} أعلنت السلطة الفلسطينية رفضها تصريحات رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود باراك تشكيل "سلطة خاصة" للحرم القدسي، معتبرة ذلك جزءاً من الدعاوة الانتخابية لباراك الذي أظهرت استطلاعات الرأي تفوق شارون عليه ب20 نقطة. وفيما توقع رئيس المجلس التشريعي أحمد قريع أبو علاء ان تبدأ "المفاوضات الماراثونية في طابا غداً"، اخطر الجانب الاسرائيلي السلطة الفلسطينية بأنه أجل اتخاذ القرار في هذا الشأن الى مساء اليوم. وأعرب وزير الخارجية شلومو بن عامي خلال زيارته الى تركيا عن تفاؤله قائلاً: ان فرص السلام "أقرب من أي وقت مضى". واستقبل الفلسطينيون قرار تأجيل زيارة لجنة التحقيق برئاسة جورج ميتشل ب"خيبة أمل". لا يزال رئيس الوزراء الاسرائيلي المستقيل ايهود باراك متمسكاً بخوض الانتخابات ضد منافسه القوي زعيم اليمين المتطرف ارييل شارون والمضي في مفاوضات مكثفة مع الفلسطينيين على أمل التوصل الى "تفاهمات" تمهد الطريق للتوقيع على اتفاق ينقذه من هزيمة محققة، فيما يؤكد الفلسطينيون تمسكهم بمواقفهم الثابتة حيال القضايا المصيرية، ويبدون انفتاحا على اي محاولة لاعادة الروح الى عملية السلام المحتضرة سعيا منهم لتفادي وصول شارون الى الحكم. وخلافا لرغبة معظم أعضاء حكومته وقياديي حزب العمل الذي يترأسه، رفض باراك الإصغاء الى نتائج استطلاعات الرأي العام الاسرائيلي التي رجحت قبل 17 يوماً من موعد اجراء الانتخابات تفوق شارون عليه بعشرين نقطة والتنحي عن المنافسة لمصلحة شمعون بيريز الذي لديه حظ أوفر في الفوز. تقدم شارون وأشار استطلاع للرأي اجرته صحيفة "معاريف" الاسرائيلية الى حصول شارون على 51 في المئة من الاصوات فيما بقي باراك عند النسبة التي حصل عليها في استطلاع الاسبوع الماضي ومنحه تأييد 31 في المئة من الاصوات. وتراجعت نسبة المؤيدين لبيريز حسب الاستطلاع ذاته الى 44 في المئة مقابل 46 في المئة في الاسبوع الماضي فيما حصل شارون على 45 في المئة. ويرى باراك فرصة كبيرة في الانخراط داخل حكومة وحدة في حال هزيمته امام شارون كوزير للدفاع اذا خاض الانتخابات، لذا يرفض التنحي لمصلحة بيريز الذي سيسارع الى الدعوة الى اجراء انتخابات داخلية لاقصائه عن منصبه كرئيس لحزب العمل. في هذه الاثناء، اعتبر الفلسطينيون تراجع باراك عن موافقته على سيادة فلسطينية جزئية على الحرم القدسي الشريف "جزءا من الدعاية الانتخابية". أبو علاء وقال رئيس الوفد الفلسطيني المفاوض احمد قريع أبو علاء ل"الحياة" ان الفلسطينيين "لا يعنيهم ما يجري في الحملة الانتخابية الاسرائيلية"، موضحا ان هذا الاقتراح "لم يطرح على الاطلاق على طاولة المفاوضات". وأكد باراك خلال دعاية انتخابية متلفزة انه يؤيد تشكيل "سلطة خاصة" للحرم يبقي لاسرائيل بموجبها السيادة على حائط البراق المبكى حسب التسمية اليهودية وعلى جبل الزيتون والحي اليهودي في البلدة القديمة. ونفى ابو علاء ان يكون الاسرائيليين طرحوا رسميا هذا الموضوع إلا انه رفض الرد على سؤال هل ما يزال الجانب الاسرائيلي متمسكاً بالموقف الذي عرضه في مفاوضات كامب ديفيد في الصيف الماضي. وقال ان الفلسطينيين رفضوا فكرة "تأجير" أراض فلسطينية لاسرائيل. وزاد: "موقفنا ثابت مما تحدده الشرعية الدولية وليس اعتبارات باراك الانتخابية، ورفضنا التفاوض على اساس مبادرة الرئيس الاميركي بيل كلينتون". وتوقع ابو علاء ان تبدأ المفاوضات الماراثونية بين الجانبين في منتجع طابا المصري على البحر الاحمر غداً، في مسعى لاكتشاف احتمالات التوصل الى اتفاق. وقال ان وزير الخارجية الاسرائيلي ومدير مكتب باراك وافقا على الشروع في هذه المفاوضات ولم يبق سوى موافقة الحكومة الاسرائيلية على ذلك. وفي تركيا أعلن بن عامي ان "فرص السلام مع الفلسطينيين أقرب من أي وقت مضى"، لكنه رفض اعطاء أي توضيح لذلك. وكان بن عامي التقى في أنقرة الرئيس أحمد نجدت سيزر ورئيس الوزراء بولند أجاويد ووزير الخارجية اسماعيل جيم واطلعهم على آخر ما توصلت اليه المفاوضات. وقالت مصادر في الخارجية التركية ل"الحياة" ان أنقرة ستجري اتصالات مع الجانب الفلسطيني لتنقل بعض المسائل التي طرحها بن عامي، لكنها لم توضح ما هي هذه المسائل. الى ذلك أرجأ باراك اجتماعاً للوزارة المصغرة وأبلغ الفلسطينيين ان قرار المشاركة أو عدمها في "مفاوضات طابا الماراثونية" سيتخذ اليوم. واستقبل الفلسطينيون ب"خيبة أمل" قرار لجنة التحقيق المنبثقة عن تفاهمات شرم الشيخ برئاسة عضو الكونغرس الاميركي السابق جورج ميتشل تأجيل زيارتها للمنطقة ثلاثة اسابيع. وقالت مصادر فلسطينية ل"الحياة" لا ننظر بارتياح الى قرار تأجيل الزيارة، فلربما كان ذلك بسبب الضغوط الاسرائيلية على اللجنة والتهديد بمقاطعتها.