قرر الرئيس فلاديمير بوتين تقليص القوات الروسية في الشيشان من 40 الفاً الى 22 الفاً، ونقل قيادتها من وزارة الدفاع الى هيئة الأمن، فيما قدمت موسكو معلومات متناقضة عن خسائرها في معركة كبرى استمرت بضع ساعات في غوديريس. وذكر الشيشانيون ان الجانب الروسي فقد فيها 20 قتيلاً. وقاد بوتين اجتماعاً حضره رئيس الحكومة ميخائيل كاسيانوف ونوابه ووزراء الدفاع والداخلية والأمن والخارجية وكرس لدرس الوضع في القوقاز. وأعلن انه قرر ان "يقلص ويسحب جزئياً" القوات المقاتلة في الشيشان، مؤكداً ان "وجودها بالأعداد الحالية، لم يعد له معنى". لكنه شدد على ان التقليص لا يعني انهاء العمليات. وذكر ان وحدات خاصة ستقوم بمهام ل"مكافحة الارهاب". وستبقى مرابطة في صورة دائمة في الشيشان، فرقة للمشاة قوامها 15 الف عنصر وكتيبة من قوات الأمن الداخلي تضم 7 آلاف عنصر. ووقع بوتين مرسوماً رئاسياً يقضي بتشكيل "غرفة عمليات شمال القوقاز" لتتولى ادارة القطعات الموجودة في الشيشان وما حولها. ونقلت قيادتها من وزير الدفاع الى رئيس هيئة وزارة الأمن نيكولاي باتروشيف. والى جانب البعد العسكري، فإن لهذا القرار دلائل سياسية مهمة، اذ كان متوقعاً ان تؤول القيادة الى وزارة الداخلية. ولكن رئيس الدولة فضل الاستناد الى أجهزة الأمن التي كان ضابطاً فيها وتربطه برئيسها علاقات صداقة. وتوقع مراقبون ان يكون وراء القرار عدد من الشيشانيين المتعاونين مع موسكو والذين شكوا الى الكرملين من التجاوزات الكثيرة التي ترتكبها عناصر الشرطة. ومن جانبه، ذكر الجنرال يوري بالويفسكي مدير العمليات في هيئة الاركان العامة ان القوات الروسية تنوي "انزال ضربة ساحقة" بالمقاومة قبل انتهاء فصل الشتاء. وقال ان عدد المقاتلين الشيشانيين انخفض من 20 الفاً في بداية الحرب خريف 1999، الى ألف عنصر. ويقف في مواجهة هؤلاء حالياً، 40 الف جندي وضابط روسي أي بتفوق عددي لمصلحة هؤلاء حجمه أربعون ضعفاً. وتسند الروس 170 دبابة جرى سحب 230 أخيراً ومدفعية وطائرات، فيما يقاتل الشيشانيون بالأسلحة الخفيفة فقط. وعلى رغم ذلك فإن نائب وزير الداخلية الروسي ايفان غولوبيف ذكر ان الروس فقدوا حتى الآن 2700 قتيل و7900 جريح، فيما كان بالويفسكي قال ان خسائر القوات الروسية خلال الفترة الممتدة من تشرين الأول اكتوبر الماضي، لم تتعد عشرة قتلى. وهذا الرقم يتناقض في صورة صارخة مع معطيات قدمها الكرملين سابقاً. وغدا مثل هذا التضارب مألوفاً، وتكرر في تغطية المعركة التي جرت في غوديريس وهي العاصمة الموقتة للجمهورية وكان الروس سيطروا عليها من دون قتال في المرحلة الأولى للحرب. واعترفت وزارة الداخلية بوقوع هجوم على الروس في غوديريس، وقالت انه اسفر عن مصرع جندي واحد وجرح آخر. ولاحقاً، أعلنت وكالة أنباء "ايتار تاس" الرسمية ان عدد القتلى وصل الى تسعة. لكن الناطق الرسمي باسم الكرملين سيرغي باسترجيمبسكي قال بداية ان القتلى أربعة ثم أضاف واحداً، وشدد على ان المعركة استمرت ساعتين وليس ثماني ساعات كما جاء في بيان سابق للنيابة العامة الروسية. ومن جانبهم، ذكر الشيشانيون ان الاشتباك استمر 11 ساعة وقتل خلاله ما لا يقل عن 20 روسياً، اضافة الى ثلاثة آخرين لقوا مصرعهم اثناء انفجار قنبلة في مقهى.