بمناسبة اعلان بيروت عاصمة ثقافية للعالم العربي لعام 1999 من قبل منظمة ال"يونيسكو"، افتتحت مساء اول من امس في مقر المنظمة "الأيام الثقافية اللبنانية" التي ينظمها "المنتدى الثقافي اللبناني" في باريس بالتعاون مع وزارة الثقافة اللبنانية ومندوبية لبنان الدائمة لدى ال"يونيسكو". وشهد الافتتاح جمهور كبير ضم عدداً من السفراء العرب المعتمدين في باريس وفي المنظمة الدولية وحشداً من ابناء الجالية اللبنانية والعربية وموظفين في ال"يونيسكو". وبعد جولة على المعارض المختلفة - فنون تشكيلية، حرف، صور فوتوغرافية وكتب - ألقىة احمد الصياد، المدير العام المساعد للعلاقات الخارجية في ال"يونيسكو"، كلمة نيابة عن فيديريكو ماريو، شدد فيها على نشاط لبنان داخل ال"يونيسكو" كونه من الدول المؤسسة للمنظمة. وأشار الصياد الى ان اختيار بيروت عاصمة ثقافية للعام 1999 يحمل رسالة مفادها ان لبنان تجاوز حدوده ويتجاوز حدوده منذ زمن بعيد، وان بيروت تبقى العاصمة الثقافية الدائمة بفضل القدرة الخلاّقة لدى كل لبناني وكل لبنانية. وأوضح ان اعلان مدن ثقافية من قبل ال"يونيسكو" يهدف الى توعية اصحاب القرار السياسي على بأهمية الثقافة في مجتمعاتنا ودفعهم الى التفكير بالسلام الاجتماعي. ومن جهته، اكد سفير لبنان ومندوبه الدائم لدى ال"يونيسكو"، انطوان جمعة، ان اختيار بيروت كعاصمة ثقافية ليس صدفة ذلك ان لبنان لعب منذ سنوات طويلة دوراً كبيراً في الصحافة والطباعة والنشر والفن… بفضل موقعه الجغرافي المميز مما سمح لبيروت ان تكون دائماً مدينة مفتوحة. وأكد جمعة ان اختيار بيروت لا ستقبال "المؤتمر العالمي للفركوفونية" عام 2001 يُظهر ان لبنان بدأ "ينبعث من رماده". وأشار نبيل ابو شقرا، رئيس "المنتدى الثقافي اللبناني" الى ان هذه الأيام الثقافية ستساهم، من خلال الندوات واللقاءات، في طرح اسئلة اساسية في وضع لبنان اليوم وخلق مواطن يستطيع ان يحمي بلده، وما يمكن لبيروت ان تقدّمه الى الثقافة العربية. وكانت السهرة الموسيقية التي تبعت الخطابات مخصصة لتكريم الموسيقي اللبناني الراحل وليد عقل، أحياها ملتقى وفرقة "كواتيور الوزي"، وستستمر الأيام الثقافية حتى يوم الجمعة وتشتمل على ندوة عن "بيروت، عاصمة ثقافية" ولقاءات مع كتاب لبنانيين وعرب، وعرض لأفلام سينمائية واعلان جائزة "المنتدى الثقافي اللبناني" لأفضل كتاب لعام 1998.