عقد وزراء خارجية الدول المغاربية اجتماعاً أول من أمس في ياوندي، عاصمة الكاميرون، على هامش مؤتمر القمة الافريقية - الفرنسية. وقالت مصادر مغاربية ان وزير الخارجية الجزائري عبدالعزيز بلخادم اقترح عقد اللقاء للبحث في وسائل تفعيل الاتحاد المغاربي. وصرح وزير الخارجية المغربي محمد بن عيسى بأن الاجتماع بحث في الملفات العالقة التي حالت دون الانعقاد الدوري لمؤسسات الاتحاد المغاربي ولجانه. وتقرر عقد الاجتماع المقبل لرؤساء الديبلوماسية لدول اتحاد المغرب العربي موريتانيا والمغرب والجزائر وتونس وليبيا في آذار مارس المقبل في الجزائر. وتوقعت المصادر ان تكون العلاقة بين المغرب والجزائر بُحثت في اجتماع ياوندي، خصوصاً في ضوء حضور عبدالسلام التريكي، وزير الوحدة الافريقية الليبي، كون طرابلس أعلنت عزمها القيام بمبادرة ل"رأب الصدع" بين المغرب والجزائر. ولم يتسن تأكيد إن كانت اللقاءات على هامش مؤتمر ياوندي شملت قمة كانت متوقعة بين العاهل المغربي الملك محمد السادس والرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة، أم تم الاكتفاء بمصافحة فقط بين الزعيمين. ويأتي اجتماع وزراء الخارجية المغاربيين على خلفية مبادرات عدة. فقد كان مقرراً ان تستضيف الجزائر الشهر الجاري اجتماعاً لخبراء من المغرب والجزائر للبحث في تفعيل اللجنة العليا المشتركة. لكن تهديدات جبهة "بوليساريو" ضد "رالي باريس - داكار" ألقت ظلالاً سلبية على اجتماع الخبراء. وانسحب الحال على زيارة كان سيقوم بها وزير الداخلية المغربي احمد الميداوي الجزائر، رداً على زيارة قام بها نظيره الجزائري يزيد زرهوني للمغرب نهاية الشهر الماضي. وتردد ان تصريحات نُسبت الى زرهوني في شأن اتهام المغرب بالتورط في "الترويج" لإشاعة عن محاولة اغتيال الرئيس بوتفليقة كانت في مقدم اسباب ارجاء الزيارة. لكن ديبلوماسيين مغاربة وجزائريين أكدوا ان "سياسة البلدين لا تبنى على معلومات تنقلها الصحافة". ونفت مصادر جزائرية ما نُسب الى زرهوني. إلى ذلك، لاحظت المصادر ان الاجتماع المغاربي في الكاميرون حضرته ليبيا وموريتانيا على رغم التوتر الذي يسود العلاقة بينهما، في ظل رفض نواكشوط دعوات الى قطع علاقاتها الديبلوماسية مع اسرائيل. وذكرت المصادر ان المحادثات التي أجراها الملك محمد السادس في ياوندي مع رئيس الوزراء الموريتاني الشيخ ولد العافية تناولت الزيارة التي يقوم بها العاهل المغربي لموريتانيا قريباً، وكذلك تقويم الوساطة المغربية بين موريتانيا والسنغال إثر اندلاع خلاف مائي بينهما قبل أشهر.