سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
وسائل الاعلام الاسرائيلية تورد "تفاصيل" الساعات الأخيرة من مفاوضات كامب ديفيد وما حصل من "تقدم" في بعض القضايا . كلينتون ايد مطالبة الاسرائيليين بالسيادة على "جبل الهيكل" و"ضغط على عرفات وصرخ في وجهه مرات كثيرة"
} تؤكد تقارير نشرتها صحف ووسائل اعلام اسرائيلية غداة فشل قمة كامب ديفيد ان الموقف المتصلب جداً الذي وقفه رئيس الوزراء ايهود باراك واعضاء فريقه من موضوع القدس كان السبب الرئيسي لانهيار المفاوضات. وقدمت هذه التقارير تفاصيل من بينها اصرار الجانب الاسرائيلي على السيادة على ما يسميه "جبل الهيكل"، أي منطقة الحرم القدسي الذي يضم المسجد الأقصى المبارك ومسجد قبة الصخرة المشرفة. وإذا صح ما ورد في تلك التقارير الصحافية الاسرائيلية، فإن الرئيس الاميركي بيل كلينتون تخلى في هذه النقطة بالذات عن حياد الوسيط وأعلن تأييده للادعاء الاسرائيلي المتصل بالسيادة على رقعة الحرم القدسي، على رغم ان علماء آثار اسرائيليين أعلنوا، بعد كل ما أجروه من حفريات في تلك المنطقة، عدم عثورهم على أي آثار تاريخية يهودية وان كل ما اكتشفوه كان آثاراً رومانية واسلامية. وتضمنت تقارير الصحف الاسرائيلية معلومات عن ما تم تحقيقه من تقدم بخصوص بعض القضايا الأخرى غير القدس، في مفاوضات كامب ديفيد. بثت الاذاعة الاسرائيلية في نشرة أخبارها في السابعة من صباح أمس ان قمة كامب ديفيد انهارت بعدما رفض الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات عرضاً اسرائيلياً يقترح تقسيم القدسالشرقية الى مناطق أ وب وج، على غرار تقسيم الضفة الغربية. ونسبت الاذاعة الى "مصدر فلسطيني رفيع المستوى" القول ان السبب الآخر لانهيار مفاوضات كامب ديفيد كان مطالبة اسرائيل بالسيادة الكاملة على "جبل الهيكل". وقالت الاذاعة ان عرفات رد على باراك بقوله: "مسجدانا هناك"، فأجاب باراك: "تحتهما هيكلنا". وألقى المعلق في صحيفة "يديعوت احرونوت" ناحوم بارنيا باللوم على باراك في فشل المفاوضات، وكتب يقول: "عندما كان عرفات في مرحلة ضعف تخلى عن حلم فلسطين بأكملها واعترف بدولة اسرائيل ضمن الخط الأخضر حدود 4 حزيران/ يونيو 1967، والآن وقد صار له دولة، ظاهرياً، فإن قدرته على العطاء تقديم تنازلات هي صفر. ليس هذا وحسب، اذ ان العالم الاسلامي برمته غير مستعد الآن لدعم تسوية حل وسط مع اسرائيل بخصوص قضية القدس". وأضاف: "باراك كان يعرف هذا كله قبل القمة، ومع ذلك فقد أصر على ان يفرض لاءاته وخطوطه الحمر على الفلسطينيين والاميركيين ورفع مستوى التوقعات الى السماء". السيادة على الأقصى وأورد بن كاسبيت في صحيفة "معاريف" تفاصيل الاجتماع "الحاسم" ليل الاثنين - الثلثاء في منزل الرئيس كلينتون في كامب ديفيد حيث أثار المفاوض الفلسطيني صائب عريقات مطالبة الفلسطينيين بالسيادة الكاملة على البلدة القديمة في القدس، باستثناء حي اليهود وحائط المبكى. وقال كاسبيت