} كشف الكرملين عن عزمه على فرض حكم رئاسي مباشر في الشيشان لمدة سنتين. وأكد الرئيس بالوكالة فلاديمير بوتين انه سيعتمد سياسة البدء ب"ضرب الشيشانيين لا يقوم الخصم من بعده". واعتبر اي اتهام لموسكو بالتورط في تفجير عمارات سكنية بأنه "هذيان كلاب"، فيما اعترفت القيادة العسكرية الروسية بمصرع 86 مظلياً واعلنت ان 1600 شيشاني قتلوا في وادي ارغون. نشرت صحيفة "كوميرسانت" الروسية أمس الجمعة، فصولاً من كتاب "حوارات مع بوتين" الذي يصدر عشية الانتخابات الرئاسية في روسيا أواخر الشهر الجاري. وتحدث خلالها سيد الكرملين "على سجيته"، مفنداً اتهامات نشرت في الصحف الروسية وأيدها الصيرفي العالمي جورج سوروس عن أن تفجير العمارات السكنية في عدد من المدن الروسية كان ب"ايحاء" من الأجهزة الخاصة في موسكو، لكي تتخذ ذريعة للحرب الشيشانية. واعتبر بوتين هذه الاتهامات "هراء وهذيان كلاب". وبالروحية ذاتها، تحدث عن المقاتلين الشيشانيين، مؤكداً ان هناك "أداة وحيدة فعالة" للتعاطي معهم وهي تتمثل في أن "تكون البادئ بالضرب. وتضرب في صورة لا يقوم الخصم من بعدها". ووصف هذا الخصم بأنه "كلب اذا أخفته عضّك". وأكد بوتين عزمه على مواصلة "عملية مكافحة الارهاب"، لكنه أشار الى أن الانتخابات الرئاسية الروسية ستجرى في الدائرة الشيشانية ويعقب ذلك... فرض الحكم الرئاسي المباشر. ويذكر ان موسكو لم تعلن حال الحرب أو الطوارئ هناك. وفي ظل أي منهما، يمنع الدستور اجراء الانتخابات. أي ان الكرملين تغاضى عن "لا شرعية" الكثير من أعمال الاعتقال العشوائي وتقييد الحريات، لكنه من جهة أخرى، مصمم على اجراء الانتخابات، تأكيداً لكون الشيشان جزءاً من الاتحاد الفيديرالي الروسي. وذكر بوتين ان "لا حديث اطلاقاً عن أي وضع قانوني للشيشان خارج روسيا". وأكد ان الحكم الرئاسي المباشر في الشيشان، سيستمر لمدة سنتين تجري خلالهما "تربية نخبة" شيشانية مقتنعة ببقاء الجمهورية ضمن روسيا، و"إذا حمل أحد السلاح فإنه سيباد". واستمرت عمليات "الابادة" امس في بلدة كمسمولسكايا التي كانت القيادة اعلنت أول من أمس السيطرة عليها، إلا أنها اعترفت امس بأن معارك تجري في وسط غروزني. وذكر ناطق باسم القيادة الروسية ان بين الأسرى، 11 أجنبياً بينهم عرب واوكرانيون ومواطنان من... الصين. ووقع في الأسر شاب روسي ذكرت أجهزة الأمن انه اعترف بأنه كان قناصاً وقتل 26 جندياً روسياً. وأكد الناطق ان 1600 شيشاني قتلوا في معارك قرب بلدتي أولوس كيرت وسلمنتاوزن، في الشطر الشرقي من وادي ارغون. إلا أن موسكو لم توضح متى لقي الشيشانيون مصرعهم، علماً ان هذا الرقم يناقض ما ذكرته القيادة الروسية عن أن تعداد المجموعة المحاصرة في ارغون لا يتجاوز 1500 شخص. واعترف وزير الدفاع الروسي ايغور سيرغييف امس، بأن 85 مظلياً قتلوا في معارك قرب اولوس كيرت أواخر الشهر الماضي. وكانت موسكو نفت بشدة أنباء في هذا الشأن ثم اعترفت بمصرع 31 مظلياً. وقال ل"الحياة" مصدر عسكري روسي ان استياء واسعاً عم قوات الجيش بسبب التكتم على مقتل 85 مظلياً في حين ان مراسم دفن مهيبة اقيمت ل20 شرطياً من عناصر وزارة الداخلية وقعوا في مكمن قرب غروزني. واعترف النائب الأول لرئيس هيئة الأركان العامة الجنرال فاليري مانيلوف ب"تزايد نشاط" المقاتلين الشيشانيين. وأشار الى أن معارك ضارية تجري قرب بلدة اولوس كيرت. وذكر ان مجموعة حوصرت هناك قوامها 1500 رجل، بينهم الرئيس الشيشاني اصلان مسخادوف والقائد العربي الأصل خطاب والقائد المعروف شامل باسايف. ووعد مانيلوف ب"ابادة" هذه المجموعة في غضون أيام. واعترف الجنرال بوجود 200 الى 300 مقاتل في غروزني قال انهم يقومون ب"عمليات تخريب ونهب". وذكر ان القوات تقوم ب"تمشيط" جديد للمدينة التي منع الدخول اليها حتى أواخر الشهر المقبل.