} فتحت المبادرة التي تحمل اسم وزير الخارجية الياباني يوهي كونو وأعلنها في الدوحة قبل مغادرتها الى الامارات امس آفاق "حوار سياسي" مع دول الخليج والدول الاسلامية. وعلمت "الحياة" ان الوزير الياباني بحث في قطر الى جانب العلاقات الثنائية وسبل تطويرها موضوع "اصلاح نظام العضوية في مجلس الأمن" وسعي طوكيو للترشيح الى مقعد دائم في المجلس، كما فتحت المبادرة آفاق التعاون في المجال المائي بعدما شكل مشروعها في المملكة العربية السعودية بداية لتعميمه في منطقة الخليج. وصل وزير الخارجية الياباني يوهي كونو الى أبوظبي قادماً من الدوحة، حاملاً رسالة الى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان تسلمها الشيخ سلطان بن زايد الذي بحث مع كونو "مبادرته" التي أعلنها في قطر لفتح آفاق "الحوار السياسي" مع دول الخليج والدول الاسلامية الاخرى. وقال الشيخ سلطان ان اليابان شكلت دائماً شريكاً اقتصادياً اقليمياً متميزاً، واعرب عن تقديره لمبادرة كونو الجديدة. مؤكداً ضرورة ايجاد آليات جديدة للتعاون بين طوكيو والعالم الاسلامي لما فيه مصلحة الجانبين، واستجابة لمتطلبات التحولات العالمية المتسارعة في ظل العولمة. واكد نائب رئيس الوزراء في دولة الامارات تأييد بلاده للمبادرة. وقال ان "المتغيرات العالمية اليوم وسيطرة الكيانات الاقتصادية والسياسية الكبرى على القرار السياسي والاقتصادي في العالم تحتم على المنطقة التفكير في ايجاد الوسائل والصيغ التعاونية القادرة على تحقيق وجود أكثر فاعلية لها في التوجه العالمي الجديد". وبدوره أكد وزير الخارجية الياباني خلال اجتماعه مع الشيخ سلطان على تطوير علاقات اليابان مع الامارات، وتنويع وتوسيع رقعة شركائها في العالم الاسلامي، وقال ان "الموروث الحضاري للأمتين الاسلامية واليابانية كبير ويشكل هوية مستقلة قادرة على تحقيق خير ومصلحة الأمتين". وكان الناطق باسم الخارجية اليابانية ياسوهيسا كاوامورا قال ل"الحياة" ان وزير الدولة القطري للشؤون الخارجية أحمد بن عبدالله آل محمود ابلغه دعم الدوحةاليابان في الحصول على مقعد دائم في مجلس الأمن، وأضاف: "اننا نجري مناقشات سنوية مع دول الخليج في هذا الشأن، وهي تدعم توجهنا" مشدداً على العمل "خطوة، خطوة" لتحقيق هذا الهدف. وركز على ادخال اصلاحات الى نظام الاممالمتحدة التي مر عليها اكثر من 50 عاماً منذ انشائها. واضاف: "ان دول الخليج تدعم موقفنا في هذا الاطار". وقال رداً على سؤال ل"الحياة": "ان اقتراحاتنا في شأن اصلاح المنظمة الدولية تقوم على ضرورة "زيادة عدد مقاعد العضوية الدائمة وغير الدائمة في مجلس الأمن، واهمية تمثيل الدول النامية في النظام العالمي الجديد". مؤكداً ان عدداً من دول العالم ابدى منذ فترة دعمه اصلاح الاممالمتحدة. وإذا كانت مبادرة "كونو" التي طرحها في قطر في حفلة استقبال اقامها السفير الياباني تاكساي ايكيدا ليل الاربعاء - الخميس شدت أنظار الحاضرين الى الاهتمام الذي ابداه الوزير الياباني ل"تعزيز الحوارات مع العالم الاسلامي" وأهمية "إزالة مفاهيم اليابانيين الذين يعتقدون ان هذا العالم مثل قصص ألف ليلة وليلة، أي عالم العجائب" فإن وزير الخارجية الياباني لم يغفل الاشارة الى "ان الصورة التي قدمت الى اليابانيين عن الاسلام كان مبالغاً فيها وذات تأثير غربي". ويمثل موضوع المياه أبرز القضايا التي بحثها في الدوحة وسيناقشها في جولته الخليجية التي تشمل أبوظبي والكويت والرياض ثم يغادر الى ستكهولم لحضور اجتماع تعقده الترويكا الأوروبية في 14 - 15 الجاري. وشرح الوزير الياباني تصوره للتعاون المائي مشدداً على أهمية التعاون في مجال "تنمية المصادر المائية" في دول الخليج لافتاً الى "اننا بدأنا مشروعاً متعلقاً بتنمية مصادر المياه في المملكة العربية السعودية" و"ان تنمية مصادر المياه قضية مشتركة بين دول الخليج العربية كلها"، ورأى ان المشروع الذي ننفذه في السعودية طليعي، وسنوسع التجربة في دول الخليج الاخرى" مشيراً الى ان اليابان "محاطة بالبحار وفيها تكنولوجيا متطورة في مجال تحلية مياه البحر".