن ينتقل إلى إدارة صحيفة "لا براس" الحكومية. وعين وزير الدولة للتضامن الوطني كمال حاج ساسي أميناً مساعداً مكلفاً العلاقات مع الجمعيات والمنظمات، والمحافظ السابق حبيب مبارك مكلفاً العلاقات الخارجية، ووزيرة الدولة نزيهة بن يدر مكلفة شؤون المرأة، والمحافظ السابق عبدالرحمن بوحريزي مكلفاً "متابعة البرامج المستقبلية"، ومحافظ سيدي بوزيد وسط محمد غرياني مكلفاً شؤون الشباب والتربية والثقافة، وهو منصب كان شغله قبل تعيينه محافظاً. ولوحظ أن التعديلات أتت بأول سيدة إلى القيادة التنفيذية للجهاز الحزبي، فيما وجدت دائماً سيدة في عضوية المكتب السياسي المؤلف من تسعة أعضاء. كذلك لوحظت عودة فوزي عوام، الذي كان في السبعينات والثمانينات عضواً في المكتب السياسي لحركة الوحدة الشعبية المعارضة التي أسسها في المهجر الوزير السابق أحمد بن صالح، إلى منصب رفيع في الجهاز الحزبي بعدما غادره في العام 1995 إلى مراكز إدارية. إلا أن مراقبين استبعدوا أن تكون التعديلات تكرس مجيء أنصار الأمين العام علي الشاوش إلى قمة الجهاز، كون المسؤولين الجدد عملوا في مواقع مشابهة مع أمناء عامين سابقين، وهم "أبناء الحزب في الدرجة الأولى"، مثلما قال عضو بارز في الحزب. وأوضح المصدر "ان مقياس التعيين في المناصب الحزبية الرفيعة هو مدى الثقة التي يتمتع بها المسؤول لدى رئيس الحزب"، مع ذلك يبدو أن مراعاة الانسجام مع الرجلين الماسكين بالجهاز، وهما نائب الرئيس الدكتور حامد القروي والأمين العام الشاوش، لعبت دوراً في اختيار الأمناء المساعدين الجدد، وأنهت صيغة الأمناء المساعدين للهيئة السابقة "الأمانة الدائمة" التي كان بعض المعنيين أعضاء فيها في التسعينات.