} حاولت موسكو فرض حصار اعلامي للتستر على خسائرها الاخيرة في الشيشان. واعترف قائد قوات القوقاز فيكتور كازانتسيف بوجود "اخطاء"، لكنه اكد ان قواته استعادت السيطرة على الوضع. واعلنت القيادة الشيشانية مقتل زهاء 400 جندي وضابط روسي وأسر 50 وتدمير 150 مدرعة. ودعت الى بدء حوار سياسي مع موسكو. رغم اعلان القيادة الفيديرالية انها تمكنت من صد الهجوم الذي شنه الشيشانيون في مثلث شالي - ارغون - غوديريس في الجنوب الشرقي فان صحافيين ميدانيين اكدوا ان المعارك استمرت طوال الليل ونهار امس. وذكر مراسل وكالة "انترفاكس" في شالي ان مئات من الجنود الروس ظلوا محاصرين داخل ثلاثة مبان وسط المدينة. واتخذ الشيشانيون مواقع بالقرب منهم ما منع المدفعية الروسية من اصابتهم. ورفع فوق المدينة العلم الشيشاني وعين حاكم عسكري لها. الا ان الجنرال كازانتسيف ذكر ان سكان شالي قرروا "اعلان الجهاد" على المقاتلين الذين دخلوا المدينة، واضاف ان قواته اصبحت "تسيطر بالكامل" على الوضع. واعترف بأن "اخطاء" ارتكبت وأدت الى "تسهيل" مهمة المهاجمين ومن بينها "طيبة قلب" الجنود الروس الذين لم يبدوا تشدداً كافياً في التعامل مع السكان المحليين. واعلن انه سيجري الآن التقيد بنظام صارم لمنع التجوال ليلاً وتحديد التحركات نهاراً واوضح ان صفة "النازح" ستنطبق فقط على الاطفال دون العاشرة والشيوخ فوق الستين عاماً. واكد ان كل من تتراوح اعمارهم بين هذين الحدين سيمرون في "نقاط ترشيح" ولم يستبعد اعتقالهم. وعن الخسائر قال كازانتسيف في حديث ليل الاثنين - الثلثاء ان قواته فقدت ثلاثة جنود. ثم ذكر صباح امس ان العدد وصل الى 16، مؤكداً ان الشيشانيين فقدوا 150 محارباً. الا ان آمر غرفة العمليات الشيشانية محمدي سايدايف تحدث عن زهاء 400 قتيل وتدمير 150 مصفحة ومدرعة وسيارة عسكرية. وذكر ان الهجوم وقّت ليبدأ اثر اعلان القيادات الروسية سيطرتها على 80 في المئة من الاراضي الشيشانية وذلك للبرهنة على "تفاهة هذه الادعاءات" واثبات تعذر حل المشكلة عسكرياً. ومن الاهداف الاخرى السيطرة على محطتي القطار الرئيسيتين في غوديريس وارغون لوقف نقل الامدادات الى القوات الفيديرالية التي تحاصر غروزني. ونيابة عن الرئيس اصلان مسخادوف دعا سايدايف الى الشروع فوراً في حوار سياسي لتحقيق تسوية تؤمن السلام في الشيشان والقوقاز كله وتنقذ ارواح آلاف الجنود والضباط الروس الذين قال انهم محاصرون في مدن "المثلث" ولكن الشيشانيين يحجمون عن ابادتهم حالياً. وهدد في خلال ذلك بشن المزيد من العمليات. وذكر ان "عملية تحرير الشيشان على مراحل ستستمر خلال ايام". وعقد رئيس الدولة بالوكالة فلاديمير بوتين امس اجتماعاً طارئاً لقادة وزارات الدفاع والداخلية والامن والمخابرات لمناقشة الوضع في الشيشان. وذكر وزير الدفاع ايغور سيرغييف ان المجتمعين ناقشوا الاجراءات الكفيلة بمنع "تكرار الهجوم" على القوات الفيديرالية. ولم يوضح الوزير طبيعة الاجراءات الا ان المراقبين يتوقعون تشديد التدابير الامنية في المناطق "المحررة" واستخدام الاسلحة المتطورة لضرب قواعد وتجمعات المقاتلين. وذكر قائد سلاح الجو اناتولي كورتوكوف ان طياريه قاموا منذ بدء العمليات وحتى الآن ب5800 طلعة. وأكد انهم مستعدون لتكثيف الغارات واستخدام معدات وذخائر متطورة ولكن نفى ان تكون بينها اسلحة ممنوعة دولياً. واستأنف الطيران غاراته المركزة على غروزني التي لم يبق فيها من السكان المدنيين سوى 12 الفاً ولكنهم عاجزون عن مغادرة المدينة بسبب القصف وتشديد الحصار. وأعلن قائد القوات الروسية في الشيشان الجنرال فيكتور كازانتسيف ان المرحلة العسكرية للحملة ستنتهي "حتما قبل الانتخابات الرئاسية" الروسية في 26 آذار مارس المقبل. ونفى في الوقت نفسه الربط بين الموضوعين، معتبراً ان "من يعتقد ان الانتخابات والعملية في الشيشان مرتبطان فهو مغفل". وكان محللون في موسكو اعتبروا ان الحملة الجديدة في الشيشان اطلقت في الخريف للافساح في المجال امام صعود فلاديمير بوتين سياسياً. وأضاف كازانتسيف ان "قوات الدفاع ستنتقل الآن الى الخطة الثانية"، للافساح في المجال امام تدخل قوات وزارة الداخلية والاجهزة الامنية والقضائية.