في تقريره: "شرح الوزير شلومو بن عامي الذي كان حاضراً في الاجتماع ان لا فرصة البتة لحدوث ذلك. وحاول الرئيس كلينتون ايضاً ان يشرح الأمر لعريقات فقال: "ليس اليهود فقط وانما معظم المسيحيين في العالم يعتقدون بأن الهيكل موجود على جبل الهيكل". وأوردت "معاريف" الإطار العام لما اتفق عليه بالنسبة لقضايا عدة، ليست القدس من بينها، حسب ما صرح به لها الوزيران شلومو بن عامي وامنون ليبكين شاحاك والمحامي جلعاد شير: "في الساعات ال24 الأخيرة بعد عودة كلينتون من اليابان تم التعامل مع أربعة مواضيع: الحدود، الأمن، اللاجئون والقدس. وبالنسبة الى ثلاثة من هذه المواضيع حصل تقدم كبير. وصاغ الطرفان القضايا ووضعاها في مسودات". وكانت تفاصيل الاتفاق كالآتي: "دولة فلسطينية تنتشر على ما يزيد قليلاً عن 90 في المئة من المنطقة، تعطى للفلسطينيين على مرحلتين. يبقى معظم المستوطنين في كتل استيطانية تحت السيادة الاسرائيلية. يبقى الجيش الاسرائيلي منتشراً في غور الأردن لمدة طويلة ما تزال المدة مفتوحة. تبني اسرائيل محطات انذار على قمم الجبال. وبالنسبة الى اللاجئين سيجري صوغ حل يسمح لاسرائيل بألا تعترف صراحة بحق العودة على رغم ان عشرات الآلاف من الفلسطينيين سيسمح لهم في نهاية الأمر بالعودة، على مدى 20 سنة، في اطار لم شمل العائلات". ثم وصفت "معاريف" كيفية بلوغ المفاوضات مرحلة الانهيار النهائي: "عندما وصلت الأطراف الى موضوع القدس - بعد ظهر الاثنين بتوقيت واشنطن - تعطلت الأمور. قدم الاسرائيليون لعرفات عرضاً يستطيع به ان يقيم عاصمته في أحياء خارج المدينة في أبوديس مثلاً مع امتدادات الى داخل المدينة شعفاط وبيت حنينا الخ، وممر آمن الى المسجد الأقصى، مع رفع العلم الفلسطيني هناك. ومع تمتع الفلسطينيين بالسلطة الدينية الرسمية التي ستعرف ك"سيادة دينية" على المسجد الأقصى واعتبار الاحياء المسيحية ضمن المناطق التابعة للفلسطينيين، ولكن مع الاحتفاظ بالسيادة الاسرائيلية العامة. رفض الفلسطينيون ذلك، وصارت المفاوضات على شفا الانهيار وعندئذ نقل كلينتون أفكاراً جديدة خلاقة الى عرفات لينظر فيها. وفي المساء التقت الأطراف مرة اخرى في منزل كلينتون. وجلب صائب عريقات رد فعل سلبياً. واتضح للجميع ان القمة فشلت. "قال عرفات المرة تلو المرة: أنا ممثل العالم الاسلامي برمته، لا استطيع التخلي عن المدينة المقدسة. ليس لدي تفويض بذلك، ليس لدى سلطة، سيقتلونني". ورد بن عامي في وجود كلينتون: "انك ترتكب خطأ. حتى الآن الشخص الوحيد الذي قتل كان رابين". "دعم الرئيس كلينتون الموقف الاسرائيلي. وفي الأيام الأخيرة وبخ عرفات وضغط عليه وصرخ في وجهه مرات كثيرة، وقال له: "ستفقد تأييدنا. وتأييد العالم والأوروبيين ليس مضموناً. هذه فرصة تاريخية سيكون من الصعب جداً توفيرها في ما بعد". "... في نهاية القمة قال باراك لعرفات وكلينتون: "إنني خائب الظن جداً". ورد عرفات: "وأنا كذلك". ورمقه كلينتون بنظرة غاضبة".